أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th April,2000العدد:10060الطبعة الأولىالجمعة 9 ,محرم 1421

أفاق اسلامية

الحكم بما أنزل الله فرض عين على كل مسلم
الشيخ/ سعد الحصين*
اكثر الحركات والاحزاب الموصوفة بالاسلامية في هذا الجيل اتخذت كلمة الحكم بما انزل الله شعارا لها ، ونعم الشعار القولي اذا وافقه العمل؛ فهو بعمومه اصل اصول الدين والغاية التي خلق الله لها الثقلين واعظمه: الاعتقاد بوحدانية الله في استحقاق العبادة وفق وحي الله تعالى الى رسله في الكتاب والسنة قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه الصلاة والسلام: ان الحكم الا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون وقال الله تعالى على لسان يوسف عليه الصلاة والسلام: ان الحكم الا لله امر ألا تعبدوا إلا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون وقال الله تعالى لخاتم انبيائه صلى الله عليه وسلم: فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم قال ابن كثير في تفسيره ج2 ص 75: أي: فاحكم يامحمد بين الناس عربهم وعجمهم، أميّهم وكتابيهم بما أنزل الله اليك في هذا الكتاب العظيم,, (ولا تتبع اهواءهم) اي: آراءهم التي اصطلحوا عليها وتركوا بسببها ما انزل الله على رسوله .
ولكن الحركيين والحزبين باتباعهم رأيهم وفكرهم الموصوف بالاسلامي ضيقوا المعنى الواسع الشامل للحكم بما انزل اله فقصروه على فقه المعاملات، وخصوا به الحكام، تبعا لفكر الاستاذ سيد قطب رحمه الله الذي ظن ان اخص خصائص الالوهية هي الربوبية والقوامة والسلطان والحاكمية (في ظلال القرآن ج 4 ص 1852) وقد اتي المفكر والمقلد من قِبل جهلهم بالمعنى اللغوي والشرعي للكلمة الطيبة: لا اله إلا الله، وبالتالي: خلطهم بين معنى الالوهية ومعنى الربوبية في الاعتقاد والعمل، تجاوز الله عنا وعنهم.
وكما خرجوا عن منهاج الحكم بما انزل الله في امر التوحيد؛ خرجوا عن منهاجه في أمر الشرك فوسعوه تبعا لسيّد رحمه الله ليشمل امورا ليست من الشرك في شيء : السياسة والتقاليد والعادات والازياء التي ظن سيد رحمه الله ان اتباع البشر فيها مزاولة للشرك في اخص حقيقته ومخالفة لشهادة ان لا إله الا الله وان محمدا رسول الله في اخص حقيقتها,, ولو توجه العبد الى الله في ألوهيته وحده ودان لشرع الله في الوضوء والصلاة والصوم وسائر الشعائر (التفصيل ج 4 ص 2114 في ظلال القرآن) وكعادة البدع انسى التوحيد والشرك الحديث اكثر شباب الامة التوحيد الذي جاء به كل رسل الله: افراد الله بالعبادة، والشرك الذي نهى عنه كل رسل الله: تعظيم المقامات والمزارات والانصاب التي تتخذ مساجد قديما وحديثا, والحق الذي هدى اليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حاكما كان او محكوما، وكل راع ومسؤول عن رعيته كلٌ بحسبه من المسؤولية الشرعية, والحق الذي هدى اليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ان الحكم بما انزل الله شامل لكل ما اوحى الله الى عبده ورسوله ليبينه للناس وليحكم به بينهم اولا وقبل كل شيء في الاعتقاد ثم في العبادات، ثم في المعاملات لا العكس كما وهم منتجو الفكر الاسلامي ومستهلكوه, والحق الذي هدى اليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ ان اوامر الله تعالى تتفاوت بين فرض العين وفرض الكفاية والنافلة، وان نواهيه تعالى تتفاوت بين الكبيرة الموبقة (واعظمها الشرك بالله في عبادته باتخاذ قبور الانبياء والصالحين مساجد يدعون فيها مع الله تقربا اليه واستشفاعا بهم اليه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا) وبين الصغيرة من اللمم، وان من الحكم بغير ما انزل الله المساواة بين الفرص والنافلة في الامر وبين الكبيرة والصغيرة في النهي، بل ان من الحكم بغير ما انزل الله تفريق الامة في الدين احزابا وجماعات على مناهج في الدين او الدعوة تخالف مناهج النبوة الذي شرعه الله لجميع رسله ولجميع من ارسلهم اليهم (1) وهو ما يقع فيه الحركيون والحزبيون هدانا الله واياهم لاقرب من هذا رشدا وصلى الله وسلم على عبدالله ورسوله ومن اتبع سنته.
(1) قال الله تعالى : ( ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء).
*المستشار الديني بسفارة خادم الحرمين الشريفين في الأردن

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved