أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th April,2000العدد:10061الطبعة الأولىالسبت 10 ,محرم 1421

مقـالات

شعاع
هيتشكوك في بيوتنا ,,,!
د, طاهر تونسي
يمارس الكثير من الآباء والأمهات في البيوت وكثير من المدرسين في المدارس نوعاً من الإعلام الغوغائي المرعب الذي يشبه ما تقدمه أفلام السيىء الذكر هيتشكوك حول الامتحانات.
ويمعن هؤلاء في تهديد الطلاب المساكين بهذا الغول المخيف الرهيب، ثم يصوِّرون لهم بعد ذلك المستقبل القاتم الذي ينتظرهم إن فشلوا، ويمنعون لهم في خلق سيناريوهات مظلمة في الحياة إن هم لم يعتبروا مما حصل لهذا الإنسان أو ذاك, ولست أقول إن الامتحانات ليست مرعبة, ويكفي كاتب هذه السطور أن يتذكر تلك المشاعر الجياشة الملتهبة عندما كان يقعد في قاعة الامتحانات حتى يعترف برعب الامتحانات.
وقد كان الخوف لدى كاتب هذه السطور نتيجة طبيعية للإعلام الذي كان يمارسه أساتذتي ووالداي - عفا الله عنهما وأدخلهما فسيح جناته -, وكان من السهل علي أن أصدق ما ورد في كتب التراجم عن الزعيم الفرنسي نابليون بونابرت في القصة التي أوردها الأديب الإنجليزي ساوثي عن نابليون, وتروي القصة أن نابليون في أثناء معركة استرلتيز التي حارب فيها خصومه النمساويين، أمر نابليون نوابه في الجيش مورا وناي وجوسيه أن يدعوه ينام وألا يوقظوه إلا إذا حدث أمر جلل, وأخلد بعد ذلك إلى النوم, وما هي إلا لحظات حتى بدأت المدفعية النمساوية تحصد الأرواح فأيقظوا نابليون, فهبَّ فزعا سائلاً: ما الأمر؟ فأخبروه، فعلَّق قائلاً: ويحكم لقد قمت فزعا خائفا, لقد حسبت أنه سيكون عندي امتحان.
إننا بحاجة إلى حث الطالب على حب العلم وترغيبه فيه وتحبيبه وتقريبه الى الكتاب, وهناك أكثر من وسيلة وأسلوب ولا ينبغي أن يكون الدافع الأساسي للطالب في طلبه للعلم هو غول الامتحانات, ويجب أن يقوم المدرسون بتنقية جو الامتحان من هذا التوتر, وجعل جو الامتحان جواً تسوده الطمأنينة والراحة النفسية ويحرصوا هم أنفسهم على ألا يحدثوا في نفوس الطلبة بعض الآثار السلبية, إننا نريد أن ننشّىء جيلا دافعه الى العمل والإبداع القناعة بذلك لا الخوف والخوف فقط.
ومن أسباب الخوف من الامتحان صعوبة المناهج وعدم المبالاة من جانب المدرسين بتوضيح المنهج للطالب, أما المناهج فهناك كثير من المناهج الدراسية تحتاج الى تبسيط والى اختزال، أي بعد عن الحشو والإطالة, والصعوبة بالذات في مناهجنا الدراسية تكمن في منهج علم الرياضيات الذي رغم ما بذل من جهود لتبسيطه ظل غولا مخيفا, وأستطيع القول وبصراحة إن مناهج الرياضيات مقارنة بإمكانية الطالب المرحلية ومقارنة أيضا بما شاهدته من مناهج أوروبية لنفس السنوات تعتبر مناهج غاية في الصعوبة والتعقيد وستظل هذه المادة عقدة نفسية لكثير من طلابنا في ظل إصرار القائمين على تحديث المناهج على تقديم هذه المادة بهذه الطريقة الصعبة المطولة والمعقدة.
ويعتبر عدم اهتمام بعض المدرسين بشرح المنهج بطريقة سلسلة واضحة من اسباب هذا الخوف، اذ ان الطالب اذا لم يفهم الدرس خاف من الامتحان في نفس المادة, وعدم الاهتمام أو عدم الكفاءة في التدريس ينتج عن أحد سببين، إما النقص في الإخلاص في الأداء الأكاديمي، أو ضعف الإمكانيات العلمية عند المدرس وهي أمور يجب على مدير المدرسة معالجتها معالجة جذرية.
وفي الختام لا أنسى سبباً آخر وهو صعوبة الامتحانات، فعلى المدرس ألا يتجاوز المنهج وأن يكون السؤال واضحا لا لبس فيه, كما أنه يتوجب علينا الأخذ بأسلوب الاختيارات وهو أن نعطي الطالب أربعة أسئلة مثلا وأن نطلب منه الإجابة على ثلاثة وهكذا.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved