| الاقتصادية
المياه هي عصب الحياة واساس الوجود، فبدونها يعم الفناء وتستحيل الحياة وجعلنا من الماء كل شيء حي صدق الله العظيم, وكونها هكذا لذا يجب ان نعي وندرك اهميتها وقيمتها المادية والمعنوية خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار اننا نعيش في منطقة شبه صحراوية حيث ندرة المطر وتراجع معدلات سقوطه وحيث لا انهار جارية ولا عيون متدفقة.
لقد اصبح الترشيد في استهلاك المياه ضرورة ملحة ويحظى بأهمية بالغة في جميع دول العالم حتى ذات الموارد المائية الوافرة كالانهار والبحيرات والامطار, ونظراً لقلة مصادر المياه في مملكتنا والتي تنحصر في اغلبها في محطات التحلية التي اقامتها حكومتنا الرشيدة على شواطىء البحر الاحمر والخليج العربي والتي تكلف مليارات الريالات وكذلك المشاريع المائية والتي تم تنفيذها على عدد من الآبار الجوفية والتي تتغذى من عدد من الطبقات المائية في انحاء مختلفة من المملكة، فإنه يتوجب علينا ان نحرص اشدالحرص على هذه الثروة الغالية والناضبة فالترشيد واجب وطني وحتمي على كل مواطن ويجب علينا ان نتفهم الاهمية البالغة لهذه الثروة, علينا ان نحسن استخدامها وبالشكل الامثل فلا هدر ولا اسراف لان الهدر والاسراف ظاهرة عبثية غير صحية تؤدي الى شح هذه الثروة وهو ما يتنافى مع الخلق القويم والتصرف السليم وديننا الحنيف يحث على الاتزان في جميع الامور والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول لا تسرف ولو كنت على نهرٍ جار .
ولتحقيق الهدف المنشود من ذلك فعلى وسائل الاعلام جميعها المسموعة والمقروءة والمرئية ان تشارك وبصفة مستمرة في خلق القناعة لدى المستهلك وبالتالي إدراك اهمية المياه وتجنب اهدارها وكذلك يجب على جميع المؤسسات الحكومية والخاصة ان تشارك في هذا المضمار اي الترشيد في الاستهلاك ويجب التركيز على المؤسسات التعليمية التي يتوجب عليها ان تدرج موضوع الترشيد ضمن المناهج التي تدرسها اضافة الى عقد ندوات توجيهية وارشادية بهذا الخصوص, وعلى ائمة وخطباء المساجد ان يولوا هذا الموضوع الاهمية القصوى التي يستحقها, اما الاسرة فواجبها كبير لان تربية النشء اعظم واجب في المجتمع ولهذا يجب تعليم الابناء منذ الصغر على كيفية الاقتصاد وعدم الاسراف في كل مناحي الحياة وخاصة ما يتعلق بالماء لقلة مصادره, فالمواطنة الحقة هي الاستخدام الامثل للمياه التي هي مستقبل الجميع والتي يجب ان نراعي الله في حقها وان نحكم ضميرنا في استخدامها فللقطرة الصغيرة قيمة كبيرة لأننا بأشد الحاجة لها ولكونها كلفت الكثير من الجهد والمال وهي الامان للجميع والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راعٍ وكلٌّ مسؤول عن رعيته , ان من اسباب هدر المياه وزيادة الاستهلاك ما يلي:
1 ترك الصنبور مفتوحاً بدون لزوم.
2 وجود تسربات في تمديدات مياه الشرب العامة وملحقاتها.
3 وجود تسربات في التمديدات الداخلية بالمباني والتأخر في اصلاحها.
4 استخدام مياه الشرب في ري الحدائق والمسطحات الخضراء وفي مغاسل السيارات ومصانع البلوك.
5 غسل السيارات والارضيات والاحواش بمياه الشرب بلا مبالاة.
6 طفح مياه الخزانات الارضية والعلوية.
7 تسرب مياه الخزانات الارضية لداخل الارض من داخل التشققات الموجودة بالخزانات وعدم انشاء هذه الخزانات بمواصفات انشائية جيدة.
8 غسل الملابس وادوات المطبخ بمياه زائدة عن الحاجة بدون اي تحكم.
9 اهمال التسربات البسيطة لمدة طويلة دون اصلاح في المنشآت والمباني العامة.
10 عدم التحكم في استخدام المياه بطريقة اقتصادية.
11 استخدام المياه للاغراض الصناعية المختلفة في حين يجب ان ينحصر استخدامها في الصناعات الغذائية فقط.
12 استخدام المياه في اغراض التبريد للمجمعات الحكومية والوحدات السكنية الكبيرة في حين يجب ان يستخدم في التبريد مياه غير مياه الشرب.
أ اما طرق منع هدر المياه وزيادة استهلاكها فتتمثل فيما يلي:
1 استخدام نظام فلاش سيفر الذي تم تطويره في الولايات المتحدة بدلاً من السيفون العادي في الحمامات, فهذا النظام سيقلل من كمية المياه المستخدمة الى النصف او استخدام مياه الاستحمام او المياه المستخدمة في غسيل الملابس بعد اجراء معالجة بسيطة لها.
2 التنظيف الميكانيكي اليدوي للسيارات والارضيات يجب ان يتم بشكل منتظم ولهذا الغرض يمكن استخدام المياه المعالجة.
3 التأكد من صلاحية التوصيلة فيما بين العداد والخزان الارضي وان تكون من البلاستيك لأن وجود تسرب فيها يشكل خطراً على اساسات المباني مع فقدان كميات كبيرة من المياه قبل وصولها الى الخزان.
4 استخدام المياه المعالجة في الحدائق العامة او الخاصة واستخدام نظام التنقيط والذي سيوفر اكثر من 50% من المياه المستخدمة.
5 غسل الملابس وادوات المطبخ بشكل منتظم اي ان يتم غسل الملابس او الصحون دفعة واحدة, وبهذه الطريقة يمكن توفير 40% من المياه المستخدمة لهذا الغرض.
6 ان تكون الخزانات الارضية والعلوية مانعة لتسرب المياه والغبار.
7 ان تكون الشبكة الداخلية لمياه الشرب مانعة للتسرب ومقاومة للتآكل كما وان اجراء الاصلاح المناسب وفي حينه للاجزاء التالفة من تلك الشبكة الداخلية سيوفر كمية كبيرة من المياه.
8 التنظيف والتعقيم للخزان وفحص واختبار الشبكة الداخلية لمعرفة التسربات الخفية.
9 مياه الاستحمام والغسيل يجب اعادة استخدامها من خلال محطة معالجة صغيرة في المنازل.
10 يجب تركيب صنابير ذات قفل اوتوماتيكي في جميع الاماكن العامة وخصوصا المساجد والحمامات.
11 بالنسبة لجميع المجمعات السكنية الكبيرة، يجب التشديد على ضرورة وجود محطة معالجة لمياه الصرف الصحي ذات الثلاث مراحل.
12 إصلاح الانابيب والصمامات المكسورة سواء بفعل عبث الافراد، اعمال المقاولين، مرور احمال ثقيلة، تأثير الرطوبة والتربة المحيطة بها وارتفاع منسوب المياه الجوفية في كثير من المناطق فرق الطوارىء تعمل على مدار الساعة لتلقي اي بلاغ والتعامل معه .
13 استبدال التالف والاجزاء القديمة من مجمل شبكة المياه وتجهيزاتها.
14 العمل على تحديث الشبكة وملحقاتها باستخدام تجهيزات حديثة بمواصفات عالمية لضمان تدفق المياه للمستهلكين.
15 تحديد مواقع التسربات واصلاحها للتقليل قدر الامكان من الفاقد.
16 شن حملات توعية وترشيد عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة من حين لآخر للحد قدر الامكان من هدر المياه وتوزيع كتيبات وتقاويم ونشرات وملصقات توعية بهذا الخصوص.
17 الطلب من هيئة المواصفات والمقاييس اعداد مواصفات قياسية للشبكات الرئيسية والفرعية وللادوات الصحية وادوات السباكة داخل المنازل والمجمعات السكنية تؤدي الى المحافظة على المياه والاقتصاد فيها حسب ظروف وبيئات المملكة وتربتها وان تفرض هذه المواصفات القياسية من قبل البلديات على من يرغب البناء والتعمير او التجديد، وان تعطى مهلة للتجار للتخلص مما هو غير مطابق للمواصفات.
18 متابعة اعمال الشركات والمقاولين العاملين في مجال الخدمات الارضية وضرورة تنسيق اعمالهم مع هذه الادارة لضمان اجراءات امن وسلامة شبكة المياه.
19 فرض غرامات واتخاذ بعض الاجراءات النظامية ضد كل من يحاول العبث بهذا المرفق الحيوي الهام, وأخيراً، علينا ان نتكاتف جميعاً ونصدق النوايا وان نولي هذه الثروة الغالية ما تستحقه من احترام وحسن تعامل بالترشيد والاقتصاد في الاستهلاك وان نتمثل بحسن الخلق وان نكون بحسن تصرفنا قدوة حسنة لمن حولنا وان نتعاون مع الجهود الجبارة التي تبذلها حكومتنا الرشيدة في جعل هذه الخدمة في متناول الجميع بكل يسر وسهولة.
* مدير عام مشاريع المياه بمنطقة مكة المكرمة
|
|
|
|
|