| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة ,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
الحمد لله الذي فضل الأوقات بعضها على بعض ليتزود بها عباده من صالح الأعمال لينالوا بها الدرجات العلا ففي كل عام تمر علينا مواسم شريفة واحداث جليلة مثل شهر الله المحرم وفيه يوم عاشوراء الذي صيامه يكفر السنة الماضية ثم شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن فضله الله على كافة الشهور ففيه يتسابق المتسابقون ويتنافس المتنافسون في ميدان رباني لما فيه من مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات وفيه العشر الأواخر وليلة القدر التي هي خير من الف شهر ثم أشهر الحج المباركة وكذلك عشر ذي الحجة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل فيهن افضل من هذه الأيام العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء,, وفيها يوم عرفة الذي صيامه يعدل عشرة آلاف يوم وهو مشروع لغير الحاج,, فلله الحمد والمنة على مواسم الخيرات والبركات والنفحات.
فما أجمل اغتنام هذه المواسم قبل فواتها ورحلينا,, ولعلنا اليوم على أبواب حلول مناسبة تهم كل مسلم وهي يوم عاشوراء اليوم الذي انتصر فيه الحق على الباطل والعدل على الظلم وهذا اليوم صامه رسولنا صلى الله عليه وسلم شكراً لله وكان اليهود يصومون ذلك اليوم, فقال صلى الله عليه وسلم نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه,, وقال لئن بقيت الى قابل لأصومن التاسع مع العاشر مخالفة لليهود,, وحري بنا نحن اليوم ان نصوم التاسع والعاشر او العاشر والحادي عشر, شكراً لله واغتناما للأجر والثواب الجزيل.
وان مثل هذا اليوم يذكرنا بجراح امتنا النازفة في الشيشان وكشمير والفلبين والصومال وفلسطين وافغانستان وفي البلقان وأماكن أخرى.
فلندعو الله جميعا أن يحل هذه الكربة وان يكشف هذه الغمة عن امة الإسلام, وان نعود الى الله عودة صادقة مع إشراقة هذا العام الهجري الجديد,, وان نمد يد العون لكل محتاج ونمسح دمعة يتيم أو ارملة بما من الله به علينا من نعم لا تحصى.
فالايام والشهور والأعوام صفحات عمرنا ومراحل حياتنا فلنقطعها بصالح العمل وجميل الكلام حتى نسعد بها يوم نلقى الله جل وعلا,, يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم.
قال الشاعر:
إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجل |
علي بن سليمان الدبيخي بريدة |
|
|
|
|