| أفاق اسلامية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,, اما بعد:
فان ما مر من عمرك وانقضى قد طوي بخيره وشره، والله اعلم بحاله، وهل هو حجة لك ام عليك,,؟ فالحذار الحذار ان تكون كالبعض من الناس يغدو في حياته وينسى محاسبة نفسه,.
من هذا المنطلق قف وقفة هادئة وحاسب نفسك، واعلم انه في كل يوم يمر عليك عبر وعظات واحداث ومواقف، ففي العام الماضي الذي تصرمت ايامه، وتفرقت اوصاله، وطوى بساطه، وشد رحاله، كم سعد اناس وشقي آخرون، وكم انسان تمنى انقضاء يومه ليزول غمه وهمه وآخر تمنى اطالة يومه ليطول فرحه، وكم من العناق والبسمات لحرارة شوق اللقاء وكم من الدمعات والعبرات لمراراة لوعة الفراق، وكم دار فرحت بمولود واخرى عزيت بمفقود، وكم اهل بيت زفوا عريسهم وآخرون شيعوا ميتهم، وكم من مريض تعافى وسليم في التراب دفن وتوارى، فارق الاهل والاحباب، ووسد في ا للحد ونام تحت التراب، وكم طفل تيتم، وامراة ترملت، فما احكم تدبير الله وما اجمل صنعه، يعز ويذل من يشاء، ويعطي من يشاء بفضله ويمنع من يشاء بعدله، فسبحان من بيده الملكوت وهو حي لا يموت.
اليك دعوة خاصة لمحاسبة نفسك، مادمت في دار العمل، وقبل ألا ينفع الندم، فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل، وقد قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا، وزنوها قبل ان توزنوا ، فغدا ستقف بين يدي جبار السموات والارض للحساب والجزاء، وعندها يصبح اليوم طويلا والزاد قليلا، وستتذكر ان عمرك مهما طال فهو قصير، وان الاخرة ليست كالدنيا، ففي دنياك اذا جاء فصل الشتاء بالغت في وقاية نفسك واولادك من شدة البرد، واذا جاء فصل الصيف هربت من حرارة الشمس وبحثت عن الظل البارد، فهل فكرت بصدق مالذي ينجيك في ذلك اليوم.
ان العمر قليل والاجل قريب، ومهما طال الامد فلكل اجل كتاب، فعلى العاقل ان يتدارك نفسه، ويتسلح بالايمان، ويلزم التقوى، ويحدد نشاطه بين فترة واخرى، ويحرص بأن يكون شحيحا على وقته، فلا يفرط في لحظة من لحظات عمره الا بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة.
انا لنفرح بالايام نقطعها وكل يوم يمضي يدني من الاجل فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا فانما الربح والخسران في العمل |
وفي الختام وصيتي اليك: ان تبدأ من هذه اللحظة بميلاد جديد، وصفحة بيضاء مشرقة، ولتكن توبتك صادقة، وتذكر ان خشية الله تعالى في السر والعلن والعدل في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقر هن المنجيات، وان الهوى المتبع والشح المطاع واعجاب المرء بنفسه هن المهلكات، واياك ان تقابل محن ومصائب هذه الدنيا بتشاؤم وسخط، بل قابلها بصدر رحب وبنفس مطمئنة، وفي كل الاحوال ابحر في زروق الامل والايمان، مبتعدا عن شاطىء اليأس والحرمان، سائراالى جزيرة اهل الخير والاحسان، حاملا بقلبك ازهار الحب والوفاء والصفاء والصدق والاخلاص والايمان، جاعلا ابتسامتك هي شعار انس وسعادة الخلان,
والله الموفق
فهد بن محمد السلمة
|
|
|
|
|