أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th April,2000العدد:10061الطبعة الأولىالسبت 10 ,محرم 1421

الريـاضيـة

الكلمة هدف
إعدام لاعب في جدة!
محمد الدويِّش
* والدقائق تكاد تعلن نهاية الحصة الثانية والمباراة سجل لاعب اتحادي هدف التعادل في مرمى الأهلي ثم اتجه صوب الجمهور واضعاً اصبعه على فمه: أن إسكتوا,, كان تصرفاً لا شعورياً ضد كل ما سمعه هذا اللاعب من الجمهور طوال ثمانين دقيقة,, ولم يكن الجمهور وحده ضد عودة سليمان الحديثي ولكن المنظرين خلف الشاشة كانوا كذلك أيضا,, فقد أشبعونا حديثا عن الانسجام والتشكيلة الثابتة وغياب الحديثي الذي أثر على عطائه والضغط النفسي الذي تعرّض له.
وفجأة وقبل النهاية بدقائق تغيّر كل شيء: الجمهور والنقاد وعاد اللاعب الى الحياة وأصبح نجم المباراة.
* الإعدام والحياة نقيضان لا يجتمعان وفي الغالب فإن بينهما مسافات من الأحداث والارهاصات ومن النادر ان يتحول الإعدام الى حياة او الحياة الى اعدام هكذا فجأة كما حدث لسليمان الحديثي في جدة مساء الاحد الماضي,, لقد كان الفاصل بين النقيضين بالنسبة له مجرد لحظة هي التي عكس فيها ديرسي الكرة الهوائية فوق رأس الحديثي,, ولأن الحظ في تلك الليلة كريم فقد تكرر المشهد ثانية.
بعد المباراة قرأت تصريحا للحديثي قال فيه: انه كان يفكر بترك الكرة قبيل عكسية ديرسي!!
* قبل سنوات عشت مشهدا مماثلا,, كنت في الدرجة الثانية احضر مباراة بين فريقين,, وكانت الدقيقة الثلاثون من الشوط الثاني حين نزل احد المهاجمين وفريقه خاسر بهدف,, استقبله الجمهور الغاضب بالشتائم ثم فجأة قفز على كرة عرضية واودعها المرمى هدف التعادل فانقلب الجمهور رأسا على عقب لاسيما حين تمكن اللاعب من تسجيل هدف الفوز مباشرة.
إنني لا أستغرب حال الجمهور ولا حال بعض المنظّرين، ولكن ما يثير دهشتي هذا النوع من اللاعبين الذين يصعدون في لحظات من أسفل السلم الى أعلاه ومن سفح الجبل الى قمته غير مبالين بما يدور حولهم, بينما نوع آخر من اللاعبين وهم الأكثرية للاسف تُحدد اول كرة يستلمها ومعاملة الجمهور له مستواه في المباراة من البداية الى النهاية.
* جاسم يعقوب النجم الكويتي الشهير له عبارة مشهورة: الجمهور هدف يجيبه وهدف يوديه,,!
اما ماجد عبدالله النجم السعودي الشهير فإنه يقول: هذا هو الجمهور,, اليوم يحملك على الاكتاف وغدا قد يُسمعك ما لا يُطاق.
بين هذا وذاك يُفترض ألّا ينجرف اللاعب خلف ما يسمعه من الجمهور سواء مدحا او قدحا وانما يحصر تفكيره بالكرة وبما يجب عليه ان يفعله لخدمة الفريق,, لكن هذا لا يمنع من معاتبة الجماهير على ما تفعله ببعض اللاعبين حيث يتحول الامر من مجرد غضب طارىء لموقف ما الى حرب دائمة تهدف الى القضاء على اللاعب وإعدامه.
بين النصر والهلال
* لماذا نفترض أن الناس إما هلال او نصر؟
لماذا نحاصر اللاعبين بالنصر والهلال؟ حتى الشباب وهو فريق كبير ولديه العديد من البطولات ننظر للاعبيه من خلال الهلال والنصر!
اما الفرق الصغيرة فانها مطاردة وباستمرار بتهمة النصر او الهلال ليس للاعبيها وحسب وانما للرئيس والاعضاء والجماهير وما حدث للحزم من الرس اكبر دليل.
* لو تعاملت مع الأمر بالعاطفة كأحد ابناء الرس فانني اشعر بالسعادة لأن فريق ديرتي له كل هذه الأهمية لدرجة ان تقديمه درعا لأحد نجوم الهلال اصبح قضية القضايا!
الحزم فريق صاعد ولكنه بات هو وجمهوره ومدينته موضع تنافس إعلامي بين النصر والهلال فكل يحاول خطب الود الرساوي الحزماوي وقد حرص الهلاليون بالذات على الظفر بأكبر قدر ممكن من الاشادة الحزماوية منذ اعلنت القرعة لقاء الفريقين في ربع النهائي من مسابقة كأس ولي العهد.
* لكن الامر ليس بهذا النحو العاطفي وإنما هو تأمل عقلي لما يحدث من اندفاع شخصي للكسب الإعلامي على حساب مصلحة الفريق وشخصيته مثلما فعل احد الرائديين حين قال: ليس مهماً ان يهبط الرائد فالمهم ان يصل الهلال للمربع!
وكما فعل بعض الحزماويين حين تحدثوا عن الهلال اكثر مما تحدثوا عن فريقهم.
وأعتقد ان الشخص يستطيع ان يفصل بين ميوله كحق شخصي وبين مسؤوليته، وفريق النجمة خير دليل فالواصل رئيس النجمة هلالي لكنني ابدا لم اقرأ له تصريحا يمس شخصية فريقه او مصلحته، وكذلك كل النجماويين من اداريين ولاعبين، بل لم يسبق لي ان اطلعت على اي اتجاه لحشر النجمة بين النصر والهلال.
حدث هذا رغم ما حققه هذا الفريق ورغم فوزه على النصر اكثر من مرة بل ورغم ما حدث بشأن منصور الموسى.
ومن أجل هذا بقي فريق النجمة موضع احترام النصراويين والهلاليين على حد سواء.
وبالمناسبة فانني ألمس تجاهلا من الرياضيين في منطقة القصيم لما حققه هذا الفريق الرائع وكان آخر من فعل ذلك رئيس الحزم عساف العساف حين قال في التلفزيون ان الحزم هو زعيم القصيم بعد الرائد والتعاون!!
* إنني لا ادعو احدا الى التخلي عن ميوله بمجرد ان ينتسب لفريق صغير ولكن عليه ان يقدم مسؤوليته ومصلحة فريقه على ميوله وألا يحشر فريقه في صراع بين الكبار، فالفرق الكبيرة تهتم بمصلحتها ولن تتنازل عنها مهما كانت العواطف تجاهها وهي لا تحترم من يلهث خلفها وانما من يلهث خلف مصلحته ولذلك اتمنى ان يبقى الحزم حزما فقط وليس فرعاً للهلال اوالنصر وكذلك أي فريق آخر.
قبل المباراة
* قال لي: النصراويون يتحاملون على الحكام وخصوصا عبدالرحمن الزيد.
قلت: هناك من يفعل ذلك ايضا مع حكام آخرين.
قال: ولكن ليس كالنصراويين فهذا عبدالرحمن الزيد يحصل على افضل حكم في آسيا لعام 1999 في الوقت الذي يوجّه له رئيس النصر اتهاما خطيرا بأنه قبّل لاعب الوحدة الذي سجل هدفا في مرمى الوحدة.
قلت: هذا صحيح فقد قام عبدالرحمن الزيد بتقبيل هذا اللاعب ولكن قبل المباراة.
عند ذلك ضحك صاحبي,.
*اننا نعتز بكل حكامنا وخصوصا الذين تألقوا خارجيا ومنهم عبدالرحمن الزيد ولكن هذا لا يمنع من الحديث عن اخطائهم فليس هناك حكم لا يُخطىء بل ان الحكم الناجح هو الأقل خطأ كيفا وكمّاً,.
ما قلّ ودلّ
* تجاوزت اللجنة الأولمبية السعودية صالح خليفة قائد اول إنجاز اولمبي وفضلت عليه ماجد عبدالله وصالح النعيمة.
* بلا حسيب او رقيب رفع ديرسي رأسه مرتين فرأى ثلاثة من زملائه في الجهة الاخرى بلا حسيب او رقيب ايضا.
* فرق كبير بين أن يكون لاعب القرن وبين ان يكون احد لاعبي القرن,, وهذا الفرق هو سبب كل ما حدث.
* أصبح الفرق بين الاتحاد وبين الاهلي شاسعا كما هو الفرق بين حمزة ادريس وبين حسين عبدالغني.
* هناك من حكم بنجاح التجربة وهناك من حكم بفشلها ولكن اين هي التجربة انها مجرد تمرين لا أقل ولا أكثر.
* ان كان الهلال سيبقى على هذا المستوى الذي ظهر به امام الحزم فقولوا على بطولة آسيا السلام.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved