أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th April,2000العدد:10061الطبعة الأولىالسبت 10 ,محرم 1421

الاقتصادية

القيادة الرشيدة والمياه في ندوتها الأولى
عبدالله بن عبدالرحمن الحمين *
يفتتح صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام مساء هذا اليوم فعاليات الندوة الاولى لترشيد استخدام المياه والمحافظة عليها وتنمية مصادرها والمعرض المصاحب لها.
الماء العنصر الأساسي لأي تنمية لذا كان من اول اهتمامات قادة هذه البلاد منذ تأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه حينما استقدم جلالته البعثات الفنية المتخصصة لدراسة مصادر المياه الممكنة لتأمين المياه الصالحة للشرب للمدن والقرى والهجر ولتحديد المناطق جيدة التربة والامكانات المائية لاستغلالها للاغراض الزراعية.
واستمرت المسيرة المائية التنموية كغيرها من اوجه التنمية التي شملت نواحي الحياة المختلفة فتم حفر أكثر من 5300 بئر لاغراض الشرب ولتخدم اكثر من 1300 مشروع مياه لمدن وقرى وهجر المملكة ولم يغفل جانب المراقبة للمياه الجوفية فتم حفر 945 بئرا بين يدوية وانبوبية لمراقبة المياه الجوفية في التكوينات المختلفة وقد بنيت عملية حفر هذه الآبار والمواصفات الفنية لها على نتائج الدراسات التي قامت بها وزارة الزراعة والمياه وبلغت تكلفة الدراسات فقط ما يربو على 600 مليون ريال كما تقوم وزارة الزراعة والمياه بتأمين المياه بالناقلات للمواقع التي لا تتوافر فيها مياه صالحة للشرب.
ولأهمية تنمية ودعم مصادر المياه فقد بادرت الدولة اعزها الله بإنشاء اكثر من 193 سدا وبسعة تخزينية تصل الى 777 مليون متر مكعب من المياه واكبر هذه السدود هو سد الملك فهد في بيشه والذي تم افتتاحه عام 1419ه من قِبل صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني يحفظه الله وتبلغ طاقة هذا السد التخزينية اكثر من 325 مليون متر مكعب من المياه، كما اتجهت وزارة الزراعة والمياه الى المصادر غير التقليدية وذلك لدعم مصادر المياه حيث اقرت الدولة اعزها الله تحلية مياه البحر كخيار استراتيجي فأنشئت المؤسسة العامة لتحلية مياه البحر المالحة وتمت اقامة 28 محطة تحلية مياه على الساحلين الشرقي والغربي بطاقة تتجاوز 800 جالون من المياه يوميا وبأكثر من 4500 ميجاوات من الكهرباء ووصلت مياه البحر المحلاة الى المدن الداخلية والتي تبعد عن الساحل بمئات الكيلومترات واصبحت المملكة اكبر منتج للمياه المحلاة في العالم حيث تقدر ما تنتجه المملكة ب30% مما ينتج من المياه المحلاة في العالم واصبحت مياه البحر المحلاة تشكل 45% من مياه الشرب في المملكة وتصل الى حوالي 70% في المدن الرئيسية كالرياض وجدة والدمام وقد قدرت التكاليف الرأسمالية لهذه المشاريع بأكثر من 56 الف مليون ريال.
الدعم المتواصل من قِبل ولاة امر هذه البلاد يحفظهم الله هو ما اوصل مشاريعنا المائية لما هي عليه فلو استعرضت ما تم خلال الثلاث سنوات الماضية وبايجاز منذ ان وضع صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حجر الاساس لمحطة تحلية المياه في الشعيبة في 11/3/1418ه حيث تم بعد ذلك بحوالي عشرة اشهر افتتاح سد الملك فهد في بيشة والذي ستصل المياه الصالحة للشرب منه الى محافظة بيشة كما سيخدم المزارعين هناك وبعد قرابة الاربعة اشهر افتتح صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظه الله مشروع مياه عفيف والدوادمي احد المشاريع المائية الشاملة والذي يخدم أكثر من 74 قرية ومدينة مجاورة لعفيف والدوادمي كما تم افتتاح محطة تحلية المياه لمنطقة المدينة المنورة المرحلة الثانية وكذلك افتتاح مشروع تحلية المياه لمنطقة عسير حيث وصلت مياه البحر المحلاة لمدينة ابها وخميس مشيط ووضع حجر الاساس لايصال مياه البحر المحلاة لمحافظة الاحساء وكذلك تم افتتاح مشروع مياه البكيرية وتقدر المبالغ التي صرفت على تأمين مياه الشرب بما يربو على مائة الف مليون ريال.
المواطن مطالب بالمحافظة على هذه المكتسبات المائية التنموية لأن هذه المصادر ملك لنا في الوقت الحاضر ولابنائنا وابنائهم من بعدهم وللأجيال المستقبلية اللاحقة فيجب المحافظة على هذه الثروة الغالية وترشيد استخدامها ولذا وادراكا من ولاة الامر يحفظهم الله فقد اولوا هذا الجانب الاهمية المطلوبة حيث وجه خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله خلال ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء المنعقدة يوم الاثنين الموافق 17/3/1418ه المواطنين والمقيمين على ارض هذه البلاد الطيبة بترشيد استخدام المياه والمحافظة عليها وان هذا واجب ديني ووطني وتنموي لابد من الالتزام به وكذلك وجه خلال ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء 26/12/1419ه المواطنين والمقيمين لترشيد استخدام المياه حيث أكد خلالها ان المملكة العربية السعودية تعد الدولة الاولى في العالم في توفير مياه الشرب المحلاة الذي كلف الكثير من الانفاق على هذا الجانب المهم والذي يتطلب احاطته بالاهتمام البالغ لضمان استمراريته وكفايته وان علينا جميعا ان نتعاون من اجل الحفاظ عليه ويشمل ذلك ترشيد الاستهلاك.
كما وجه صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني يحفظه الله كلمة توجيهية للمواطنين والمقيمين على ارض هذه البلاد الطيبة بمناسبة انطلاق المرحلة الاولى من الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه تحت شعار الاسراف سبب كل جفاف بتاريخ 26/2/1418ه ناشد فيها سموه كافة مستخدمي المياه من مواطنين ومقيمين ان يعي كل واحد دوره أمام الله ثم أمام نفسه بأهمية ترشيد المياه وكذلك وجه سموه الكريم كلمة توجيهية للمواطنين والمقيمين بمناسبة انطلاق المرحلة الثانية من الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه بتاريخ 25/12/1419ه تحت شعار لا تسرف في الماء,, الماء أمانة وجه فيها سموه المواطنين والمقيمين على اهمية ترشيد استخدام الماء والالتزام بما يحثنا عليه ديننا الحنيف بضرورة الابتعاد عن الاسراف والتبذير في النعم,وصدرت الموافقة السامية الكريمة بالاحتفاء باليوم العالمي للمياه الذي يصادف يوم 22 مارس من كل عام وقد احتفت به المملكة منذ عام 1997م واقامة ندوة كل ثلاث سنوات يكون محورها ترشيد استخدام المياه وتقدم فيها بحوث بهذا الشأن وجائزة لأفضل صاحب بحث يقدم عن ترشيد استخدام المياه، كما صدرت موافقة سامية كريمة بالموافقة على مشاركة المملكة لشقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي على اقامة اسبوع خليجي للمياه يتزامن مع بداية اليوم العالمي للمياه وقد احتفي بأسبوعين خليجيين للمياه الاسبوع الاول لعام 1999م وكان شعاره المياه اساس الحياة فلنحافظ عليها والاسبوع الثاني لعام 2000م وكان شعاره مصادر المياه محدودة فاقتصد في استخدامها .
ويأتي انعقاد هذه الندوة تجسيدا للتوجيهات السامية الكريمة بعقدها كل ثلاث سنوات كما يأتي انعقادها قبل ايام قليلة من انطلاق المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه.
تتشرف هذه الندوة برعايتها وافتتاح المعرض المصاحب لها من قِبل صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظه الله والذي سيكون لرعايته لهذه الندوة رغم مسؤولياته وارتباطاته الكبيرة اثر كبير في نجاحها ودلالة واضحة واكيدة على دعم قادة هذه البلاد للمسيرة التنموية في كافة المجالات وفي مجال المياه والمحافظة عليها وترشيد استخدامها بصفة خاصة وفي هذا الصدد لابد من الاشادة بجهود معالي وزير الزراعة والمياه والذي يولي هذا الجانب جل اهتمامه انفاذا لتوجيهات ولاة الامر يحفظهم الله .
حفظ الله لهذه البلاد قادتها وادام عزها,.
* مساعد مدير عام إدارة تنمية موارد المياه
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved