| شرفات
* كتب إبراهيم معروف:
حين قادتني قدماي نحو أكاديمية الملك فهد هذا الصرح الثقافي الذي أرسى بنيانه خادم الحرمين الشريفين في قلب العاصمة البريطانية لندن، لم أكن أتخيل ان معرضاً للكتاب تقيمه الأكاديمية سيكون أكثر من فعالية ثقافية محدودة بحدود تلك المؤسسة.
ولكن الأمر سرعان ما بدأ يكشف عن حقائق ثقافية اخذت تشق طريقها وأساساتها في بلد أوروبي ترفع لواءها مؤسسات ثقافية إسلامية وعربية سواء أكانت دور نشر ومكتبات، او مؤسسات إسلامية مختلفة ممثلة في المعرض.
غير ان الذي يجمعها معاً هو حقيقة أن الهوية الثقافية العربية الإسلامية بدأت تفرز نفسها بوضوح ضمن مجتمع يضم خليطاً عديداً من الهويات الثقافية والقومية والدينية, وبدا ممكناً القول، ان الاعتزاز بحضارتنا ضمن هذا التمازج الثقافي اصبح شيئاً يبعث على الاعتراز وله الكثير من المقومات التي تبرر حضوره.
أحد تلك المقومات كان تدافع طلبة أكاديمية الملك فهد نحو عناوين الكتب,, بمختلف تنوعاتها دليلاً مبشراً بالأمل في ان الكتاب مازال محبباً وصديقاً حميماً للمعرفة عبر الأجيال رغم قوة تأثير تكنولجيا المعلومات والثقافة المنقولة عبر الالكترونيات وشبكات الإنترنت,لا جدال إذن في ان للكتاب مازالت مأثرة التفرد في التأثير المباشر في رفد المعرفة ضمن انسجام وتناغم حميم مع قارئه,, وضمن بيئة غربية وغريبة على جيل لم يعرف الكثير عن حضارة آبائه وأجداده.
هذا هو الطالب رامز العلوان أحد طلبة الصف السادس 11 سنة يعبّر بنفسه عن الكتب التي تعجبه والتي رغب في اقتنائها من المعرض.
أحب كتب الفروسية وقصص أبطال العرب المسلمين, وهو معجب بشخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما عبّر عن محبته للملك فهد خادم الحرمين الشريفين دون أن نسأله,, اضافة الى شخصية خالد بن الوليد.
أكثر من ذلك، تحدث إلينا ممثل دار الحكمة وهي دار نشر عربية في المملكة المتحدة قائلاً: ادهشني توجُّه الطلبة لقراءة كتب تكاد تكون أكبر من مستواهم، كتب سياسية حظيت بإقبال كبير من هؤلاء الطلبة.
السيدة رحاب محمد صالح تمثل مكتبة البدر التي مقرها في مدينة نورث هامبتون تحدثت عن اختصاصات مكتبتها قائلة: نحن نبيع كتب الاطفال سواء تلك الكتب المصورة او بالفيديو او الكاسيت، ولدينا اتصال بما مجموعه مائتان وخمسون مدرسة بمختلف انحاء بريطانيا نزودهم باحتياجاتهم بكتب اللغة العربية.
وحين سألتها عن مصدر هذه الكتب اجابت: انها تعود لشركة سفير المصرية قائلة: انها تستوعب احتياجات الطفل الذي يعيش في الغرب!وتلك مسألة مهمة حقا فالطفل هنا يعيش صراع ثقافات ويجب ان يلمّ بثقافته وان يطلع على ماحوله وان بدا مرغماً على ذلك، ولكن التوجيه ينبغي ان يكون مبنياً اساساً على بناء ثقافته الناشئة من حضارته وتاريخه ولغته.
لوسي فاروق الطالبة ذات الاحدى عشرة سنة تتحدث بلغة عربية ضعيفة، لكنها تتعلم وتطور من لغتها في الأكاديمية وفوق هذا قالت انها تدرس وتطالع كتبا مختلفة في أوقات الفراغ وهي تعتز بالكتب العلمية,اما زميلتها ليلى فيصل فهي تبحث في كتب مصر القديمة والحضارات والقصص,وفي جناح مكتب الدعوة في لندن التابع لوزارة الشؤون الإسلامية نشاهد كتباً مختلفة وطبعات متعددة بعدة لغات للقرآن الكريم، هناك المصحف المرتل، هذه النسخ الأنيقة وبطبعاتها المختلفة توزع مجاناً,
وفي جانب آخر ضم Islamic Foundation وهي مؤسسة معنية بإصدار الكتب الدراسية واقامة المعارض الإسلامية وحلقات العلم، والدورات التي تدرس الشرع واللغة العربية ومقرها في مدينة ليستر ,أما جناح مسجد شرق لندن والذي يضم أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة مصلٍّ، فقد ابرز صوراً وتوضحيات لنشاطات المسجد في نشر الكتب الإسلامية, وقال ممثل المسجد بأننا سنخصص وقتا آخر لزيارة المسجد والكتابة بتفصيل أكثر عن نشاطات هذا المركز الإسلامي الذي يغطي منطقة شرق لندن.
لقد بلغت المؤسسات ودور النشر المشاركة في اليوم الأول احدى عشرة مؤسسة، ومازالت ترد مؤسسات أخرى على المعرض مستفيدة من التسهيلات والتي حدثنا عنها الاستاذ ابراهيم العبد العزيز المسند المشرف على المنهج السعودي في أكاديمية الملك فهد والمشرف على المعرض، ح يث كان لابد لنا من اللقاء به للحديث عن جهوده في اقامة المعرض والغاية منه فكان هذا اللقاء:
* سألناه في البداية عن فكرة إقامة المعرض، كيف جاءت وماهي الغاية منها؟
- فأجاب قائلا: كانت الاكاديمية تقيم معرضاً للكتاب، ولكنها توقفت منذ فترة وحين قدمت هذه السنة للاشراف على المنهج، لاحظت ان طلبة الاكاديمية ينقصهم الكتاب، وجاءت فكرة اختيار مدينة الرياض عاصمة للثقافة العربية مناسبة طيبة لعرض كتب عن المملكة وعن الحضارة الإسلامية والعربية, لذا فقد وجهنا دعوات لدور النشر والمكتبات في بريطانيا وللملحق الثقافي والتجاري والتجاري والإعلامي السعوديين وكذلك بعض المراكز الإسلامية، وشخصيات عربية وبريطانية.
* وكم بلغ عدد دور النشر المشاركة؟
- احدى عشرة دار نشر، وأخريان ستلتحقان بالمعرض.
* وكيف وجدتم الاقبال، هل يرضي ما سعيتم اليه من طموح؟
- لقد كان اقبال الطلبة جيدا جداً حتى ان سعادة السفير د, غازي القصيبي كان سعيداً بذلك، وقد خصصنا اليوم الأول للطلبة لإتاحة الفرصة لهم بشكل جيد، وقد ارجأنا السماح لأوليائهم الى يوم آخر رغم رغبتهم الشديدة في الحضور.
* فكرة المعرض بذاتها، تثير مسألة مهمة، ما مدى قوة تأثير تحفيز الطالب للاتجاه للكتاب، في ظل مؤثرات الانترنت وتكنولوجيا الاتصالات في حياة الطلبة، وماهو دوركم كمسؤول عن المنهج؟
- سؤالكم في محله لانه من صلب اهدافنا في المنهج السعودي توجيه الطالب نحو الكتاب المفيد وتكريس عادة القراءة وذلك من خلال حصة النشاط التي تعطي أهمية للقراءة ولدينا مسابقات في قسم النادي في مجالات نقد او قراءة الكتب والخطابة والالقاء والشعر.
* لاشك ان المعرض يشكل فرصة للطلاب للاطلاع على مختلف الكتب، ولكن ماذا عن إمكانياتكم لشراء الكتب، كيف تساعدون بهذا الجانب؟
- لقد بذلنا جهدنا في توفير المكان بشكل مجاني لدور النشر، ووفرنا الطاولات، ومختلف الخدمات الأخرى رغم ان الناشر هنا يقع تحت ضغط الضرائب من جهة وقلة عدد المشترين لان ذلك مرتبط بحجم الجالية هنا.
كذلك فان بعض الدور تقدم كتبا مجانية مثل كتب الدعوة والمكتب الثقافي الذي يقدم مجلة الثقافية مجاناً.
* ماهي طموحاتك وامنياتك من هذا المعرض؟
- أملنا ان ينال المعرض اعجاب طلبتنا، وان يكون معيناً لهم في العودة الى حضارتنا الإسلامية والعربية، واعتقد انني سأكون سعيداً في ان أرى عودة طلبتنا الى الكتاب لانه لا غنى عن الكتاب في التثقيف الذاتي,وسيعودون ان شاء الله للكتاب ولهم عبرة من تراثنا كان الطبري يكتب عشرين صفحة من التأليف يومياً ولدينا علماء وفلاسفة استفاد منهم الغرب كثيراً.
* وماذا عن المشاركات والمعارض مستقبلاً؟
- ان أكاديمية الملك فهد تتطلع الى مشاركة دور النشر السعودية للسنة القادمة، وأود التأكيد لشبابنا في المملكة العربية السعودية ان لهم اخوة هنا ما زالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم رغم عيشهم في بلد غربي، وهم يعتزون كثيراً بهذا الصرح الأكاديمي الذي يشع نور الإسلام منه، ويشكرون حكومتهم الرشيدة التي هيأت لهم هذا الصرح.
ولا يسعني إلا ان اشكر الجزيرة على حضورها هذا المعرض ومشاركتها لنا في هذه الفعالية التي نعدها جزءاً من الاحتفاء باختيار مدينة الرياض عاصمة للثقافة.
سعادة عميد أكاديمية الملك فهد بلندن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سعدت أيّما سعادة هذا الصباح بزيارة معرض الكتاب الذي نظمته الأكاديمية أرجو قبول شكري الجزيل وإبلاغه إلى الزملاء الكرام الذين ساهموا بالجهد الدؤوب في التحضير لهذا المشروع الثقافي الهام.
مع أطيب تحياتي.
السفير رئيس مجلس الأمناء غازي بن عبدالرحمن القصيبي
|
|
|
|
|