| تقارير
* طهران د,ب,أ فارشيد موطهري
ينظر الى المحاكمة التي بدأت في شيراز أمس الخميس لثلاثة عشر يهوديا إيرانيا متهمين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة واسرائيل باعتبارها اختبارا بشأن ما اذا كان قد تم بالفعل اقامة حكم القانون في البلاد خلال السنوات الماضية على يد الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي.
وبالرغم من ذلك فإن تفاصيل القضية مازالت مشوبة بالغموض وكان اليهود الثلاثة عشر قد القي القبض عليهم العام الماضي في مدينة شيراز، عاصمة اقليم فارس الجنوبي، مع ثمانية مسلمين.
وألمحت مصادر يهودية ان المتهمين متورطون فقط في توزيع مشروبات كحولية بصورة غير مشروعة.
واذا ما ادين المتهمون في هذه القضية بتهمة التجسس فإنهم قد يواجهون عقوبة الاعدام.
وقد نفت اسرائيل الاتهامات الموجهة لليهود الثلاثة عشر كما مارست الدول الغربية ضغوطا على ايران للافراج عنهم.
واستمرت ايران في رفضها مطالب الافراج وكذلك عروض التوسط لاطلاق سراحهم قائلة ان تلك التحركات انما تهدف الى التعدي على السيادة الإيرانية في امور الامن الوطني.
ويمتنع المراقبون المحليون عن التعليق على القضية وهو ما يشكل اشارة واضحة لمدى حساسيتها.
وذكر استاذ في القانون بجامعة طهران، رفض الكشف عن هويته لقد انتهى زمن التضحية السياسية,, ان المناخ السياسي الجديد في ايران لا يسمح بالتضحية بالاقليات الدينية من خلال قنوات قانونية من اجل اغراض سياسية .
وقال هناك احتمال بأن تكون الاتصالات بين اليهود الايرانيين واسرائيل وهو امر شائع قد ادت الى اثارة بعض الشكوك لدى الجانب الإيراني وهو ما قد يكون قد ترجم على انه نوع ما من الجاسوسية .
واعربت صحيفة ايران ديلي اليومية عن اعتقادها بأن القضاء الايراني يضمن حقوق جميع الايرانيين بصرف النظر عن الجنس او الدين وحملت الصحيفة اسرائيل مسؤولية الوضع الذي وجد المتهمون انفسهم فيه.
وقالت الصحيفة ان النظام الصهيوني يريد نزع اليهود الايرانيين من هويتهم الوطنية الايرانية ومن تاريخهم الفارسي وجذورهم الايرانية، إلا انه لن يستطيع ذلك .
وتفضل الطائفة اليهودية البقاء صامتة فيما يبدو ازاء هذه القضية لعدم تعريض المتهمين للخطر، وذلك بالرغم من ان اليهود الايرانيين يعتقدون بقوة انهم ابرياء.
وتسعى حكومة خاتمي الاصلاحية الى الحيلولة دون تسييس القضية وتعمل على مقاومة الاعتقاد الشائع بأن هناك تمييزا ضد اليهود في ايران.
وكان الرئيس خاتمي قد تحدث العام الماضي عن هذه القضية قائلا: انني اتحمل شخصيا مسؤولية تأمين وضمان حقوق جميع الاقليات الدينية في ايران .
واكد خاتمي ووزراء حكومته للمجتمع الدولي ان اليهود الثلاثة عشر سيواجهون محاكمة عادلة وشددوا على ان حكم القانون يطبق في ايران على الجميع دون تفرقة بين جنس او دين.
ومن المتوقع ان يتم توضيح طبيعة التهم الموجهة في جلسة المحاكمة الاولى اليوم الخميس وبعد القليل من الخلاف استقر الرأي على ان يتولى محامون خاصون الدفاع عن المتهمين.
ومن المتوقع ان يحرص الصحفيون الاجانب والدبلوماسيون الغربيون على حضور الجلسة.
ويذكر ان هناك حوالي خمسة وثلاثين الف يهودي في ايران ومن بينهم خمسة وعشرون الفا يعيشون في طهران، ويمثل هؤلاء اليهود في البرلمان الايراني، نائب واحد، ولهم مطلق الحرية في السفر إلا انه محظور عليهم شأنهم شأن بقية الإيرانيين السفر الى اسرائيل.
|
|
|
|
|