أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th April,2000العدد:10061الطبعة الأولىالسبت 10 ,محرم 1421

مقـالات

لا وقت للصمت
حادث الثانية ظهراً ,,, !
تحلم كثيرا أن تحظى بمفاجأة,, ولكن حين تكون تلك المفاجأة عنيفة ومرعبة تتمنى من الأعماق لو تطمس كلمة مفاجأة من قاموس اللغة بأكمله!!
كنت في طريق الخروج من العمل حوالي الثانية ظهرا حين رأيت زحاما شديدا كأنما يشير الى ان الطريق مغلق أمامنا,, وشيئا فشيئا حين اقتربت تبينت الأمر,, هناك حادث سيارة وحين نقول حادث سيارة فالأمر معتاد جدا,, كان ولا زال ويبدو انه سيدوم ما دام البشر على قيد الحياة,, والدليل على صحة كلامي ان هذا الحادث وسواه حدث في أسبوع المرور الذي حشد له زخم هائل من التوعية في كافة وسائل الاعلام.
أعود الى الحادث,.
هناك سيارة اسعاف وسيارات أخرى ربما كانت للشرطة والمرور ولكن ليس من جرائها كان الزحام بل هناك حشود كثيرة من الناس أوقفوا سياراتهم على جانب الطريق كيفما اتفق ثم انضم أصحابها الى ذلك الحشد الهائل وخاصة حول النفق,, وبصعوبة استطعنا العبور والخروج من ذلك الموج البشري رغم اني كنت في منتهى التوتر خشية ان أرى مناظر مرعبة لمصابين ولكن الله رحمني في تلك اللحظة وكفاني تلك المشاهد الموجعة.
في اليوم التالي وفي مقر العمل كان هناك حديث وضجيج لا يتوقف حول وصف ما حدث ,, حيث رأت معظم الزميلات المغادرات للعمل ذلك الحادث.
خلاصة الأمر ان احدى السيارات التي يقودها شاب في العشرين مع طفلتين صغيرتين قد هوت بهم السيارة أسفل النفق وكنا جميعا في دهشة ذلك الزحام الذي اغلق منافذ الطريق اقترحت احدى الزميلات وها أنذا اتبنى اقتراحها واتمنى ان يتم العمل به من قبل المسؤولين في الشرطة والمرور.
فلابد من اتخاذ قرار حاسم حيال هذا الأمر يتم من خلاله تطبيق عقوبة معينة على أولئك الفضوليين الذين يوقفون سياراتهم على جانب الطريق لا لشيء وانما للفرجة ورصد الحادث فقط بينما هو لا ينوي اطلاقا عمل شيء او المساعدة.
ولو علم أولئك الفضوليون بأن هناك غرامة مثلا سوف تفرض عليهم جراء اعاقة عملية الاسعاف والمساهمة في اغلاق الطريق وتعطيل السيارات لربما حد ذلك ولو قليلا من هذه الجمهرة,,
وأقول ان تطبيق العقوبة حيال هذا الأمر ربما يساهم قليلا في الحد من هذه الظاهرة الا انني لا أجزم تماما بفعاليته,, اذ يعتمد ذلك على مدى وعي الناس واحساسهم بالمسؤولية وتعاملهم الحضاري مع ما حولهم.
أتذكر ان حادث حريق هائل في محطة توليد كهرباء في احد الأحياء منذ ما يقارب العام,, يومها وبسبب هذا الحادث أصبحت المنطقة مزدحمة بشكل مخيف لا يمكن تشبيهها فيه سوى بيوم عرفة، ساعة نفرة الحجيج الى منى,,!!
متى يفهم أولئك ومتى يعون انه لن ينقص من عمر احدهم شيئا لو لم يشرف بنفسه على الحادث ويرى بأم عينه,, خصوصا اذا ما كان هناك آخرون يتكلفون بأمره,,
وان حوادث الطريق ليست فيلما سينمائيا يستحق المشاهدة والتأمل والفرجة المجانية ,,, !!
فوزية الجار الله

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved