أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th April,2000العدد:10061الطبعة الأولىالسبت 10 ,محرم 1421

تحقيقات

العمالة الوافدة تجد فيها وسيلة سهلة للتنقل
الدراجات الهوائية صداع مزمن وقلق دائم لقائدي السيارات
الرشود: هذه الدراجات تفتقد لوسائل السلامة وقائدوها جاهلون بالأنظمة ولا نتهاون مع المخالفين
* تحقيق :خالد الخليفة
نعيش هذه الايام فعاليات اسبوع المرور الخليجي السادس عشر التي انطلقت يوم السبت الماضي تحت شعار (احذر مفاجآت الطريق) وهو شعار غاية في الايجاز ووضوح الدلالة ويحمل رسالة ذات ابعاد واسعة لا تحتاج الى كثير من العناء لتفسيرها ومن بين هذه المفاجآت التي تشكل صداعا مزمنا وقلقا دائما لقائدي المركبات السائرين في الطرقات مشكلة الدراجات الهوائية التي تتسبب في الكثير من الحوادث المرورية القاتلة احيانا على الرغم من الجهود المشكورة المتواصلة التي تبذل من قبل المسؤولين في ادارات المرور وبالتحديد الدوريات الامنية للتعامل معها بشكل حضاري وفق اجراءات حازمة وخطوات واعية.
وفي هذا التحقيق نلقي بعض الضوء على هذه المشكلة حيث نلتقي عددا من المواطنين وبعض رجال الامن الساهرين على خدمة هذا الوطن ومواطنيه تنفيذا لتوجيهات المسؤولين في حكومتنا الرشيدة آملين ان نوفق في طرحها والتنبيه اليها للتعامل معها سواء في هذه المحافظة او غيرها من المناطق والمحافظات الاخرى في بلادنا الغالية,.
المشكلة تزداد
* في البداية تحدث الينا المواطن,, سليمان بن صالح الطريفي موظف بكلية العلوم الصحية للبنين قائلا:
استطيع ان اقول عن مشكلة الدراجات الهوائية بمحافظة الرس انها ظاهرة نظرا لكثرة اعداد العمالة الذين يتخذون منها وسيلة تنقل بين احياء المحافظة وللاسف الشديد فان اعداد هذه الدراجات تزيد مع الايام وهذا لا يعني انه ليس هناك جهود للحد منها فبعد كل اجراء تعود من جديد ولا يعرف حجم هذه المشكلة الا سائقو المركبات الذين يعانون من اهمال وجهل هذه العمالة بأبسط القواعد والانظمة المرورية وهناك حوادث كثيرة حدثت بسببهم فالعمال يفضلون التنقل بها ليلا ونهارا مع انها تفتقد لمعظم وسائل السلامة وانا اطالب المسؤولين باصدار نظام واضح وحازم بشأنها حفاظا على سلامة قائديها والاخرين الذين تسبب لهم الازعاج والمشاكل المرورية التي قد تصل نتائجها الى حد الوفاة.
حادث ابني
* ومن جهته يقول المواطن جايز الحربي:
اعتقد ان مشكلة الدراجات الهوائية مشكلة عامة لكنها في محافظة الرس تبدو اكثر وضوحا حيث انك نادراً ما تسير في شارع ولا تصادف قائد دراجة هوائية ومعظم هؤلاء من العمالة الوافدة الذين يجهلون أنظمة المرور بل انهم لا يحتاجون لها لأن قيادة دراجة من هذا النوع في الشارع لا تتطلب ذلك فالمهم القدرة على شراء الدراجة والنتيجة في الغالب حادث مؤلم وحتى لا يكون حديثي مجرد ردة فعل نظرية فان ابني حدث له مؤخرا حادث مروري بسبب قائد دراجة هوائية حيث كان يسير ابني في الشارع الرئيسي وفجأة ظهر له عامل يقود دراجة لا تتوفر فيها الاضاءة او الفسفور العاكس او وسائل السلامة وذلك عند الساعة الثامنة مساء وقام باسعاف هذا العامل الذي اصيب بكسر في احد اضلاعه لكنه بعد ذلك رفض التنازل وطلب منا ستة آلاف ريال رغم ان الخطأ عليه بنسبة 75% وكي لا ينقطع ابني عن الدراسة دفعت المبلغ, وقبل ايام رأيت حادث سيارة مع ثلاث دراجات كذلك وقع حادث آخر توفي نتيجته سائق الدراجة,, ولاشك ان بعض العمال مهملون وهم قد يستفيدون بأخذ مبالغ التعويض التي تصرف لهم من قبل الطرف الاخر في الحادث لذلك يجب التنبه وعدم السماح لهم بالقيادة الا وفق نظام صريح يكفل حقوق الجميع اومنع الدراجات نهائيا.
النظام غير واضح
بينما يرى المواطن,, سليمان بن عبدالله العواجي (مرشد طلابي):
ان مشكلة كثرة الدراجات الهوائية مشكلة مسؤوليتها مشتركة بين المسؤول والكفيل والعامل والمواطن بشكل عام فليس هناك نظام يحتكم اليه كما كان في السابق حيث ان للدراجات لوحات ويطبق عليها نظام السير بصرامة ليقوم المسؤول بدوره كما ان الكفيل لا يبالي بذلك ولا يوفر للعامل وسيلة التنقل وهي السيارة سواء بشكل جماعي او فردي ولا يُرى الا بعد وقوع الحادث ايضا العامل الذي يلقي بنفسه الى التهلكة غير عابىء بالاخرين الذين يزعجهم ويسبب لهم المضايقات والمشاكل وربما الديون نتيجة التعويض او الدية والتلفيات المادية في المركبة فضلا عن اشغال رجال الامن بالحادث الذي يمكن تلافيه لو تقيد بالنظام واعتمد بعد الله على وسيلة نقل آمنة اما المواطن فانه يهمه ان تباع الدراجة في محله ويكسب من بيعها ولذلك اتمنى لو ان شراء الدراجة لا يتم الا وفق نظام معين ليعلم من هو صاحبها عند الحاجة كما اتمنى ان يوضح مسار الدراجات في الطريق بلوحات وخطوط تكون معروفة عند الجميع.
قائدوها مهملون
* اما الشاب,, علي ثواب الخليفة,, فقد تحدث الينا قائلا:
بحكم عملي التجاري في اسواق المحافظة التي تشكل قلبها النابض فانني ألاحظ بشكل كبير مدى ما تسببه هذه الدراجات للسائقين من مشكلات ومضايقات ومعظم قائديها من العمال الذين يجهلون او يتجاهلون مخاطرها وخصوصا ان بعض الشوارع ذات مسارات ضيقة حيث ان قائدي الدراجات يسيرون بين السيارات ويربكون الحركة المرورية وتزداد حركتهم قبل بداية اعمالهم او عند انتهائها وخصوصا ليلا وشارع القدس يشهد اعدادا كبيرة وخصوصا عند الساعة الحادية عشرة ليلا حيث يربطون دراجاتهم بجذوع اشجار جزيرة الشارع في منظر غير حضاري وبلا مبالاة تدعو للاسف وذلك خلال تناولهم طعام العشاء او تبادل الاحاديث مع زملائهم وهناك حوادث عدة حدثت بسببهم, وتكمن خطورة حوادث الدراجات في انها وبنسبة كبيرة قاتلة او ذات اصابات بليغة لذلك ادعو المواطنين للتعاون مع رجال الامن والعمل على الحد من هذه المشكلة اذا لم نستطع القضاء عليها.
وسائل السلامة مفقودة
وبعد ان التقينا عددا من المواطنين توجهنا الى قائد الدوريات الامنية بمحافظة الرس,, ملازم اول صالح بن عبدالرحمن الرشود,, حيث قال لنا:
ظاهرة قيادة العمالة الوافدة للدراجات الهوائية بهذا الشكل لا تهم رجال الامن فقط وانما تهم المواطنين ايضا فمسؤوليتنا مشتركة لأننا في الواقع رجال امن جميعا ومن خلال عملنا اليومي وتعاملنا مع الميدان بصفة دائمة ندرك ان هذه الدراجات تفتقد لكثير من وسائل السلامة كما ان قائديها غير ملمين بالانظمة المرورية ويمكن لي ان اوجز هذه الملاحظات بما يلي:
افتقاد الدراجات لوسائل السلامة مثل عدم وجود الاضاءة الامامية والخلفية اثناء السير ليلا وعدم وجود لوحات للاستدلال على المالك للدراجة عند ارتكاب حادث مروري او جنائي فضلا عن عدم الالتزام بلبس الخوذة.
كثرة ارتكاب المخالفات المرورية على الدراجات الهوائية لصغر حجمها وسهولة قيادتها وشرائها مثل عكس السير وقطع الاشارة وتجاوز الطريق دون الالتزام بالنظام بل ان العامل يعرض نفسه للخطر دون ان يشعر بأي شعور بالذنب.
حوادث الدراجات ذات نتائج مؤلمة قد تصل الى العجز الكلي او الوفاة.
احيانا العامل يقود الدراجة دون ان يركبها ظنا منه ان ذلك يعفيه من قطع الاشارة او التجاوز مما يعرضه للخطر.
عند ايقاف اي مخالف على دراجة هوائية نفاجأ بأنه ليس لديه اي المام بقواعد المرور وانه يقودها بطريقة عشوائية.
تكثر قيادة الدراجات الهوائية على الارصفة المعدة للمشاة مما يزعج المارة ومرتادي الطريق العام.
احيانا يتم تحميل الدراجة فوق طاقتها كأن يركب عليها ثلاثة اشخاص او تحمل بأشياء لا تحتملها.
في نهاية الاسبوع وأيام الاجازة تكثر هذه الدراجات وتحدث ازعاجا للجميع.
بعض قائدي الدراجات من العمالة الوافدة يقومون بادخال الدراجات في المرافق العامة والحدائق والمساجد وهذا تصرف غير حضاري.
الدراجات يتم شراؤها بدون اوراق رسمية وليس لها ارقام خاصة بها في المنشأ وفي ذلك مشكلة امنية.
تعامل حازم
ويضيف الملازم اول الرشود قائلا:
ان هذه المشكلة المرورية نتعامل معها بشكل يومي وتقوم الدوريات وبشكل مستمر وبناء على تعليمات صادرة من شرطة منطقة القصيم بمسؤولياتها للحد من هذه المشكلة الى جانب توعية المواطنين والمقيمين والعمالة ايضا بأهمية التعامل معها كوسيلة نقل خطرة تتطلب التقيد بالانظمة,
وأهيب هنا بالمواطنين للتعاون معنا وخصوصا الكفلاء بحث مكفوليهم على توفير وسائل السلامة بدراجاتهم وتوعيتهم بالانظمة وهي على كل حال مشكلة قابلة للحل متى تعاون الجميع لهذا الهدف.
مظهر غير حضاري
وأخيرا يقول رقيب اول محمد عبدالرحمن البطي:
لاشك ان كثرة الدراجات الهوائية مظهر غير حضاري للمحافظة او في اي مكان من وطننا الحبيب فقائد وهذه الدراجات وهم من العمالة في ازدياد نظرا لسهولة التنقل عليها والاستقلالية ورخص ثمنها والحوادث التي تنجم عن ذلك حوادث قاتلة احيانا, وقبل فترة وفي احد الطرق الزراعية القريبة من المحافظة توفي قائد دراجة هوائية نتيجة تعرضه لسيارة قادمة من الطريق العام مما ادى الى دهسه نظرا لعدم تقيده بقواعد السير وافتقاد الدراجة لأبسط وسائل السلامة وخصوصا الانوار حيث وقع الحادث ليلا وأتمنى لو تتم توعية المواطنين والمقيمين في هذا الجانب الهام وخصوصا من قبل وسائل الاعلام كما ارجو من الاخوة قائدي المركبات اخذ الحيطة والحذر من مفاجآت الطريق ومن ذلك قائدو الدراجات الهوائية.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved