أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th April,2000العدد:10061الطبعة الأولىالسبت 10 ,محرم 1421

القرية الالكترونية

وحي المستقبل
رسالة إلى سماحة المفتي العام
د, عبدالله بن عبدالعزيز الموسى
منذ ان بدأت التطفل على الصحافة لم يوجه قلمي أي رسالة الى اي مسؤول ولكن اما وقد بات من الممكن مخاطبة مسؤول فقد آثرت ان تكون رسالتي في هذا اليوم الى سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية.
سماحة الوالد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, أما بعد.
يعلم سماحتكم ان اساليب الدعوة تختلف باختلاف الزمان والمكان والمتتبع لمراحل الدعوة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الى الآن يجد ان المسلمين استخدموا كافة الوسائل والأساليب المتاحة في كل عصر من العصور, فالشعر والنثر كانا يوماً من الأيام من الوسائل القوية المستخدمة في الدعوة ثم كان عصر الرسائل والمطبوعات ثم جاء عصر الإذاعة والتلفزيون وكلها وسائل مشروعة ان شاء الله تعالى.
واذا كان الأمر كذلك فإن استخدام هذه الوسائل في هذا العصر اصبح أمراً غير فعال وذا اثر ضئيل مقارنة بإفرازات نهايات القرن العشرين حيث عصر الانترنت الذي اتاح للبشرية جمعاء بأن تعيش في قرية واحدة صغيرة جداً وتكلفة رخيصة وجهد أقل.
سماحة المفتي: وكما يعلم سماحتكم حفظكم الله ان ثقة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ببلاد الحرمين وولاة أمرها ومشايخها أمر يتطلب منا تقدير هذه الثقة والقيام بواجبها ومن القيام بواجبها تلبية طلبات المستخدمين في الانترنت حول الفتاوى.
سماحة المفتي استأذنك بعرض واقع الفتوى على الانترنت,, من المعلوم ان احد استخدامات الانترنت هي وسيلة اتصال وهذا الاتصال عادة مايتم بين شخصين أو اكثر مهما تباعدت المسافات ثم ان هذا الاتصال يأخذ عدة اشكال فقد يكون عن طريق النص الكتابة وقد يكون عن طريق الصوت وقد يكون عن طريق النص والصوت والصورة.
وبالطبع فإن اكثر الوسائل استخداماً هو استخدام النص بواسطة البريد الالكتروني الذي يتمثل بإرسال رسالة الى اي شخص ثم ينتظر الاجابة منه خلال لحظات احياناً , وذلك راجع لطبيعة الانسان الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بها خلق الإنسان من عجل وخلق الإنسان عجولا وكذلك فلسفة الانترنت التي تقوم على مبدأ السرعة في الحصول على المعلومة.
أما واقع الفتوى على الانترنت فهو ولله الحمد لا بأس به في الجملة ولكن الملاحظ ان بعض الفرق الضالة والمشبوهة التي تدعي حمل لواء الاسلام وانها الفرقة المنصورة قامت بوضع مواقع لها من اجل الفتوى بل وضعت مايسمى اون لاين فتوى Fattwaa Online بحيث يمكن للسائل ان يسأل ويتلقى الاجابة خلال لحظات الأمر الذي جعل كثيرا من الناس وخاصة المسلمين الجدد الذين لا يعرفون الفرق بين هذه المذاهب من أول وهلة يعتمدون على هذه الفتاوى الضالة وبالتالي يستدرج المسلم الجديد على تلك المذاهب من حيث لا يشعر,, ورغم ان هناك جهودا فردية كثيرة في الميدان ولله الحمد لكنها مع ذلك لا تغطي المطلوب فقد وقفت على عدد من المواقع التي تستقبل كل يوم مايزيد على 100 طلب فتوى وهي مواقع فردية لم تثبت مصداقيتها ومع ذلك جاء هذا الرقم, ثم انني اذكركم ان هذه الجهود الفردية ما تلبث ان تسقط بسبب عدم المتابعة, واذكر ان احد الاخوة الزملاء المبتعثين من هذه البلاد فتح باب الافتاء في موقعه وذلك عام 1996م وهو أهل لذلك ان شاء الله ولا نزكي على الله احداً وكان يستقبل مايزيد على 30 رسالة يوميا هذا قبل اربع سنوات إلا انه مالبث ان قام بإغلاق هذا الموقع بعد ان رجع الى بلاده بسبب انشغاله.
الذي يؤكد ماقلته ياسماحة الوالد من ثقة المسلمين بهذه البلاد هو ان بعض المستخدمين للانترنت عندما يرون ان هذا الموقع مسجل في السعودية يحمل النطاق SA او عن طريق IP يقومون بإرسال استفساراتهم واسئلتهم حتى ان احد اصحاب الشركات قال لي ذات مرة انني واقع في حرج قلت وماذاك قال يومياً اتلقى حوالي خمس رسائل تسأل عن الإسلام ولا ادري ماذا افعل بها فقلت له هذه زكاة تجارتك فقم بواجبها.
وأخيرأً سماحة الوالد: آمل من المسلمين في مشارق الارض ومغاربها تحقيق موقع للفتوى على مذهب اهل السنة والجماعة, وان كان لي من رأي قاصر يمكن طرحه في هذه المناسبة فهو ان نضع نصب اعيننا ان فلسفة الانترنت تقوم على السرعة بمعنى آخر انه يجب ان نجيب السائل خلال ساعات بل لحظات اما الرد خلال ايام فهذا غير مقبول لدى الانترنتيين، وستكون النتيجة عكسية لا قدر الله,, بارك الله في جهودكم ونفع بعلمكم المسلمين انه سميع عليم.
*جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved