ما زلت أواصل الطريق,, أحمل مشاكلي وهمومي وأمضي أركب الحافلة وأنا احمل حقيبة وضعت فيها دفتر محاضرات اسجل فيه ما يلقيه علي الأساتذة والاستاذات,, آه يا دربي الطويل,, لقد كلت يدي من كثرة الكتابة,, ومع ذلك أسير.
في الصباح استيقظ بهدوء خوفاً من ايقاظ طفلي لئلا أتركه يبكي خلفي,, آه يا ولدي يعز عليّ أن أتركك بين يدي الخادمة,, لكن طريق العلم طويل ويجب علي المسير من أجلك,.
ويطول اليوم وأنا بين الدروس وبين ضمير يؤنبني,, ماذا فعل الصغير,, تركته محموماً,, ماذا حصل له,, أترى الخادمة اعطته الدواء,, هل تركته يبكي ويئن,, هل وهل وهل؟!
وينتهي اليوم بعد طول عناء واهرع للحافلة لاجدها مملوءة عن آخرها,, أجلس على الأرض احتضن حقيبتي وسط الزحام والحر والطريق الطويل كان يجب أن احتضنك أنت يا صغيري بدل حقيبتي ولكن درب العلم طويل ولابد أن استمر, تتوقف الحافلة قرب منزلي لتخرجني من أفكاري.
ألملم نفسي وانزل, أطرق الباب صوت صغيري يصيح ماما، تنزل من عيني دمعة يضيع تعب يومي أشعر بالسعادة وأنا احتضنه وأنسى المحاضرات وهموم يومي وأضحك مع صغيري من كل قلبي وغداً يوم آخر ودرب التعليم طويل ويجب أن أستمر من أجلك أيها الصغير.
أميرة حامد حسين سلام كلية التربية بوادي الدواسر قسم اللغة العربية
** من النظرة الأولى لقراءة القصة نكتشف ان كاتبتها ربما لم تمارس الكتابة إلا للتو,, ولم تصادف القلم إلا مع هذه الصفحة التي كتبتها بعفوية وببساطة متناهية,, حيث تجسد لنا عواطفها الأمومية أثناء غيابها عن طفلها الرضيع فالقصة التي بين أيدينا تكاد أسطرها تفيض بالعاطفة والوجدان.
ومن ناحية أخرى فإن الصديقة أميرة تحتاج إلى كثير من القراءة في مجال القصة حتى تستطيع أن تكتب بشكل أفضل,, فالموهبة وحدها لا تكفي لممارسة الكتابة.
|