باتفاق غير معلن بين عرفات وباراك

* صيدا جنوب لبنان القدس الوكالات
أفادت معلومات متطابقة أمس السبت بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد توصل إلى اتفاق مع اسرائيل على عودة نحو 3,000 لاجئ فلسطيني من لبنان إلى الضفة الغربية.
وصرح مصدر رفيع في ميليشيا جيش لبنان الجنوبي المتحالفة مع اسرائيل في بلدة مرجعيون عاصمة الشريط الحدودي المحتل، بأن عرفات أبلغنا بداية هذا الأسبوع انه اتفق مع الاسرائيليين على عودة جميع لاجئي العام 1967 من لبنان إلى الضفة الغربية التي اخلوها في حرب ذلك العام للاقامة في لبنان .
ونقل المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، عن عرفات قوله ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اصر على أن تشمل العودة فقط فلسطينيين من أهالي الضفة وتحديداً من المناطق التي ستعود السيطرة عليها إلى السلطة الفلسطينية, وشدد على أنه لن يسمح بالعودة لغيرهم.
من ناحية أخرى أكد مصدر فلسطيني مطلع في بيروت تم الاتصال به هاتفياً، ان قيادة حركة فتح في لبنان تلقت تعليمات من عرفات باعداد جدول باسماء لاجئي 1967 وتنظيمهم بانتظار الترتيبات لعودتهم الى الضفة .
وشدد المصدر الذي يتولى مسؤولية قيادية في احدى التنظيمات الرئيسية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية على أن العدد الاجمالي المقدر لهذه الشريحة التي يتم انتقاؤها بدقة متناهية لا يتجاوز ال 3,000 شخص، بينهم 400 رجل والبقية من النساء والأطفال واليافعين والمسنين .
وأوضح المصدر ان الشريحة المنتقاة للعودة تضم عدداً كبيراً من الذين غادروا الضفة أطفالاً في حرب العام 1967 وحتى من الذين ولدوا في لبنان خلال 33 عاماً من اللجوء ولكن من أبوين مسجلين في لوائح قرى ومدن الضفة الغربية لنهر الأردن .
واضاف المصدر الفلسطيني: يبدو أن هناك توجهاً لحل جزء من مشكلة اللاجئين في لبنان ضمن شبكة ضوابط معقدة تمسك اسرائيل بجميع خيوطها بدقة بغية الحؤول دون عودة أي من لاجئي حرب 1948 الذين يتحدرون من مدن وقرى أصبحت جزءاً من دولة اسرائيل, يبدو أنهم لا يريدون عودة هؤلاء حتى الى مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة وغزة كي لا يصبحوا على مقربة أكثر من حدود دولة اسرائيل .
هذا وعلى الصعيد الاسرائيلي صرح شاؤول موفاز رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الاسرائيلي أمس السبت بانه بمجرد أن تسحب تل أبيب قواتها من الجنوب اللبناني، لن يتبق أي جندي اسرائيلي على الأراضي اللبنانية، وذلك رداً على الأنباء التي أفادت عكس ذلك.
ونسب راديو اسرائيل الى موفاز قوله: ان اسرائيل ستركز على حماية حدودها الشمالية انطلاقاً من الأراضي الاسرائيلية.
ومن المقرر أن يتم الانسحاب من الجنوب اللبناني في أوائل تموز يوليو المقبل، وسط تكهنات بان اسرائيل ستحتفظ ببعض المواقع الأمامية داخل فيما يطلق عليه الحزام الأمني الواقع شمال الحدود والذي أقامه الاسرائيليون للمرة الأولى عام 1985.
من ناحية أخرى أكد موفاز بشكل غير مباشر وجود حالة من القلق داخل صفوف الجيش الاسرائيلي تجاه الانسحاب من جنوب لبنان الذي أمر به رئيس الوزراء ايهود باراك.
ونقل راديو اسرائيل عن موفاز: إننا لسنا دولة عديمة الشأن فإننا ملزمون باتباع أوامر الحكومة، ولكننا ملزمون أيضاً بلفت الانتباه للأخطار .
وفي واشنطن أعلنت الولايات المتحدة أمس استعدادها للعمل مع اسرائيل للتوصل إلى انسحاب آمن ومنظم من جنوب لبنان حتى في غياب اتفاقات مع سوريا ولبنان .
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جيمس روبن ان واشنطن تعتبر ان أفضل خيار هو انسحاب القوات الاسرائيلية بعد التوصل إلى اتفاق مع لبنان ولذلك يبدو من الضروري أولاً التوصل إلى اتفاق بين سوريا واسرائيل .
واضاف: ولكن في حال لم يتم ذلك، فنريد أن نعمل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ليتم انسحاب القوات الاسرائيلية بنظام وأمن وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425 .
وتابع نطلب من جميع الأطراف المعنية ان تعمل ما بوسعها بالتعاون معنا أو مع جهات أخرى وكذلك مع الأمين العام للأمم المتحدة كي يتم الانسحاب المحتمل بطريقة منظمة وآمنة .