مسكين هذا الإنسان,, يحارب نفسه,, ويقتل نفسه بسلاح غيره,, ويكون هذا الانسان صالحا, ويكون طالحاً, ويبني الانسان لنفسه عشا في مهاوي الاودية وفي سفوح الجبال ويبني قصورا وعمائر شاهقات وناطحات سحاب والاول تلك قدراته,, ومع هذا فهو لا يسأل احداً عن حقوقه الضائعة بين اسنان القسم الثاني وفي جوف معدته,, والانسان في الغرب بالذات تنتهك كرامته بحب كأس أحمر لماع, ويقتل بعد ذلك فلا يسأل احد عن حقوقه, ويضيع المراهق في الغرب بعد الثامنة عشرة, ويهوى في أودية الرذيلة والتشرد والسرقة والمخدرات ولا يسأل احد عن حقوقه.
والغربيون الاوائل جاءوا الى ادغال افريقيا وقاسموا السكان أراضيهم واملاكهم واخذوا مزارعهم ذات التربة الخصبة والمياه الوفيرة، ومن ثم استعمروهم واتخذوهم عبيدا وعمالا بأجور زهيدة ولم يتكلم احد من الغرب عن حقوق الانسان,, والغرب نصب على كرسي الحكم في بعض الدول طغاة هم لهم رموز يستخدمونهم لأغراضهم ومصالحهم ولم يتكلم احد من أهل القانون في الغرب عن حقوق الانسان,,, والغرب بشكل خاص او اجمع,, هم من هدم الانسان وأضاع كرامته ومص مصالحه وحقوقه وشرده، وألصق به التهم الباطلة, ومع هذا فليس من هذا شيء ضد حقوق الانسان,, والغرب من اكثر من خمسين عاماً أو تزيد جاء للشرق وسرق كنوزه وآثاره وجعلها في متاحف لديه يستبز زائريها ومع هذا لم يتكلم احد من مفكريهم واصحاب القلم عندهم عن حقوق الانسان, وبالامس بدأوا في اتهام اشرف بقعة على الأرض مهد الرسالات السماوية وخاتم الاديان وهادي البشرية ومنقذها من الضلال,, هاجموا تلك البلاد وانتقصوا حقوق الانسان فيها, عجيب والله,, يتحدثون عن حقوق الانسان,, وهم لا يدينون القتل كما تنص الشريعة الابقى ولا يقطعون يد السارق ولا يجلدون الزانى وهم يتخذون اخدانا,, والشاذ يوجد في أروقة السياسة ودهاليزها لديهم,, ومن يجاهر بالعهر وخيانة الزوجات ومن يكذب ويجحد الجرم وهو غارق فيه,, ومع هذا يتحدثون عن حقوق الانسان,, ان الاسلام هو دين حتى يرث الله الأرض ومن عليها,, وهو الدين الذي على اصوله وبقواعده سيجتمع الخلق عندالله على ضوئه من اجل السؤال والجواب والمآل والمصير,, وما تقوم به بلادنا من احكام شرعية لا يخرج عن هذا، وهم عندما يتهموننا انما يتهمون هذا الاسلام,, وصدق الله حيث قال: ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم,, وقال ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم وهم هكذا حتى تقوم الساعة.
|
