Sunday 9th April,2000 G No.10055الطبعة الاولى الأحد 4 ,محرم 1421 العدد 10055



الدارسون ليلاً بين طلب العلم,, وطلب اجازات الاختبار
العلم ليس حكراً على الصغار
مناهجهم بحاجة إلى تطوير لتلائم أعمارهم وطبيعتهم وخصائص تفكيرهم
مدراء الليلي: إقبال كبير من الدارسين والغالبية يفضلون الانتساب,, وأعداد المنتظمين تتناقص مع مرور أسابيع الدراسة

* تحقيق : داود بن أحمد الجميل
عندما اتاحت الدولة سبل التعليم لأبناء هذا الوطن العزيز شملت بذلك فئات المجتمع صغارا وكبارا ذكورا واناثا حضرا وبادية فجاءت الفرصة متاحة للجميع دون استثناء من اجل طلب العلم، فهذه المدارس في مختلف مراحلها التعليمية تغطي جميع مدن ومحافظات وقرى وهجر المملكة، وهذه الكليات والجامعات تنتشر في كل مكان وهذه قطاعات اخرى تعليمية مختلفة فتحت ابوابها لاستقبال ابناء الوطن، وهناك فئة من ابناء الوطن استدركوا الفرصة لطلب العلم ومواصلة دراستهم سواء ممن انقطعوا عنها بحكم ظروف معينة او ممن تأخر دخولهم للمدارس لظروف اخرى مشابهة ألا وهم طلاب المدارس الليلة، هذه الفئة من ابناء الوطن الذين حكمت عليهم الظروف للانقطاع عن الدراسة او التأخير في الدخول اليها لم تهملهم الدولة رعاها الله فهيأت لهم كل السبل من اجل الانخراط في الدراسة ومواصلة تعليمهم حيث فتحت المدارس المسائية امامهم في كل مكان من بلادنا حفظها الله من كل سوء.
(الجزيرة) كانت في جولة على عدد من المدارس الليلية حيث التقينا عددا من الطلبة الدارسين للوقوف على وضعهم الدراسي والعوائق التي تواجههم واسباب انقطاعهم أو تأخرهم عن الدراسة وهل حققت المدارس الليلية آمالهم وطموحاتهم,, استطلعنا آراء عدد من المسؤولين والتربويين في مجال التعليم تطالعون ذلك من خلال التحقيق التالي:
أسباب الانقطاع ودوافع العودة
* يقول الطالب شايع بن عبدالمحسن المسعر 40 سنة طالب في الصف الاول بثانوية الزلفي الليلية وموظف بادارة التعليم:
بدأت الدراسة الابتدائية في سن السابعة حيث التحقت بمدرسة ابن خلدون الابتدائية في محافظة الزلفي والتي كان يديرها آنذاك زيد بن محمد المنيفي يرحمه الله وكان ذلك في عام 1387ه وواصلت دراستي حتى وصلت للصف الخامس ابتدائي بعد ذلك انقطعت عن الدراسة لظروف خاصة وبعد فترة التحقت بمدرسة القدس الليلية لتعليم الكبار وتخرجت منها عام 96 و97ه ثم انقطعت عن الدراسة مرة اخرى لظروف خاصة ايضا واستمر ذلك ما يقارب 22 سنة ثم رأيت ان من واجبي ان اواصل دراستي فعدت للدراسة والتحقت بمتوسطة الملك فيصل الليلية وتخرجت منها في عام 18 1419ه وسبب هذا الانقطاع ظروف خاصة ولكن احساسي ورغبتي الاكيدة لمواصلة تعليمي والنهل من ينابيع العلم والمعرفة دفعني للعودة للدراسة.
* اما الطالب سعود بن دريويش 40 سنة موظف بقسم رخص الزلفي فيقول:
بدأت دراستي منذ الصغر بمدرسة موسى بن نصير الابتدائية بعرعر وحصلت على شهادة المرحلة الابتدائية منها ولبعض الظروف انقطعت عن الدراسة لفترة طويلة تقارب 15 سنة وبعد عودتي للزلفي التحقت بالوظيفة عام 1402ه وبعد اربع سنوات رأيت انه لابد لي من تحسين وضعي التعليمي والوظيفي بمواصلة دراستي والحصول على مؤهل علمي يساعدني على المضي في حياتي العملية في ظل تطور العلوم والمعارف فالتحقت بمتوسطة الزلفي الليلية عام 1406ه وحصلت منها على شهادة الكفاءة المتوسطة عام 1409ه ومن ثم ونظرا لظروف معينة انقطعت عن الدراسة حتى عام 1417ه ثم عاودت الدراسة رغبة في مواصلة تعليمي ولايماني الكامل ان الدراسة ومواصلة طلب العلم لاغنى عنه وانه مطلب اساسي للحياة فالتحقت بثانوية الزلفي الليلية وحاليا والحمد لله ادرس في الصف الثالث الثانوي واطمح باذن الله في مواصلة دراستي الجامعية.
* الطالب حمد بن دخيل العمار 45 سنة طالب في الصف الثاني متوسط بمتوسطة الملك فيصل الليلية يقول:
التحقت بالدراسة عام 1385ه واستمررت حتى عام 1392ه حيث اضطرتني ظروف الحياة للانقطاع عن الدراسة بسبب ضيق العيش ولكوني اكبر اخوتي في المنزل واتجهت لمزاولة بعض الاعمال من اجل الكسب وفي عام 1419ه عدت لمواصلة دراستي في المرحلة المتوسطة واتمنى من الله التوفيق لمواصلة الدراسة وذلك لان الدراسة تعتبر مهمة في حياة كل شخص وكما ترى كل الذين واصلوا دراستهم تجدهم الان في مراكز مرموقة في أجهزة الدولة وغيرها.
* الطالب بجاد بن سعود الحلفي المطيري 36 سنة موظف بمركز شرطة ام الجماجم (صف ثاني متوسط) يقول:
بداية دراستي للمرحلة الابتدائية في عام 1402ه وكان ذلك في مدرسة تعليم الكبار بالقاعية وكانت دراستي في المرحلة الابتدائية وفي عام 1419ه التحقت للدراسة في المرحلة المتوسطة والان ادرس في الصف الثاني متوسط ولي رغبة في مواصلة دراستي ان شاء الله وكان تأخري عن الدراسة بسبب ظروف الحياة حيث التحقت بالخدمة العسكرية من اجل الصرف على اخوتي الصغار والبيت حتى اعتمدوا على الله ثم على انفسهم ولكن لايماني بأهمية العلم والدراسة بدأت في رحلة العلم عن طريق مدارس تعليم الكبار.
* الطالب فهد بن فيحان بن محمد البهلال 23 سنة قطاع خاص طالب بمركز تعليم الكبار الصف الثاني يقول:
التحقت بالدراسة في مركز تعليم الكبار بالزلفي هذا العام ولقد حالت بعض الظروف الاجتماعية دون مواصلتي لدراستي ولكن حرصا مني على مواكبة العصر عصر العلم والمعرفة ورغبة في تعلم القراءة والكتابة والحصول على مستوى تعليمي افضل وتحقيق المستوى المعيشي الذي تتطلبه الحياة اليوم عدت للدراسة وان شاء الله سوف استمر فيها.
* الطالب سعود بن عبلان المطيري 37 سنة طالب في الصف الاول بمركز تعليم الكبار وموظف يقول:
يعتبر العام الدراسي الحالي 1420ه بداية التحاقي بالدراسة وجاء ذلك رغبة مني لمعرفة القراءة والكتابة والاستفادة من المدارس الليلية التي فتحتها الدولة لمن فاتهم التعليم في بداية حياتهم لظروف تختلف من شخص لآخر,, ولاشك ان العلم وطلبه امر مهم في حياة كل شخص وهذا من الاسباب التي دفعتني للدراسة في هذه السن.
مقارنة المدارس الليلية بالنهارية
تكاد تتفق معظم آراء الطلبة الدارسين ليلا حول عدم وجود فوارق ملفتة بين المدارس الليلية والنهارية خصوصا من الناحية العلمية وغير ذلك حيث يقول الطالب (المسعر) ان المدارس الليلية تساعد الطالب على الاستمرار في دراسته مثل المدارس النهارية وينبغي ان يستثمر كل طالب فاته التعليم المبكر هذه الفرص المتعددة التي اتاحتها الدولة لابنائها وعلى رأسها قائد مسيرة العلم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والذين بذلوا جهودا جبارة للرقي بهذه البلاد وتنويرها بالعلم والمعرفة وهي مناسبة لأناشد اخواني الطلبة الذين منعتهم بعض الظروف لمواصلة تعليمهم عن طريق المدارس الليلية لانها فرصة ثمينة ان تجمع بين العمل والدراسة كي تلحق بركب العلم ولا ترضى وتقتنع بالجهل مهما كبر عمرك فالعلم ليس حكرا على الصغار وقد قيل لان تموت وانت تطلب العلم أخير لك من ان تموت وانت قانع بالجهل.
ويوافقه على عدم وجود فوارق الطالب الدريويش والذي يقول:
لا ألاحظ ان هناك فرقا شاسعا بين المدرسة الليلية والصباحية وبالذات فيما يخص المادة العلمية ولكن الفرق ينحصر في وقت الدراسة حيث لدى طالب النهار وقت اطول للدراسة كما انه متفرغ للدراسة وليس لديه مهام اخرى غيرها عكس طالب الليل اذ تلاحظ الغالبية منهم مرتبطين بأعمال وظيفية او ارتباطات بأعمال حرة اخرى اضافة لذلك المدارس الليلية ساهمت في اتاحة الفرصة امام من فاتهم قطار التعليم لمواصلة الدراسة وتحسين وضعهم في حياتهم العلمية او العملية ولاشك انها تساعد اي طالب لديه الرغبة في الاستمرار كما هو الحال لطالب الصباح.
الطالبان حمد العمار وبجاد سعود شاركا زميليهما في الرأي حول قيام المدارس الليلية بالدور الذي تؤديه المدارس الصباحية من ناحية فتح المجال امام من يرغب العودة لطلب العلم والحصول على المؤهل العلمي الذي يتمكن من خلاله الطالب بعد توفيق الله من الحصول على فرصة عمل مناسبة بجانب تسلحه بسلاح العلم والمعرفة واللذين هما مطلبان ضروريان لأي شخص.
* الطالب فهد البهلال اكد ان هناك عوامل متعددة تساعد الطالب في المدارس الليلية على التحصيل ومواصلة الدراسة منها ملاءمة الجو الدراسي لاعمار الدارسين والتوقيت المناسب لذلك اضافة لمراعاة العاملين بهذه المدارس لاحوال الدارسين وظروفهم.
* الطالب سعد المطيري يقول: المدارس الليلية تساعد الطالب على الاستمرار بحكم ان الدراسة بها تكون في الفترة المسائية وهذا من شأنه ان يتيح للطالب مزاولة اعماله طيلة النهار كما ان فترة الدراسة بها قصيرة بالاضافة لذلك في المدارس الليلية يتم دمج بعض المواد الدراسية مما يخفف العبء على الدارس بعكس المدارس الصباحية.
معوقات قد تواجه طالب الليلية
يقول الطالب الدريويش انه لا توجد عوائق او مشكلات تواجه طالب المدرسة الليلية تستحق الذكر من وجهة نظري الشخصية ويوافقه على ذلك الطالب شايع المسعر الذي اكد ان ذلك عائد ولله الحمد بفضل الله ثم بفضل القائمين على التعليم في بلادنا وعلى رأسهم معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن احمد الرشيد ونفس الرأي للطالب حمد العمار، بينما يقول الطالب بجاد سعود ان هناك بعض العوائق قد تواجه الطالب في الليلية عندما تحكم ظروف عمله عدم انتظامه في الدارسة، اما الطالب سعد عبلان فيقول:
لا توجد عوائق كبيرة تواجه الدارسين في الليلية حيث يبذل مسؤلو المركز جهودهم لتذليل الصعوبات اذا وجدت ولكن اود من خلال هذا المنبر الاعلامي ان أشير الى صعوبة بعض المناهج الدراسية في مركز تعليم الكبار وعدم تطويرها وتجديدها حتى تتلاءم مع مستوى الدارسين ونفس الرأي للطالب فهد البهلال حيث يقول يكاد يجمع زملائي الدارسين على صعوبة بعض المناهج وعدم تجديدها وتطويرها أسوة بمناهج المدارس النهارية وأتمنى من المسؤولين تبسيطها وجعلها مشوقة تراعي طبيعة الكبار وخصائص تفكيرهم .
كيف يتعامل المعلم مع طالب المدرسة الليلية
يرى معظم الطلبة في المدارس الليلية ان المعلم مطالب بتعامل خاص مع طالب المدرسة الليلية يتناسب مع عمره ووضعه الاجتماعي حيث يقول الطالب سعود الدريوش انه مما لاشك فيه ان تعامل المعلم مع طالب الليلي يختلف عن تعامله مع طالب المدرسة الصباحية بحيث ينبغي على المعلم ان يعامله معاملة خاصة تناسب سنه ووضعه في مجتمعه ولا يضعه في مقارنة مع غيره فمثلا المعلم الذي يتولى تدريس ابنك في الصباح ويتولى تدريسك في المساء هل سيعاملك مثل معاملته لابنك؟ بالطبع لا.
ويرى الطالب شايع المسعر ان تعامل المعلم مع طلاب المدارس الليلية يختلف عن تعامله مع طلاب مدارس الصباحية لان طلاب المدارس الليلية عادة يكونون من كبار السن الذين يدركون قيمة المعلم واهمية احترامه ومن هنا فالمعلم مطالب بالتعامل معهم على هذا الاساس، بينما يقول الطالب فهد البهلال: ان معاملة المعلم لطالب المدرسة الليلية تختلف اختلافا كبيرا عن معاملة طالب المدرسة النهارية حيث ان معاملتهم مع هؤلاء الكبار تتسم بالاحترام وتعزيز الثقة بالنفس والود والمحبة بين الدارسين ومعلمي المدرسة.
اما الطالب سعد المطيري فيرى انه لا مقارنة بين تعامل المعلم مع طالب المدرسة الليلية وتعامله مع طالب المدرسة النهارية لان هذه المعاملة مختلفة جدا تبعا لاختلاف خصائصهم واعمارهم وعلاقة المعلم مع طالب المدرسة الليلية مبنية على الاحترام المتبادل وحسن المعاملة من الجانبين, بينما لا يرى الطالبان حمد العمار وبجاد المطيري ان هناك اختلافا ملموسا بين التعاملين.
آراء التربويين ورجال التعليم
* يقول مدير التعليم في محافظة الزلفي الاستاذ خالد بن عبدالعزيز الجريوي:
بداية أثمّن لالجزيرة والقائمين عليها مبادرتهم إلى تفعيل هذا النوع من التعليم، وهي بادرة جيدة تعكس نوعا من التناغم فيما بين التعليم والاعلام وتسعى بالفعل الى تحقيق رؤية تكاملية مبهجة تستحق الثناء والتقدير,، ثم انه ليس يخفى على احد ما توليه حكومتنا الرشيدة من اهتمام ورعاية لقطاع التعليم وتتضح ابعاد هذا الاهتمام بالنظر في مخصصات هذا القطاع في الميزانية العامة للدولة حيث يلمس الجميع آثار الدعم اللامحدود من خلال مجانية التعليم وانتشار المباني المدرسية المنفذة وفق احدث التصاميم الهندسية في كل بقعة من بلادنا الغالية.
وامتدادا لتلك الرعاية الكريمة فتحت فصول تعليم الكبار لتلبي حاجة من لم تسعفه الظروف للاستفادة من برامج التعليم واهدافه السامية حيث يجد الدارس في هذه الفصول ما يحقق تطلعاته من حيث المادة العلمية والمستقبل المشرق باذن الله.
وفي محافظة الزلفي تحققت رغبات المتقدمين لمواصلة دراستهم في مختلف المراحل التعليمية من خلال مركز تعليم الكبار في مقر ابتدائية تحفيظ القرآن الكريم ومتوسطة الزلفي الليلية في مقر متوسطة الملك فيصل وثانوية الزلفي الليلية في مقر ثانوية الملك عبدالعزيز.
اضافة لذلك نحرص نحن في ادارة التعليم على ترشيح المعلمين الاكفاء للتدريس في هذه الفصول باعتبار المعلم ركيزة اساسية في مخرجاتها كما نسعى الى توفير الوسائل التعليمية والمستلزمات الاخرى للمساهمة في تحقيق الاهداف المأمولة بعد توفيق الله.
* بينما يقول الاستاذ محمد بن سعود الحمد مشرف قسم الاختبارات والمعلم بمركز تعليم الكبار ان هذه المراكز الليلية تلقى إقبالاً جيدا من الطلبة المتقدمين للدراسة فيها وذلك يرجع الى عدة اعتبارات منها تقديم مكافأة مالية للطالب بعد التخرج كذلك الطالب عندما يتخرج فانه مؤهل لمتابعة الدراسة والتدريب أضف لذلك اختصار مدة الدراسة في هذا المركز الى ثلاث سنوات دراسية بدلا من ست.
* ويقول رئيس قسم التعليم الموازي الاستاذ احمد بن محمد الحمدان:
يعتبر تعليم الكبار هو التعليم المرادف للتعليم العام وهو وسيلة لمن فاته التعليم في الصغر للحاق بالركب وذلك عن طريق احد مراكز محو الامية ومن ثم مواصلة الدراسة في المدارس الليلية المتوسطة والثانوية وحكومتنا الرشيدة لم تأل جهدا في انشاء هذه المدارس خدمة للعلم واضعة نصب عينها تعليم كبار السن او من فاتهم التعليم في سن مبكرة في المدارس النهارية وذلك بهدف القضاء على الامية.
ولاشك ان وجود ما يقارب 600 طالب في المدارس الليلية خلال اختبارات الفصل الدراسي الاول من هذا العام دليل تأكيد على اهمية هذه المدارس والرغبة الملحة لشبابنا على مواصلة تعليمهم في مراحله المختلفة وتولي ادارة التعليم هذا الجانب من التعليم اهتماما خاصا وتقوم وحسب توجيهات مدير التعليم الاستاذ خالد بن عبدالعزيز الجريوي بجهود حثيثة في سبيل نشر الوعي بين المواطنين للالتحاق بهذه المدارس.
وفيما يتعلق بوضع طلاب المراكز التعليمية يؤكد الاستاذ محمد الحمد ان هؤلاء الطلبة لديهم القدرة الجيدة على الفهم والاستيعاب ولكن بشكل بطيء ما يلبث الطالب ان يتجاوز ذلك من خلال تجسيد المفهوم للطالب باستخدام الوسائل التعليمية التي تخاطب أكثر من حاسة وهم بحاجة لمعاملة خاصة قائمة على الود والاحترام المتبادل وعدم اشعارهم بالنقص وتشجيعهم على طلب العلم من خلال الشهادات والجوائز التشجيعية التي تحفزهم على ذلك.
ويضيف: هناك بعض الميزات التي حظي بها طلاب المدارس الليلية كوسيلة من وسائل التشجيع قدمتها لهم لائحة تقويم الطالب وهي انها اتاحت لهم الفرصة في دخول اختبارات الدور الثاني مهما كان عدد مواد الرسوب.
ولكن لا يمنع ذلك من القول ان مناهج تعليم الكبار بحاجة الى التطوير في المضمون لا في الشكل وفي رأيي كمختص في مادة الرياضيات ومعلم لها ان هناك ضرورة لتسهيل منهج هذه المادة من خلال تبسيط الاعداد في التمارين والمسائل اللفظية وكذلك اضافة موضوع في المنهج عن كيفية استخدام الآلة الحاسبة حتى تساعدهم في حياتهم العملية تجارية كانت أم علمية.
آراء مديري المدارس الليلية
* مدير المدرسة الثانوية الليلية الاستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الملحم اكد ان اقبال الدارسين على الدراسة الليلية لا بأس به وهو في تزايد مستمر حيث تم تسجيل قرابة 350 دارساً هذا العام 1420ه ما بين منتظم ومنتسب وهذا عائد لاسباب من اهمها انتشار العلم في كل بقعة من بلادنا الغالية والتطور المستمر في العلوم والمعارف والتقنيات الحديثة اضافة لاهتمام وحرص حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين رائد التعليم حفظه الله على تعميم التعليم على جميع ابناء هذا الوطن العزيز.
كما ان لطموح الدارسين لرفع مستواهم العلمي والوظيفي دور في ذلك.
من جانبه اوضح مدير المتوسطة الليلية في الزلفي الاستاذ عبدالله بن علي الغانم ان الدراسة في المدارس الليلية تختلف في الاقبال عليها ما بين الطالب المنتظم والطالب المنتسب (المنازل) حيث ان الاقبال على الدراسة بطريقة الانتظام يقل عن الانتساب وذلك لكون الانتظام يلزم الدارس بالحضور يوميا واذا تجاوز غيابه 25% من الليالي الفعلية المطلوب حضورها حرم من دخول الاختبار ولذا كان الاقبال على هذا النوع قليلاً لانشغال الدارسين وكثرة ارتباطاتهم العائلية والعملية.
اما الدراسة عن طريق الانتساب (المنازل) فالاقبال عليها اكثر لكون الدارس غير ملتزم بالحضور الا لاداء الاختبارات عند نهاية كل فصل دراسي.
* مديرمركز تعليم الكبار الاستاذ ابراهيم بن عبدالعزيز الملحم يقول:
ان الاقبال على المدارس الليلية جيد ومشجع ويستقطب الكثير من سكان البوادي ممن فاتهم قطار التعليم من كبار السن والحضور اليومي جيد بالنسبة لاعمال الدارسين وارتباطاتهم وادراكهم لدور العلم والتعليم في هذا العصر وتهيئة الجو الدراسي لهم يجعلهم لا يترددون في الانخراط في هذه المدارس.

المدارس الليلية
أعادت الآمال للدارسين
يقول الاستاذ الملحم مدير الثانوية الليلية ان المدارس الليلية قد ساهمت اسهاما منقطع النظير في تشجيع ابنائنا الدارسين الذين فاتهم قطار التعليم على مواصلة دراستهم حتى يحققوا طموحاتهم المستقبلية ويؤيده على هذا الرأي الاستاذ الغانم مدير المتوسطة الليلية ويضيف ان وجود هذه المدارس ساعد كثيراً من المواطنين الذين فاتهم ركب التعليم في سن التعليم المبكر لظروف واسباب معينة فلما افاقوا وحسوا بضرورة العلم وندموا على تفريطهم في ترك التعليم في سنواتهم الاولى او انهم لم يتح لهم التعليم لظروف ما ثم زالت تلك الظروف والعوائق وجدوا في تلك المدارس التي هيأتها لهم حكومتنا الرشيدة طلبهم وسد حاجاتهم واشباع رغباتهم وتحقيق طموحاتهم.
اما مدير مركز تعليم الكبار الاستاذ ابراهيم الملحم فيقول: ان القائمين على المركز يبذلون جهودا حثيثة في سبيل احتواء الدارسين وتهيئة الجو الدراسي الملائم لهم مع مراعاة اعمارهم وخصائصهم ومساندتهم على التغلب على الظروف والعقبات التي تحول دون مواصلة الدارس لمشواره العلمي ومن هنا نلمس لدى بعض الدارسين الحماس والرغبة في مواصلة الدراسة وعدم التوقف عند مرحلة معينة املا في الحصول على الشهادة الجامعية ويتضح ذلك من خلال حرص الدارس وتفاعله وانتظامه في الدراسة مستفيدا من هذا المنبر الذي اتاحته الدولة وفقها الله له.

رغبات وطموح لدى الدارسين
يقول مدير الثانوية الليلية الاستاذ عبدالعزيز الملحم ان اغلبية الدارسين لديهم الرغبة الشديدة لمواصلة دراستهم ولديهم طموحات عالية جدا فمنهم من يرغب المواصلة حتى الحصول على مؤهل عال مثل الشهادة الجامعية او أعلى منها ولكن هناك منهم من لا تساعده ظروفه العملية على ذلك ومن ثم يتوقف عند مرحلة معينة لهذا السبب ولكن البعض منهم يحاول التغلب على ظروفه ويعاود مواصلة دراسته مرة اخرى.
* اما الاستاذ عبدالله الغانم مدير المدرسة المتوسطة فيقول: سبق ان اشرت إلى ان طلبة المنازل يزيد عددهم على طلبة الانتظام وهؤلاء المنتسبون يكون عددهم عند التسجيل في بداية العام كثيرا وعند بداية اختبارات الفصل الاول الدراسي يبدأ هذا الجمع بالعد التنازلي حتى اذا جاءت اختبارات الفصل الثاني استقر العدد عند عدد يقل عن بداية العام ولعل مرد ذلك الى كثرة ارتباطات الدارسين بأعمالهم وعوائلهم ومن هنا لا يستطيعون مواصلة الدراسة الثانوية او الجامعية الا فئة قليلة منهم سواء كانوا منتظمين او منتسبين.
عوامل مشجعة على المواصلة
يؤكد مديرو المدارس الليلية ان هناك بعض العوامل المشجعة التي ساعدت الدارسين في المدارس الليلية على الانخراط في الدراسة والاستمرار فيها حتى الحصول على شهادات عليا ويحدد الاستاذ عبدالعزيز الملحم هذه العوامل بعوامل ثلاثة اولها توقيت الدراسة في الفترة المسائية مما يساعد الدارسين على قضاء اعمالهم طوال اليوم وكذلك انتشار الوعي التعليمي لدى المجتمع السعودي بالاضافة الى دور جهة عمل الدارس في تشجيعه على الدراسة حيث تمنحه اجازة اختبار.
* اما الاستاذ عبدالله الغانم فيقول: ما عليه الدراسة الليلية حاليا هو في حد ذاته تشجيع للدارسين وتسهيل لامورهم الدراسية لمن اراد منهم التعليم والاستفادة والحصول على مؤهل علمي ممن فاته ذلك ولديه الرغبة الاكيدة لتحقيق هذا الطموح وقد هيئت لهم المدارس وفتحت ابوابها لاستقبالهم ليلا بعد فراغهم من اعمالهم الوظيفية والخاصة وكذلك هيىء لهم المعلمون والكتب الدراسية وما الى ذلك من مستلزمات واحتياجات كما المدارس النهارية تماما ولا ارى ان هناك عوائق تحول بينهم وبين مواصلة الدراسة سوى ما تعودوا عليه من الراحة ونحن لا ننكر ان لديهم اعمالا ووظائف حكومية او اعمالا خاصة وارتباطات مع الاهل والاولاد لكن الامر يحتاج الى جد واجتهاد ومثابرة والصبر على المشاق والانتظام في الحضور للمدرسة وتكريس الجهد في المذاكرة والاطلاع وقد قال الشاعر:
واذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الاجسام
* من جانبه اوضح الاستاذ ابراهيم الملحم ان اهم الوسائل المشجعة للدارسين توفير المناخ الملائم لهم وبث الثقة في النفس ومساعدتهم في التغلب على ظروفهم الاجتماعية بالاضافة الى استخدام اساليب التعزيز المناسبة كشهادات الشكر والتقدير والهدايا كما كان لحرص الدولة حفظها الله على صرف مكافأة للدارس بعد تخرجه اثره الفاعل في نفوس الكثيرين منهم.

الطلبة والانتظام في الدراسة
يؤكد مديرو المدارس الليلية على ان طلبتها لا يختلفون في الانتظام والحرص على الدراسة عن زملائهم طلاب المدارس النهارية وكذلك الحرص على التحصيل العلمي والتفوق حيث يقول مدير الثانوية الليلية: ليس هناك فروق ملحوظة بين الدارسين في المدارس الليلية او النهارية من حيث الانتظام والحرص على التفوق العلمي بل انني ألمس من بعض الدارسين الحرص منقطع النظير على مواصلة الدراسة ولديهم طموحات عالية جدا ويوافقه الرأي مدير المتوسطة الليلية اذ يقول: لا ارى ان هناك فرقا كبيرا بين طلبة الليل وطلبة النهار من حيث الانتظام والحرص على الحضور الىالمدرسة وكذلك التفوق العلمي فليس طلب العلم موقوفا على فئة دون اخرى وليس لطلب العلم سن معينة يقف عندها الطلب والتحصيل وهذا عائد لمدى حرص الطالب وجده في الدراسة واذكر في هذا السياق انني عندما كنت في الجامعة ان الذي حصل على الترتيب الاول على طلاب احدى السنوات كان منتسبا فما اغنى عن المنتظمين حضورهم واستماعهم.
ولا يختلف مدير مركز تعليم الكبار عن زميله حول هذا الرأي اذ يرى ان الطالب في المدرسة الليلية تجده حريصاً كل الحرص على الحضور اليومي ما لم يمنعه ظرف قاهر وكذلك هو مجتهد ومثابر في التحصيل العلمي شأنه بذلك شأن طالب المدرسة النهارية.

أما بعد
وفي ختام لقاءات الجزيرة مع المسؤولين ومديري المدارس الليلية اكد الجميع لنا بان هذه المدارس تعتبر فرصة ثمينة لكل مواطن فاته التعليم في صغره او حكمت ظروفه بان ينقطع عن مواصلة دراسته وان يستغلها للعودة للمواصلة والنيل من منابر العلم والمعرفة فهي اليوم سلاح مهم في حياة كل فرد والدولة وفقها الله ورعاها لم تبخل على كل فرد من ابناء شعبها في جميع مجالات الحياة وخصوصا مجال التعليم والذي يحظى باهتمام خاص وعناية كبيرة وكل أبوابه مفتوحة للجميع وعلى كل من انقطع عن دراسته ان يتأكد عما وصل اليه زملاؤه الذين زاملوه في بداية الطريق اين هم الان وما وصلوا اليه في حياتهم العملية والعلمية ويحاول ويبذل ما يستطيع للحاق بهم متمنين للجميع النجاح والتوفيق.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تربية وتعليم

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved