أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th April,2000العدد:10060الطبعة الأولىالجمعة 9 ,محرم 1421

مقـالات

ضيوف الرحمن,, هبة إلهية
د , عناد العجرفي العتيبي
اختص الله تعالى بلادنا الغالية بخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي، تلك التي لا تعلوها خدمة يمكن أن تقدم لبشر على وجه الأرض لأنهم ضيوف الرحمن، كل منا يفرح باستقبالهم ويتسابق لخدمتهم في شتى المجالات ولجميع الاجناس من المسلمين والمسلمات, إنها منحة مزدوجة فالحج منحة إلهية من الله سبحانه لكل من استطاع اداء الفريضة,, واستطاع أن يصل الى هذه البلاد ولو مرة واحدة في العمر كله لكنها منحة سنوية وهبة من الله لهذا الوطن العزيز الغالي الذي انعم الله عليه بنعم كثيرة,, هذا الوطن الغالي ذو المكارم والمكرمات.
ويعتبر هذا الموسم تشريفاً عظيماً وكثيراً ما اشاهد بنفسي فينشرح صدري لهذا التنافس الرائع بين الجهات الرسمية وبين ابناء هذا الوطن ليس في مكة المكرمة او المدينة المنورة وحدهما بل في كافة مدن وقرى ومنافذ المملكة البرية والبحرية والجوية التي تستقبل باحترام بالغ وحب خالص وفود الحجيج,, تصافح قلوبهم قبل أيديهم وترعاهم، وكل عيوننا ترحب بهم, كل الاجهزة الحكومية تعد الخطط والبرامج والدراسات وتوفر الامكانات في وقت مبكر جدا لتضمن توافر كافة الاستعدادات لاستقبال الملايين القادمة من ارجاء المعمورة ,,, (لبيك اللهم لبيك) والاجتهاد كبير في كل عام والتنسيق قائم ومتصل لتلافي كل سلبيات الماضي في مختلف مواسم الحج ومعالجة المشكلات ومواجهة اي طارىء توسعة على الحجاج وتلبية لاحتياجاتهم في ايام معدودات,, وتيسيراً على الشيخ والمرأة والطفل إقامة ونقلاً,, ومعيشة ورعاية ومتابعة في كافة المجالات.
وما تقدمه الجهات المعنية وما يقوم به المواطن هو تعبير صادق عن أصالة المواطن السعودي بدافع روحاني واكبر دليل على ذلك حرص خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ومتابعته الشخصية ومباشرته الاشراف على خدمة ضيوف الرحمن وحرص اخوته الكرام, إنها الاصالة التي تظهر جليا في مثل هذه المناسبات والتي تتجسد مروءة وكرما وتفيض قربا لله وحسن ضيافة للحجاج كل في وظيفته الرسمية او عمله الأهلي او التطوعي يشارك ويؤدي مع زميله رسالة واحدة مقدسة طاعة لأمر الله في كتابه الكريم وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود .
ان كل احتياجات الوافدين من الحجاج من شربة ماء او طعام وكساء او خيمة ايواء او حبة دواء او مسكن او وسيلة نقل ومظلة وفاء يتم توفيرها بما يبث السرور في النفس ويثلج الصدور, فالغاية واحدة وهي طاعة المولى عز وجل, ومما يزيدنا سروراً وبهجة ان كثيراً من تلك الخدمات إما مجانية او بأجور رمزية او هي اعمال خيرية يتنافس فيها المتنافسون من اهل البر والاحسان وما اكثرهم في هذا البلد الكريم المضياف الى يوم الدين على جميع المستويات من المسئولين ورجال الاعمال والموسرين ومن ابناء هذا الوطن أفراداً وجماعات الذين يحتسبون الاجر والمثوبة عند الله فلا ينتظرون من الحاج مالاً غير الكلمة الطيبة ودعوة الاخ لاخيه عن ظهر الغيب, انه فيض كريم,, وغوث عظيم وهبة ربانية وخطوة فريدة لنا بين العالمين وستظل باذن الله على مدى السنين والقرون, إن وراء كل حاج ممن تطأ اقدامهم أرض المملكة وتختلط أنفاسهم بأجوائها العطرة,, وراء كل حاج قصة وحكاية ورحلة عمر,, منهم من باع أرضه أو رهن داره ومنهم من جاع سنوات وسنوات وحرم نفسه من ملذات الدنيا لكي يوفر زاده وزواده، منهم من ترك اهله المرضى وأطفاله الصغار وانطلق يطوي الارض طيا الى بيت الله,, قصص وحكايات الحجاج شباباً وشياباً على اختلاف السنتهم والوانهم قصص مشوقة ومثيرة, واتمنى أن تكثف وسائل الاعلام على قصص الحجيج لتخرج الينا مواقف درامية اسلامية هادفة حقيقية بعيداً عن مسلسلات المضمون الواحد والمكرر والمزمن (الحب والزواج والطلاق)!!.
انهم ضيوف الرحمن الذين من أجلهم نحظى بهذه الهبة الالهية دون غيرنا في كل عام هنيئا لنا,, وهنيئاً لهم,, وهنيئا لكل المتنافسين على خدمة ضيوف الرحمن برضوان الله هنيئا لنا ملايين السفراء من الحجاج الذين يأتون الى هذه الديار ويعودون الى ديارهم بأجمل معاني المحبة والاخوة لبلادنا وهم ينشرون النور في انحاء الأرض تلهج ألسنتهم بآيات من الحمد والدعاء والثناء العطر.
هنيئا لنا هذه الدعاء الصادر من أعماق قلوب المتقين الأبرار بالخير والبركات للمملكة حكومة وشعبا لما حظوا به من الوان الحب والود وكثير من الحفاوة والتكريم وهنيئا لهم حجهم المبرور.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved