أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th April,2000العدد:10060الطبعة الأولىالجمعة 9 ,محرم 1421

شرفات

أفلامه لا تعرف الجماهير
المخرج يسري نصرالله: يوسف شاهين لم يأكلنا,, المشكلة في الاحتكارات الأمريكية
مع قلة فضلت أن تسبح ضد السائد مهما كانت الخسائر,,, تتخندق أفلام يسري نصرالله الثلاثة,, سرقات صيفية، مرسيدس، المدينة وأيضا فيلمه التسجيلي الطويل صبيان وبنات ولأنها تخندقت ضد السائد، فقد كان طبيعيا أن يعرض فيلما سرقات صيفية ومرسيدس أياما قليلة على الجمهور,, ليسحبا بعد ذلك، في حين لم ير المدينة العرض الجماهيري حتى الآن,, بفيتو من أستاذه ومنتجه يوسف شاهين، الذي رأى ان الفيلم غير جماهري!!، وهي حجة غريبة من فنان له قيمته العربية والعالمية وصنفت عدة أفلام له بنفس التهمة.
وعدم جماهيرية أفلام يسري الثلاثة لم تقف أمام حصدها رزمة من الجوائز الدولية والعربية، بل ان الفيلمين الأخيرين سدد جزء من تكلفتهما من جوائز للسيناريو حصل عليها يسري الذي ينفي الاتهام عن شاهين قائلا: المشكلة الاحتكارات,, فأكبر موزع في مصر هو محمد حسن رمزي له موقفه المعروف من السينما الجادة، وحجته قد تبدو منطقية الجمهور لا يقبل عليها وليس في حاجة لمزيد من النكد ومن هذا المنطلق منع أفلاما كثيرة آخرها عرق البلح لرضوان الكاشف وكونشرتو درب سعادة لأسماء البكري والمدينة وحقيقة الأمر لو كنت مكانه لفعلت نفس الشيء، فلست اطالبه بتحمل خسائر الأزمة السائدة في السينما، فالأمر يتطلب تعاون أكثر من جهة,, منها الدولة والمنتج.
الأستاذ وتلاميذه
** عدنا للمنتج,, يوسف شاهين,, وله فيلمان كمنتج معطلان عن العرض المدينة وكونشرتو,, ,, هل صحيح ما تردده الصحافة من ان شاهين بدأ يأكل تلاميذه؟
* هذا ظلم كبير لشاهين، فهو نفسه يؤكل وشركته دخلت في نفق مظلم في سوق خضع تماما لشروط الشركات الاحتكارية الضخمة التي نشأت في السنوات الأخيرة والتي تحدد قواعد لعبة السوق,, انظر لدور العرض التي تملكها هذه الشركات,, ستجدها محجوزة تقريبا للأفلام الأمريكية، وهذه الشركات تستسلم عن رغبة أو بالاجبار بشروط الشركات الأمريكية بتحديد مواعيد مسبقة للأفلام الأمريكية قبل التعاقد على شرائها,, وعلى عكس الأخيرين أعتقد ان شركة يوسف شاهين هي خط الدفاع الأخير عن السينما المصرية، فهو يقاوم ويحاول أن يقف صامدا أمام شروط السوق الجديدة، بل انه لجأ للمحكمة الدستورية لإلغاء شرط المائتي مليون جنيه التي فرضها القانون مؤخرا كرأس مال للشركات المتمتعة بمزايا الاستثمار.
** لكن البعض رأى ان خط الدفاع الأخير هو موجة الأفلام الكوميدية التي حصدت 30% من السوق المصري لتنقذ هذه النسبة من الفيلم الأمريكي؟
* عن نفسي لم أحب هذه الأفلام لأنها كتبت وأخرجت بمستوى رديء، لكن الناس أحبتها لأنها تتحدث عن أشياء تهمها,, وعدم التواؤم مع مناخ محيط بهم,, وذكريات عن الهزيمة والشهداء، وافتعال مشاهد اسرائيل، لكن الناس تقبلتها,, لأنها ملت من الأفلام التي سبقتها وتتحدث عن البطل المظلوم الذي يواجه الكبار ليشاركهم في السرقة أو النهب,, عامة الأمر يحتاج الى دراسة لفهم توجهات الجمهور واحتياجاته.
** وأين أنت هنا؟
* هناك لعبة ما فيما يتعلق بأفلامنا، مثلا عرق البلح ، عندما عرض بالمهرجان القومي احتشد لمشاهدته في يوم واحد عدة آلاف، رغم انه كان قد سحب قبلها من دور العرض بعدة أيام، وفيلمي يحتاج لينجح جماهيريا 15 ألف مشاهد، وهناك عشرات الآلاف يذهبون لرؤية أفلام أمريكية محترمة مثل شكسبير عاشقا ,, اذن الجمهور موجود والأفلام المصرية الجيدة موجودة، والعيب في رأيي يكمن في حلقة وسيطة,, قد تكون عدم كفاية الدعاية، أو اصرار البعض على افشال نوعية معينة من الأفلام.
خصام الجمهور
** ما رأيك فيما قاله البعض عن اصرارك في المقابل لمخاصمة الجمهور بالوجوه الشابة غير المعروفة؟
* ليس صحيحاً، عندما كتبت سرقات صيفية كان في ذهني فنانون أصدقاء معروفون، وكنت أعتقد ان السيناريو عادياً ، لكنهم رفضوا,, بعضهم بحجة ان السيناريو غير عادي أو لأن الشخصيات ضد عبدالناصر مثلا يسرا التي لعبت بطولة فيلمي مرسيدس خشيت من سرقات صيفية على صورتها لدى الجماهير، فالشخصية برجوازية وتدخن بشراهة، فشخصياتي ارستقراطية متهاوية,, والتدخين الدائم من وجهة نظر السيناريو دليل على هستيريا التهاوى، وهكذا الأمر في المدينة .
** هل نتوقف عند اختيارك للمثل؟
* السيناريو هو الذي يقول من يصلح للشخصية، فخلافا لزملاء لي,, عندما أكتب أشعر أن هذا الممثل يستطيع أداءها أم لا، ففي لحظات الكتابة أرى هذا الممثل أو ذاك يتحرك أمامي بالشخصية, في المقابل هناك شخصيات تكتمل دون أن أجد ممثلا يناسبها، في هذه الحالة أبحث عن الوجوه الجديدة, وهناك نقطة أساسية لدي، هي انني لا أتصور مثلا سعاد حسني أو فاتن حمامة تقومان بدور فلاحة تحمل بلاصا ، فمهما كانت حرفيتهما,, فهمهما الأساسي هو الا يقع البلاص من على رأسيهما,, لا ان تؤديا المشهد الذي تحملان فيه البلاص، هكذا يفقد طبيعته.
حدوتة أخرى
** ماذا عن عبلة كامل التي شاركت في أفلامك الثلاثة؟
* دي حدوتة انظر الى دورها في عرق البلح مع رضوان الكاشف، وكيف لعبت دور الزوجة المندفعة!، الى السقوط الأخلاقي بدون أي افتعال أو ابتذال، عبلة في أفلامي الثلاثة وايا كان حجم الدور أو وضع اللقطة,, في مقدمة الكادر أو في خلفيته، لا تشعر أبدا انها عبلة ,, بل الشخصية، فهي عيوشة الخادمة في سرقات صيفية ,, أو روحية مدربة الرقص العرجاء في مرسيدس أو بنورة الأم الصعيدية لشاب في المدينة ، ولأنها ممثلة فاهمة دائما ما تمسك بما يميز كل شخصية لتلعب على هذا التميز,, عبلة حتى وهي صامتة توصل اليك بنورة أو روحية أو عيوشة .
** لكن لعبلة شروطها المعروفة في الأداء,, لا,, لا,,؟
* لهذا اشرت في البداية لدورها في عرق البلح ، وأنا استمتع بالعمل معها رغم انني لا استطيع مطالبتها بأشياء معينة ضد شخصيتها ضد ما تستطيع ان تقدمه بصدق كممثلة، فالجميل فيها انها لاتعطي اشارات غير حقيقية كما يفعل بعض الممثلين.
سر هروب الجمهور
** في سرقات صيفية ترصد انهيار طبقة ارستقراطية وتنتقد في ذات الوقت التجربة الناصرية، وفي مرسيدس ترثي انهيار الاشتراكية وفي المدينة يبدو الاحباط مسيطرا على بطلك وعالمه,, الا ترى ان الانهيار والاحباط والكآبة مبررات لهروب الجمهور كما يرى البعض؟
* هذه وجهة نظري ومن حقي ان أطرحها، ربما لهذا أتعاون مع بعض القنوات الأجنبية حتى اضمن توزيع أفلامي وتغطية كلفتها في ظل سوق تقليدي مثل السوق المصري، والمدينة ليس من الاحباط بقدر ما هو عن الوحدة التي نعيشها في عالم اليوم رغم زحامه الشديد، المدينة ينشغل بعلاقة الفرد بالجماعة، فالكل يريدون من بطلي علي ان يكون كما يريدون له بغض النظر عما يريده هو وما أردت قوله انك لن تستطيع اقامة علاقة سوية بالمجتمع دون ان تحدد علاقتك بنفسك كفرد.
** لكن الأزمة هنا عالمية,, بمعنى انها تنطبق على مصر,, وعلى أوروبا؟
* هذا صحيح,, فالمجتمع لا يريد ولا يسمح لنا بالاستقلال، فهو يريد ان نكون استهلاكيين ,, نشرب الكوكاكولا ونأكل الهامبرجر، ونبحث عن شاليه في مارينا، هذا ما حدث مع علي في مصر وفي أوروبا.
** في مرسيدس وسرقات صيفية ,, كانت ظلال سيرتك الذاتية واضحة ماذا عن المدينة ؟
* ما حدث مع علي حدث معي تقريبا فقد تركت مصر وذهبت الى بيروت لمدة أربع سنوات لأتحرر من سيطرة الأسرة، وأيضا لأهرب من قصة حب فاشلة، ومن بيروت تنقلت بين مدن كثيرة، لكني شعرت دائما ان المدينة التي تعيش بداخلي لا تتغير بتغير المكان أو الجغرافيا.
** ألا تتوقع ان يرى المدينة النور الجماهيري قريبا؟
* كانت هناك محاولات لعرضه قبل عيد الأضحى، لكن الأفلام الأمريكية لم تسمح له، وهناك مفاوضات جدية مع الفنان محمود حميدة لتتولى شركته توزيعه وعرضه,, وأنا في انتظار نجاح هذه المفاوضات.
محمد طعيمة
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved