| أفاق اسلامية
* كتب المحرر
ارجع قاضٍ في وزارة العدل الاسباب التي تؤدي الى التفكك والانحلال الاسري الى ثلاثة اسباب، السبب الاول هو: الضعف العلمي في بناء الاسرة المسلمة منذ ابتداء تأسيسها، لان الشرع المطهر قد اوضح المواصفات التي ينبغي ان تكون في الزوجين، وجعل اهمها الدين والاستقامة، وان يكون هذا الوصف هو الاساس قبل الجمال والمال والحسب، ولذلك قال الله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبتكم).
واوضح فضيلة القاضي في وزارة العدل الشيخ ابراهيم البشر في حديثه ل الجزيرة ان المتأمل من الآية الكريمة السابقة يعرف انه لو اعجبتنا فان المؤمنة خير لنا من هذه التي اعجبنا بها، وايضا لا نزوج المشرك احدى بناتنا حتى لو اعجبنا، حيث قال تعالى في الآية نفسها (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم اولئك يدعون الى النار والله يدعو الى الجنة والمغفرة باذنه) الآية.
واضاف فضيلته في السياق ذاته ان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد هذا الامر في قوله: (تنكح المرأة لاربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) مشيرا فضيلته الى ان كلمة (فاظفر) في حديث النبي عليه السلام تؤكد ان هناك انتقاء وبحث عن شيء اذا لقيته قطفته قبل الغير تنافسا على هذا الخير والحصول عليه، حيث انه في الصدد نفسه قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) الآية، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والرجل راع في اهل بيته ومسؤول عن رعايته) وقال عليه السلام: (والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) واخبر النبي صلى الله عليه وسلم (ان من استرعاه الله رعية ومات وهو غاش لرعيته لم يرح رائحة الجنة واي غش اعظم الغش في التربية على الدين والاخلاق الفاضلة والتحذير من الرذيلة التي هو مسؤولية الوالدين.
وبالنسبة للسبب الثالث الذي يؤدي الى التفكك الاسري، افاد الشيخ ابراهيم البشر القاضي بوزارة العدل ان ذلك يمكن في بعض وسائل الاعلام التي صار همها جمع المال والشهرة على حساب ضياع الامم، وتدهو الاخلاق ولربما كان بعضها قد تعمد وخطط لافساد الشباب حتى لو كان عربيا، او مدعيا الاسلام، فقد اخبر الصادق المصدوق الرسول صلى الله عليه وسلم : (انه سيأتي بعده دعاة على ابواب جهنم من اجابهم قذفوه فيها) فقالوا: يا رسول الله صفهم لنا ، فقال: ( هم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا).
واضاف فضيلته في السياق نفسه ان السبيل الى العودة هو التوبة الى الله التي امر بها الله جل وعلا جميع المؤمنين حيث قال الله تعالى : (وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون) مؤكدا فضيلته على التناصح يجب ان يكون بيننا ليس لسلامة البيت، بل لسلامة المجتمع كله، فلا يكفي ان نكون صالحين فقط، بل ومصالحين ايضا، لان الله وعد بعدم هلاك البلاد اذا كان اهلها مصلحين ولم يقل صالحين، فقال تعالى: (وما كان ربك مهلك القرى بظلم واهلها مصلحون).
وابان فضيلته انه اذا كنا صالحين ولم نكن مصلحين ناصحين لمجتمعنا وامتنا فان هذا لا يمنع الشر والعذاب، وينتشر الفساد دون من يقف له، ولذلك لما سألت زينب ام المؤمنين رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة: انهلك وفينا الصالحون؟ قال الرسول عليه السلام: (نعم اذا كثر الخبث), مشيرا فضيلته الى ان الخبث لا يكثر الا اذا ترك النصح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا تكن النملة خيرا من بعض الناس، فانها قد نصحت مجتمعها من اسباب الهلاك, واوضحت لهم الطريق الصحيح في النجاة، حيث قال الله عنها قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهو لا يشعرون .
|
|
|
|
|