|
| محليــات
في عدد يوم الثلاثاء الماضي، كتبت هنا عن الأمن ووظائفه، على إثر ما نشر في اليوم السابق للمقال عن التشكيل الإداري الجديد لمديري عموم إدارات المرور في المناطق,.
ولأن المرور منطلق السلامة,,,، ومظهر الحضارة، ومؤشر الوعي,,,، وحاجة الفرد لأن يتعامل فيه ومعه من منطلق نظام واحد، ذي لائحة ثابتة، وتعليمات واضحة، فيها حدود لا يسمح بتجاوزها، ومرونة لا تخل بها، فإن الحديث عنه يأتي من منطلقات ملموسة تدعو كل الذين لهم أعين ، وحواس ، ورأي لأن يتحفزوا للقول في شأنه,, مدركين بلا ريب أن هناك من يعمل لرأب الصدع في مجاله، ولإقامة الوعي في التعامل معه، ولتجريب أساليب الأداء فيه ممارسة تعمل على تطويره في ضوء حفظ حقوق الحاملين لرخصه، والقائمين على الإشراف على تنفيذ تعليماته ولوائحه ضمن نظامه الثابت والواضح، وأولئك المتعرضين للتعامل بشكل أو آخر مع أولئك من الفئتين,.
ولأن المرور عملية هامة جاءت نتائج الحصد البشري فيه تفوق حد التطلع إلى حقن قطرة دم في عروق إنسان، بمثل ما جاءت بمؤشرات تدنٍ في وعي الذين يجلسون خلف مقاود العربات على اختلاف أنواعها وألوانها ومواصفاتها بما يؤكد شيئاً من الاستهتار اللاحق عن قصور وعي، وعدم ضوابط سلوكية ناتجة عن ترف وعدم تحمل للمسؤولية ضمن منظومة أخلاقيات الإنسان العامة مما استنهض صرخات التربويين، والمسؤولين عن تنفيذ الأنظمة، وأولئك المنظرين الاجتماعيين، والباحثين النفسانيين أعيدوا تربية الإنسان وعودوه على المسؤولية، وافتحوا نوافذ الإحساس فيه نحو الوعي الشامل، ودربوه على النظام في كل شيء,, فإن أملاً جديداً في نظام صارم يكون في الشارع تطبيقه كي يلجم من حدة الاستهتار، ويدرب على احترام الفرد للنظام، وعلى القدرة في اتباع التعليمات، والتقيد بها، ومن ثم التأكد من أن أي تجاوز في ذلك لن يعفي من العقوبة، كي يكون الشارع في مروره صورة لبناء وعي وتنفيذه بين الناس.
لذلك جاء مقال الأمن ووظائفه وكنت لا أشك في تجاوب المسؤولين عنه ذلك الذي تعودناه ومن خلال زمن طويل في التعامل معهم,, فهم أهل للثقة في مواقع العمل,.
لكن أن يأتي التجاوب فورياً، قبل أن يمر على نشر المقال من الزمن ساعات قليلة، فهذا يدل على أن الأمن بكافة مرافقه ووظائفه بدءاً بمقعد الوزير وانتهاء إلى عربة المراقب في الشارع يعملون بشكل حركي فعَّال.
فلقد تلقيت بعد ساعات قليلة من نشر الموضوع مهاتفة عملية على درجة كبيرة من الأهمية من سعادة الأخ المقدم عبدالرحمن المقبل مدير إدارة المرور في مدينة الرياض، يوضح الخطوات الفعالة الفورية ذات المنطلقات العملية نحوالتحديث والتجديد والضبط داخل مكاتب ووظائف المرور بدءاً بالعاصمة,, ووصولاً إلى القرى,, وأول هذه الخطوات التحديث الداخلي في إدارة المرور ,,، ذلك بوضع استراتيجيات التطوير: إدخال النظام الآلي في تحديث المعلومات عن طرق الوحدات الطرفية التي ستقضي على روتين المراجعة، وتجديد الرخص، ومتابعة المخالفات، والتأكد من التصاريح، والوقوف على إسناد الوكالات وصحة المعلومات,,، ولقد بدئ في هذا الأمر منذ اللحظة الأولى التي تلقت فيها الإدارة توجيه المسؤولين بإعادة التشكيل نظراً لأهمية المسألة المرورية، كما بدئ بالنظر في أمر الرخص والتصاريح، والعمل على دراسة جادة لمنع كل من لا يجيد السياقة إجادة تامة من الحصول على رخصة القيادة، وإيقاف التصاريح إلا في طوارئ الأمور ووفق ضوابط أولها إجادة القيادة,, كما أن هناك تطلعاً إلى نشر مدارس القيادة، وتوعية شاملة بلائحة المرور، وبتعليمات السير، وتعريف الأفراد بأنظمة الشارع، ومراعاة الفئات الخاصة، وإعادة النظر في مواصفات العربات وتقنين السرعة، وتدريب رجال المرور على اتباع أيسر الأساليب وأضبطها في التعامل مع الشارع، وإعادة النظر في أسلوب الإيقاف وتطبيق العقوبات.
وأول الأمور الجيدة التي تحدث فيها سعادته هو أن يكون المرور مدرسة لتنمية الحافز الذاتي لدى المواطن وغيره من السائقين حين تتم الإشارة بالتنقيط لأية مخالفة في رخصة القيادة لثلاث مرات ثم تسحب الرخصة لمدة محدودة لا يتم فيها السماح للسائق بممارسة القيادة ما لم يتم فترة الإيقاف عنها وذلك بهدف تحفيز الذات نحو اتباع النظام إذ ثبت أن مجرد الدفع المادي للمخالفة لم يجد في الحد منها.
وكان سعادته في شرحه لتطلعات إدارته، ولخطط التطوير، وللمبادرة الفورية بتحديث الداخل إدارة وأفراداً تحت إشراف دقيق ومتابعة فعالة ودعم فوري من المسؤول الأول وإشارته إلى حرصهم الكبير ورغبتهم في تحقيق المقترحات الواردة في هذه الزاوية، وبتحفيز سريع من المكرم الفريق أسعدالفريح ما يؤكد الثقة في هؤلاء المسؤولين، وما يوطد العلاقة بينهم وبين أصحاب الرأي وبأن قولاً يرسل لا يذهب مذهب السراب لديهم، ولا يتبخر،,.
أحيي الفريق أسعد الفريح للمرة الثانية بما يؤكد الثقة فيه
وأحيي المقدم عبدالرحمن المقبل على ما لمسته من وعيه وفهمه وحماسه ورغبته في الأداء الذي أنيطت به مسؤوليته,, وأتطلع معه إلى ما يؤكد الثقة فيه وفي فريقه,.
ونطمئن كثيراً لوجود هذه النماذج الرائعة في سدة العمل الأمني بكل ما أوتيت من الحماس والوعي والرغبة في النجاح، والثقة في النفس وفي الآخر,, وهذا لعمري منطلق النجاح.
|
|
|
|
|
