|
| محليــات
سمعت باسمها سنوات طويلة قبل أن التقي بها,.
وهو اسم اعتدته في الطفولة لكثير من صديقاتي في البحرين: شيرين ,,, الحلوة باللغة الفارسية اسم أحبه لأنه ارتبط دائما في تجربتي بوجوه وأرواح حلوة حقاً.
ثم سمعت صوتها المميز,, كان يأتي مع الأثير مليئا بالحيوية وتلك النعومة الخاصة التي توحي بوجه صبية حلوة وبريئة.
أحببت صوتها,, وأحببته أكثر يوم سمعتها تنشد على الأثير بعض قصائدي في برنامج من إذاعة جدة يعده الشاعر عبدالله الخشرمي.
ثم كلمتني يوما لسبب ما,, لا أذكر بالضبط,, ربما لتستفسر عن قصيدة منها, وتحدثنا طويلا,, اكتشفت أنها ابنة الأديب حمزة شحاته,, وأن ذلك يجعل ما بيننا شيئا مشتركا,, كلانا ابنة شاعر وناقد وأديب.
سألتني إن كنت قرأت كتبه,, ثم تفضلت وأرسلتها اليّ بالبريد.
قرأتها واستوقفتني رسائله لها في كتاب الى ابنتي شيرين وهي تدرس في القاهرة, بكيت عند بعض الرسائل لشدة حميميتها وهو يرسم افتقاده لها,, ذكرتني أيضا برسائل والدي أطال الله عمره اليّ وأنا في غربة الدراسة ببيروت.
أعمق عشق للرجل الشاعر ليس أي امرأة عابرة هو تعلقه بابنته,, عشق لمدى الحياة.
ثم جاء يوم قابلتها فيه شخصيا,, جاءت للمنطقة الشرقية ضيفة على حفل جائزة سمو الأمير محمد بن الفهد أمير الشرقية ليلتها استلمت المايكروفون.
اكتملت صورتها عندي,, ولم تخيب ظني كان لها وجه صبية بريئة وجميلة,, وحضورا يفرض نفسه.
تحدثنا وتحاورنا بعدها مرات عديدة, عن الدينا وعن أولادنا وعن أحلامنا.
ثم غابت,.
بعد فترة سألت عنها الاذاعية دلال ضياء,, صديقتنا المشتركة.
قالت شيرين مريضة وتسافر للعلاج , مرة كنت حظيظة أن وجدت شيرين حين اتصلت بها في جدة وظلت دلال بعدها تواصلني بأخبار شيرين كلما سألت عنها.
لم تكن التفاصيل مسرة,.
شيرين تعاني وهي في غربة العلاج,.
دعوت لها بأن تعود لبيتها وزوجها وأطفالها الذين كثيرا ما حدثتني عن حبها لهم ولكن لله حكمة في مشيئته.
لم أرها مرة أخرى.
وها هي تعود لبارئها والكلمات الاخيرة بينها وبين الزميلة هيفاء اليافي,, محتفظة بحلاوة روحها الطيبة.
رحمك الله يا شيرين,, وغمد روحك الطيبة وألهم كل ذويك وأحبابك الصبر والسلوان.
لقد كنت مثلا للمرأة المميزة الجذابة حتى وهي أخت الرجال إذ تشق طريقا جديدا للمرأة العاملة,, لتسلكه اللاحقات.
د, ثريا العريّض
|
|
|
