| أفاق اسلامية
نسمع دوماً عن حدوث إصابات، وحالات مرضية، ووفيات بين الناس، ويكون السبب التدخين، كما أننا نسمع كثيراً عن أخطار التدخين التي تصنّف بدرجات، ومراحل، وأنواع، ليس السرطان أشنعها ولكن الصحيح والواقع فعلاً هو أن تلك السيجارة داء شرس ينخر في كيان الأمة، ويقض مضجعها، فبعيداً عن الإصابات الصحية التي يعاني منها الأفراد، والتي تشكل خسائر للقوى البشرية في الأمة، هناك سيل من الهدر المادي تدفعه الأمة بإرادتها أو بدون إرادتها على أشياء كان يمكن تلافيها وتجنبها، لا بل كان من الممكن عدم الحاجة للخوض في تفاصيلها فيما لو تمسّكنا بتعاليم وتشريعات ديننا الحنيف الذي وقف بالمرصاد لهذا التبغ الذي أتانا من خلف الحدود.
إن النزيف المادي المقصود هو ذلك الذي يحتوي فيما يحتوي على كوارث حقيقية بالنسبة لاقتصاد الأمة، وذخيرتها المادية، فهناك الإنفاق الحقيقي الذي يقدر عالمياً ب3 4 دولارات مقابل كل علبة سجائر يتم تدخينها، وعليكم الحساب,,!!
وهناك الإنفاق الاجتماعي على تلك العوائل التي يتوفى معيلها بسبب التدخين, وللتذكير نقول إن هناك 419,000 شخص يموتون سنوياً في الولايات المتحدة بسبب التدخين، وكل البلدان تحدث بها نسب وفيات ترتبط بالتدخين، وهناك سعر الدخان والتبغ المدفوع بالعملات الصعبة,, وهنا يطيب لي أن أذكر وفق ما اطلعت عليه من تقرير يؤكد أن تجار التبغ في المملكة قد استوردوا من الولايات المتحدة فقط عام 1993م (9,6) مليارات سيجارة فقط لا غير!! وهذا يشكل نسبة 5% من مجمل صادرات التبغ الأمريكية، والنسبة في تصاعد مستمر, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الأمر الأخطر أنهم هناك في الولايات المتحدة يقاضون الشركات، ويعرفونها على النكبات التي تسببها في المجتمع، فعلى سبيل المثال تم تغريم شركات صنع التبغ في الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي بمبلغ يفوق 268 مليار دولار، وهذا يعادل ضعف ميزانية المملكة تقريباً، والمستفيدون من ذلك أبناء الشعب الأمريكي، أما نحن فنأكل مصائب تلك الشركات، وتحدث الأمراض والوفيات عندنا، ولا أحد يدري بذلك، ولا أحد يحصل على فلوس من جراء ذلك.
النزيف أكثر من ذلك حيث إن الإعلانات والدعايات التلفازية والفضائية والصحفية، وكذلك الدعايات المجانية التي يقوم بها المدخنون وهم ينشرون السم في المجتمع كل ذلك أوصل السيجارة بما تحويه من سموم لأيدي الأطفال الذين أصبحوا يقلدون الكبار، وطفل تعلّق بالسيجارة ستجده لا سمح الله إلى المخدرات ووادي الإدمان والهلاك، وهذه خسائر لا تقدّر بالدولار كعملة صعبة كما يقول بعض إخواننا العرب! إنها خسائر لفلذات الأكباد ورجال ونساء المستقبل.
الأمر أكبر من ذلك: فقد أصبحت تشوهات وأمراض الأجنة المنسوبة للتدخين تشيع، وتكثر شيئاً فشيئاً، والخسائر هنا لا تقدّر,,!!
إن الدول حالياً وبسبب ظروف التطور الاقتصادي قد بدأت بشد الأحزمة مهما بلغ رقيها الحضاري، وبدأت تنظر إلى النوافذ التي تذهب إليها مصاريف لا طائل منها، لا بل هي خسائر حقيقية، وتحاول إغلاقها، ولو كانت لا تتعدى بضعة ألوف، فما بالك بنوافذ تذهب منها آلاف الملايين، لا بل عشرات الآلاف من الملايين من الدولارات، وعليك بضرب الرقم 3,75 لتقدّر الرقم بالريالات، أليست نوافذ الهلاك هذه جديرة بالإغلاق، وبالإسمنت المسلح، وبشكل هجومي ومدروس بشكل علمي.
ديننا الحنيف، وأخلاقنا الفاضلة، وعاداتنا الأصيلة، وصحتنا الغالية، وفلذات أكبادنا، كل ذلك يدعونا لشن المعركة، والنصر سيكون حليفنا بإذن الله.
alomari 1420 @ yahoo. com
|
|
|
|
|