| مقـالات
قبل أعوام ذهب دارس عربي إلى الملحقية الثقافية بسفارة بلاده في دولة أوربية، طالباً اعتماد أطروحة دكتوراه حصل عليها من إحدى الجامعات هناك، لكن وبمراجعة سريعة لعناوين الأطروحة ونقاطها الرئيسة، وجد المعنيون بالأمر أنها مطابقة تماماً لأخرى أتمها دارس آخر مما دعا إلى رفض الطلب وإفهام المتقدم بضرورة تغيير الأطروحة والبعد عن هذه المسالك الملتوية!، إلا أن المفاجأة كانت بإصرار الدارس إجازة الأطروحة عملاً بمبدأ: المساواة في الفرص التعليمية، خصوصاً وانه قد استفاد بها دارسون كثيرون لم يكلفوا أنفسهم سوى اختيار عنوان جديد يتصدر غلاف الأطروحة مثلما فعل تماماً! ولعل هذا التصرف النبيل للدارس العربي الذي كان بإمكانه استكتاب أحد العاملين بمكاتب الخدمات الطلابية نظير بضعة جنيهات أو فرنكات أو ماركات كما الآخرين يجسد صورة حقيقية للواقع العربي المليء بالمفارقات المضحكة المبكية، والمنكب على الشكليات دون النظر لما وراءها، ثم نسأل لماذا العرب متأخرون وأين التجديد والتطوير والابتكار؟!.
|
|
|
|
|