| أفاق اسلامية
الحسبة نظام اسلامي اصيل بدأ مع نزول الوحي حيث جاءت الآيات من الله تعالى تأمر وتحث على القيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونظام الحسبة جهاز رقابي يهدف للرقي بمستوى المجتمع الاسلامي دينيا وحضاريا واخلاقيا واداريا وتربويا وصحيا.
وكانت الحسبة في القديم شاملة جميع مرافق المجتمع المسلم كالحسبة على ما يتعلق بقوت الناس ومعاشهم كالخبازين والفرانين والجزارين والقصابين وما يتعلق بالحرفيين كالنحاسين والبنّائين وكذلك الحسبة على الاطباء والصيادلة.
وفي القديم كانت الحسبة قائمة عليهم فقد كان يسند للمحتسب مهمة اختبار الاطباء لمعرفة مدى اتقانهم لمهنتهم وامر المحتسب بعدم السماح للطبيب ان يمارس مهنته الا بعد ان يجتاز الامتحان، وكذلك الصيادلة وغيرهم من الكحالين والمجبرين والحجامين,, الخ.
ومع توسع بلاد المسلمين قسمت كثير من صلاحيات المحتسب القديم الى عدة جهات حكومية، فكانت الامور المتعلقة بقوت الناس ومعاشهم الى البلديات ووزارة التجارة وهكذا.
ولا شك ان الاحتساب على المستشفيات من الاهمية بمكان حيث تتم متابعة الخطوات العلاجية التي يمارسها الأطباء ضمانا لسلامة المرضى حيث ان الخطأ قد يتسبب في ازهاق نفس معصومة او إتلاف عضو من اعضائها الامر الذي تحرّمه الشريعة الخالدة، وتوجب على المتسبب في ذلك الضمان لما اتلف.
ومن ذلك ما قد يقترفه بعض الاطباء ممن قل نصيبهم من التوفيق من خلال اجهاض الاجنة اواعطاء ادوية لقطع النسل دون علم الاولياء ولا تخفى بشاعة هذا الجرم.
* ورقابة مفتشي وزارة الصحة وهم المحتسبون يجب ألا تقف عند حد معين او وقت معلوم في السنة,.
بل يجب ان تكون على مدار العام لان عملهم مرتبط بحياة انفس امرنا الله بالمحافظة عليها وصونها.
واخيرا,, ما دعاني لكتابة ذلك ما رأيته بأحد المستوصفات الاهلية مؤخرا من ارتباك وضجر وقلة حيلة من قبل العاملين فيه وهم يبحثون عن اسطوانة اكسجين لاسعاف مريضة في حالة ضيق تنفس يرثى لها.
* إضاءة
قال سبحانه وتعالى: من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا,, .
|
|
|
|
|