| محليــات
منذ أن وُضع التحذير من التدخين فوق كل عبوة,,.
والناس تدري أن ذلك إنذارٌ يستنهض وعي الإنسان,,,، ومع ذلك فإنه لا يزال الناس يبتاعونه، ولا يزالون يمارسون التدخين وبشكل يضرب بأبعاد هذا التحذير عرض كل الحوائط بما فيها سور الصين العظيم، وبما فيها تلك الآلات الحدباء التي تحمل الإنسان إلى درب لا عودة منه!,,.
ومع كل إحصاء يرد في الأخبار، وضمن أنباء الوكالات الإعلامية التي تأتي من/ وتجوب العالم بأسره عن أعداد الذين حصدهم الموت من جراء هذا التدخين!، إلا أن الناس تمعن وتتمادى,,,،
ولأن المجتمع العربي تعوَّد أن يكون مجتمعاً مؤثراً ولو كانت به خصاصة، ولمزيد من إيثار الكرم وسخاء الفداء، فإنه أخذ على عاتقه تحمل نتائج صناعة المجتمعات التي أرسلت إليه بما صنعت وعوَّدته هذا التدخين وتفننت في وسائل الإغراء إليه، وأساليب الجذب له، لأن هذا المجتمع العربي يتحمل دوماً على عاتقه ما يؤكد فدائيته!,,, فهو في النهاية من يقدم روحه في مقابل إشعال سيجارة!!
وليس أدل على هذا من الأعداد التي تبين كم صُرِفَ من نقود بلغت المليارات!!، في استخدام التبغ يتحمل العرب منها نصيب الأسد كما يُقال,, ولأن الأمم تسعى إلى نظافة بيئاتها من التلوث الذي تحدثه أبخرة التبغ المحروق بين شفاه البشر، ولأن هذه الأمم تسعى إلى سلامة أجساد أبنائها من الأمراض التي بلغت حداً يتجاوز قدرة الطب على مكافحته، ولأن هذه الأمم تثق في وعي أبنائها في اتباع هذه التعليمات فقد حذرت منه علناً وأرفقت هذا التحذير مع كل تصدير لبيع منه، دون أن تشك في قوة عزيمة أبنائها في اتباع هذه التعليمات، فقد انخفض استخدام التبغ في مجتمعاتها، وهوت نسب البيع الداخلي في بلدانها مدناً وقرى، وصدرت التنظيمات فيها بعدم استخدامه في المرافق العامة، وتم التدرُّج في منعه حتى كاد أن يحقق نجاحاً لحملاتها الإرشادية ضده,,, مع ذلك فإن هذه الأمم ظلت ولا تزال تستخدم عالم العرب والمجتمعات التي تلهث وراء كل ما يردها من هذه الأمم في اتباعية ساحقة، فقد غدت سوقاً للتبغ، وأخذت من حيث انتهت هذه الأمم بأمر إفادة شركات تصنيعه، وإرباحها على حساب البيئة، والصحة، والمال,,,، ولم يتعظ الناس بأي تحذير، ولا بأية قوائم تؤكد حجم الوفيات، ولا بإحصاء كم من ثروة الأوطان العربية تُهدر على ورق جاف يُحرق بين الشفاه، ويَحرِق معه نضارة الصحة، وسلامة المحيط,,.
ولقد تابعت خلال نهاية الأسبوع الماضي، وما نشر يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في هذه الصحيفة عن اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين، وما تقوم به من حملة هدفها توعية الناس في مجتمع هذه البلاد بأخطار التدخين، وبمدى خسائره على الإنسان وعلى مجتمعه، والتعريف بما وصلت إليه نتائج الأبحاث الطبية والاقتصادية والصحية على الإنسان في صحته وسلامته، وعلى الدخل القومي للبلاد مادياً، وعلى نقاء البيئة من التلوث بشكل عام مما يضر بها في جوانب كثيرة,,, الأمر الذي دفعني لأن أسهم في هذه الحملة بهذه السطور أولاً: لأهمية عمل هذه اللجنة,,,، ثانياً: لأهمية أهدافها، ثالثاً: لضرورة التأكيد على محاربة التدخين، رابعاً: للحث على أن يُحفز الإنسان فيه عزيمته، ولا أصعب من أن يكون المرء المسلم القوي بإيمانه عاجزاً عن دعم عزيمته في أمر مكافحة عادة سيئة لا مردود من ورائها إلا التهلكة التي منعه منها دينه منعاً يُحمِّله نتائج وخيمة,,.
ولقد أفاد رئيس مجلس إدارة اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين الأمير جلوي بن سعود بن عبدالعزيز في تصريحه الصحفي بحقائق عن التدخين أثق أن واعياً لن يدعها تذهب في مهب الريح بل سوف يضعها نصب عينيه,,, إنني أتطلع إلى أن تصل هذه اللجنة خلال المدة المحددة لها إلى نتائج إيجابية في الحد من هذا الأمر، وأن تحقق أهدافها كما تتطلع إليه,,, ولعل الأمير الفاضل رئيس مجلس اللجنة يقيم مع فريقه مسحاً شاملاً لكمية المستهلَك عند بدء الحملة من التبغ داخل المملكة عن طريق الجمارك حيث إنه لا يُصنَّع في الداخل,,, وعدد المرضى بسببه ومن توفي بالسبب ذاته، وتقارَن نتائج هذا المسح في نهاية المدة الزمنية لهذه الحملة، كما يتم التأكد من وعي المواطنين بها, ولعل أول التوصيات التي أتمنى أن تصل إليها هي منع استيراده، ومنع بيعه علناً ولا سراً, ووضع عقوبات صارمة لكل من يستورده ويبيعه، حفظاً لكل هدر يتم عنه.
أحيي هذه اللجنة، وأحيي أهدافها، وأحيي جهود كل من يتعامل مع أهدافها كما هو متوقع.
|
|
|
|
|