أضواء اصطلاحات الرياضيين في أدبيات التفاوض العربي الإسرائيلي جاسر عبدالعزيز الجاسر |
بلغة الرياضيين التي أدخلها الرئيس الأمريكي كلنتون لأدبيات التفاوض العربي الاسرائيلي، حينما شطح به التعبير بعد لقائه الرئيس حافظ الأسد في جنيف، حينما قال إن الكرة الآن في الملعب السوري ,,!!
ضمن هذا السياق نقول ان الرسالة التي وجهها الرئيس اللبناني الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والتي ضمنها ثمانية اسئلة لمعرفة دور الامم المتحدة في إتمام عملية الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان الذي تحتله اسرائيل اكثر من عشرين عاماً دون ان تحرك الامم المتحدة ساكناً حيث اقتصر دورها على المراقبة وتسجيل انتهاكات اسرائيل.
نقول وفق لغة الرياضيين التي ادخلها كلنتون الى أدبيات التفاوض العربي الاسرائيلي بأن الرئيس اميل لحود شن هجوما مضادا، وأنه قام بهجمة مرتدة لوقف الهجمات الاسرائيلية التي تقوم بها الدبلوماسية الاسرائيلية ويشارك في تنفيذها قادة اسرائيل السياسيون من باراك الى ديفيد ليفي ومستشاري رئيس الحكومة الاسرائيلية وبضع وزراء من حكومته الائتلافية.
الحملة الدبلوماسية الاسرائيلية التي استندت على مقولة كلنتون بأن الكرة في الملعب السوري، ووظفتها لإظهار أن اسرائيل تريد الانسحاب من جنوب لبنان، إلا أن السوريين يضغطون على اللبنانيين لعرقلة هذا الانسحاب,,,!!
هذا الزعم الذي روّجت اليه اسرائيل، وكاد الاوربيون والغربيون بصفة عامة أن يشربوه بوصفه طعماً اسرائيلياً ركّب بمواصفات امريكية، فضحته رسالة الرئيس اللبناني اميل لحود الى الأمين العام للأمم المتحدة، فالرسالة تشير بوضوح الى استحالة وقف هجمات الفدائيين الفلسطينيين على فلسطين المحتلة، مالم تُحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم ثلثمائة وخمسين الف انسان فوق الارض اللبنانية، وكون هؤلاء اللاجئين معظمهم مسلحون فإنهم سيقومون بعمليات لانتزاع حقهم الذي تحاول اتفاقيات السلام تغييبه.
ويتساءل الرئيس اللبناني اميل لحود، هل تستطيع الامم المتحدة نزع سلاح سكان المخيمات الفلسطينية,,,؟!!
والسؤال بصورة أوضح هل تستطيع الامم المتحدة منع المسلحين الفلسطينيين من الوصول الى ارضهم التي طُردوا منها لحماية اسرائيل,,؟!!
طبعاً لا اسرائيل,, ولا الأمم المتحدة تستطيع القيام بذلك، ولكن الذي يوقف كل اعمال العنف,, والحروب,, والاحتلال، معالجة كل مواضيع الصراع العربي الاسرائيلي، في تحقيق سلام عادل وشامل مما يعني ليس وحدة المسارين السوري واللبناني، بل وحدة كل المسارات العربية التي استطاعت اسرائيل تفريقها، وتعمل من خلال ماتقوم به من أفخاخ لتفريق وحدة المسارين السوري واللبناني,, لتأتي رسالة الرئيس اميل لحود,, لتجهض محاولتها,, في هجمة مرتدة سجلت من خلالها هدفاً في المرمى الإسرائيلي.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|