أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th April,2000العدد:10061الطبعة الأولىالسبت 10 ,محرم 1421

عزيزتـي الجزيرة

القنوات الفضائية محنة وغزو لا مفر منه وهجمة ثقافية لا نعلم أبعادها المستقبلية
اخي الدكتور/ عايض الردادي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اطلعت على حديثكم المنشور بعنوان (دقات الثواني) في جريدة الجزيرة يوم الاثنين 5/1/1421ه ولقد استمتعت كثيرا وانا اطلع على تعليقكم حول مقابلتي التي نشرت في جريدة الجزيرة يوم 28/12/1420ه وإني أقدر صراحتكم وأحترم رأيكم وأعتز بمشاعركم الاخوية وانت من الرجال الذين أعتز بذكرى العمل الطيب معهم في وزارة الاعلام,وقد تعودنا منك الصراحة والصدق في طرح الموضوعات ولهذا فإني اقبل عتابك واشكرك على ملاحظاتك ولكن ما أود أن أقوله بكل صراحة هو ان هذه القنوات الفضائية محنة عظيمة وغزو لا مفر منه وهجمة ثقافية لا يعلم الا الله ابعادها المستقبلية، ومن واجبنا ان نتعامل معها بروح ايجابية ووعي وادراك لأبعادها، وبعد سنوات قليلة عندما يلغى استعمال الصحون او (الدشات) كما نسميها سيصل الارسال الفضائي الى منازلنا مباشرة دون حاجة الى هذه الوسائط فماذا نحن فاعلون، ولقد بدأت فكرة القنوات الفضائية العربية على اساس ان نتصدى لهذه المحنة القادمة ونقدم البديل وانا اتفق معك في ان هذه القنوات العربية لم تستطع ان تتخلص من كثير من السلبيات بل ووقعت في العديد من السقطات, ولهذا فقد انقسم الناس بين مؤيد ومعارض لها، بل وصل الامر الى حد اعتبارها اشبه بالقنوات الخارجية واشد ضرراً في بعض الاحيانولهذا فإني أشعر بحقك في المعارضة والاعتراض وطلبك التحفظ والمحافظة وأنا أتكلم لك عن إحدى هذه القنوات وهي MBC التي بدأت كأول قناة خارجية وأسسها الاخ الشيخ صالح كامل وكان لي شرف المساهمة معه ثم تم بيعها والتنازل عنها فيما بعد للمجموعة التي تديرها الآن وعلى رأسها الاخ الاستاذ الوليد بن براهم ثم جاءت قناة ال ART ومرة اخرى كان لي شرف المساهمة في تأسيسها مع أخي الشيخ صالح كامل وأشهد ان هذا الرجل عندما بدأ يفكر في القناة الاولى او القناة الثانية انما كان يفكر بإخلاص المؤمن الصادق الذي يريد ان يجد البديل للوقوف في وجه التيارات القادمة ويشهد الله انني سمعته وحضرته وهو يخطط لقنوات تجتذب الطفل العربي والاسرة العربية والمشاهد العربي وتقدم له البديل الصالح كما حرص في تخطيطه ان ينتزع من المواد السلبيات التي تضر بالمجتمع وبالناشئة وحرص بعد ذلك على ان يكون مخطط البرامج مشتملا على لقطات وفقرات مركزة تذكر الناس بالقيم الاسلامية وتجتذبهم الى حظيرة الاخلاق بين وقت وآخر، ولقد باشر الرجل بنفسه الإعداد لهذه البرامج وكان يسهر حتى ساعات متأخرة يتابع البث شخصيا وأنفق الملايين في سبيل ذلك ولا شك انه قدم الكثير من البدائل الطيبة وهناك برامج أوافقك على سلبياتها وعدم ملاءمتها ولكنها في اطار خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم , وسبحان من يعلم بالنيّات وقد جاء في أول حديث في صحيح البخاري (إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل امرىءٍ ما نوى) فقنوات ال ART تجتهد لتقديم البديل الصالح ولكنها لا تخلو من نقص ومن سلبيات ومواد أوافقك على نظرتك إليها ولكننا نأمل في التدرج الى ان نصل الى التوازن الذي نطلبه ونحقق الهدف الذي ننشده دون ان نفقد المشاهد ونظل نربط الاطفال بنا والناشئة في عصر اخذت تتجاذبهم فيه كل هذه القنوات من الشرق والغرب, ونحن في هذه اللحظات غير راضين عن كل ما يقدم، بل نأسف ونستغفر الله العظيم عن كثير مما يقدم ولكن عزاؤنا انه سبحانه وتعالى يعلم صراعنا من اجل تقديم البديل الصالح وخططنا في سبيل الوصول الى اجتذاب المشاهد مع شعورنا بأننا ما نزال مقصرين في ذلك, وختاما ارجو قبول تحياتي وتقديري واعتزازي بملاحظتك ولك العتبى حتى ترضى.
د, محمد عبده يماني

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved