| أفاق اسلامية
* كتب سلمان العُمري
اشاد مفتي بلغاريا الشيخ مصطفى عليش بمكارم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله واهتمامه المتزايد بالاسلام والمسلمين في شتى انحاء العالم.
ووصف مفتي بلغاريا في حديث خص به الجزيرة تلك المكارم الخيرة من لدن خادم الحرمين الشريفين بأنها امتداد لما توليه حكومة المملكة العربية السعودية من خدمات لضيوف بيت الله الحرام، ونصرة للدين الاسلامي الحنيف منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الذي اقام كيان هذه الدولة على اسس من الشريعة الاسلامية السمحة، سائلا الله تعالى ان يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على ما قدمه ويقدمه من خدمات وجهود للاسلام والمسلمين في كل مكان من المعمورة.
واهاب الشيخ مصطفى عليش بالدول الاسلامية حكومات وشعوبا بمد يد العون للمسلمين في بلغاريا، وتقديم المساعدة والمساندة للنهوض بالعمل الدعوي، ونشر الدعوة الى الله تعالى، مشيرا الى ان العمل الاسلامي في بلغاريا ضعيف ويحتاج الى دعم ومساندة حتى يتم نشر الدين الاسلامي على نطاق واسع؛ لان كثيرا من غير المسلمين البلغار لديهم الاستعداد للدخول في الدين الاسلامي الا ان العمل الدعوي الاسلامي ضعيف جدا.
واوضح مفتي بلغاريا في حديثه ان الاسلام دخل الى بلغاريا بوصول الاتراك العثمانيين الا ان هناك آثارا واضحة تشير الى ان الاسلام دخل الى بلغاريا قبل وجود الاتراك مبينا ان عدد المسلمين في بلغاريا يبلغ وفق آخر احصائية صدرت بهذا الشأن مليونا وثلاثمائة الف مسلم؛ ولكن عددهم الحقيقي يبلغ ما يقارب مليونين ونصف المليون مسلم من ثمانية ملايين نسمة مجموع سكان بلغاريا.
واضاف المفتي في الصدد نفسه ان عدد المساجد في بلغاريا كلها يبلغ (1,220) مسجدا، وان المسلمين البلغار يعانون في الوقت الحاضر من الجهل بالدين الاسلامي، وعدم وجود كوادر اسلامية ودعاة الى الله تعالى، وعدم القدرة المادية لسداد رواتب الأئمة.
واشار الشيخ مصطفى عليش في حديثه الى انه بعد سقوط الشيوعية في بلغاريا اخذ المسلمون البلغار حقوقهم المشروعة ولكن في السنوات الاخيرة بدأت معاناة المسلمين بطريقة غير رسمية مثل: عمليات التنصير، ونحوها مبينا ان جميع العقارات والاراضي الخاصة بالمسلمين قد اعيدت لكل بلغاري مسلم، وان المسلمين يعيشون مع غير المسلمين في وئام وسلام، ولا يوجد اي اعتداءات من غير المسلمين عليهم، اذ ان المسلمين قد حكموا في السابق بلغاريا لمدة خمسين عاما، وعلاقة المسلمين بغيرهم من غير المسلمين معروفة.
واستعرض مفتي بلغاريا ما يوجد في بلغاريا، حيث قال: ان في بلغاريا ثلاث مدارس اسلامية، والمعهد الاسلامي العالي، كما تقام المخيمات في عطل صيفية للشباب المسلمين، كما تقام الدورات التأهيلية للأئمة والخطباء، ونشر الكتب الاسلامية، ونشر الشرائط الاسلامية (السمعية والمرئية)، موضحا ان المسلمين في بلغاريا لهم املاك موقوفة وهي الآن تحت سيطرة الحكومة البلغارية، واذا استرجع المسلمون حقوقهم الوقفية فان المشكلات المادية تنتهي وتزول ، وهذا ما يحاول المسلمون الحصول عليه.
وبشأن الاحداث الحاصلة في الشيشان، استنكر سماحته ما يحدث للشعب الشيشاني من قتل وتعذيب وتخريب من قبل اعداء الاسلام، وقال: ان المسلمين البلغار يتابعون ذلك العدوان الغاشم بقلق بالغ، ولكنهم لا يملكون شيئا للقيام به لصد ما يحصل للشيشان المسلمين سوى الدعاء الى الله تعالى ان ينصر المسلمين على اعدائهم، متمنيا ان يعتبر مسلمو البلغار مما يحدث هناك، حتى لا يتكرر ذلك معهم لا سمح الله .
وحول بناء المراكز الاسلامية والثقافية في الدول غير الاسلامية التي يعيش فيها المسلمون، قال مفتي بلغاريا في ختام حديثه: ان المراكز الاسلامية من اهم الوسائل للدعوة والعمل الاسلامي، وخاصة في بلدان الاقليات، وقد نشطت المملكة العربية السعودية في هذا المجال، وشيدت العديد من المساجد والمراكز الاسلامية في العالم، ونطمع ان يوجد مركز اسلامي في بلغاريا يساعد المسلمين في بلغاريا على اداء عباداتهم وصلواتهم، وتعليم ابنائهم فيه وفق الشريعة الاسلامية السمحة، سائلا الله العلي القدير ان يجزي الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود خير الجزاء على دعمه الخير في بناء المراكز الاسلامية؛ ليستفيد ابناء الاقليات المسلمة من ذلك.
وكرر مفتي بلغاريا شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة على ما يقدمه من جهود وخدمات جليلة للاسلام والمسلمين في كل الدنيا.
|
|
|
|
|