Sunday 9th April,2000 G No.10055الطبعة الاولى الأحد 4 ,محرم 1421 العدد 10055



مستعجل
نعم,, للنقد الهادف,, ولا,, للتشنج,,!!
عبدالرحمن السماري

** بعض الكتاب أو الصحفيين,, أو ربما القراء,, عندما يكتب لينتقد إحدى الجهات في خطأ معين,, أويتحدث عن جانب قصور أو أي سلبية كانت لتلك الجهة,, فإنه يتحول من النقد المنطقي المعقول لهذه السلبية,, إلى حرب شرسة شاملة على تلك الجهة,, وينسف كل نجاحاتها ووجودها,, ويتندر عليها,, ويصورها أمام المتلقي وأمام القارىء,, بأنها لم تعمل أي شيء,, وأنها كتلة من الفشل والعجز والقصور والسلبية,.
**يبدأ في معركة عنيفة,, وينتقي أسوأ العبارات وأشدها عنفاً وشراسة,, ويغمط حقها في أي نجاح.
**لايذكرلها حسنة واحدة,, بل لايكتفي بمجرد غمط الحسنات وطي الإيجابيات ,, بل يعم الحكم على كل مافيها وكل نتاجها بأنه سلبي للغاية,, وسيىء للغاية,.
**لقد قرأت أكثر من مقال,, وأكثر من عمود,, وأكثر من زاوية,, وأكثر من مشاركة قارىء,, كلها تدور في هذا الأفق,, وكلها تتحدث عن أخطاء وسلبيات فقط,, دون أن تذكر أو تتحدث عن هذه الجهة أو تلك بحسنة واحدة.
**وهذا بدون شك,, يتعارض مع أبسط قواعد النقد الهادف البناء,, لأن من حق هذه الجهة أو تلك ,, أن تبرز بعض إيجابياتها,, وتبين نجاحاتها وحسناتها,, ثم تأتي على هذا الخطأ أو تلك السلبية,, أو الغلطة وتتحدث عنها بموضوعية ووضوح,.
** ثم ان هناك أيضاً,, بعضاً من هؤلاء الذين اشرت لهم من كتاب وصحفيين وقراء,, عندما يتحدث عن هذه السلبية او تلك,, فإنه يشطح به الطرح,, ولايدع في قاموسه عبارة سيئة أورديئة,, إلا ويذكرها,, وكأن هذه الجهة كلها هكذا,, أو كما صورها,.
**يتجنب النقد الهادف,, ويتجنب العبارات الهادئة,, ويتجنب الطرح الموضوعي,, ويتحول الموضوع من نقد هادف إلى موضوع مشتنج,, وهجوم شخصي كاسح,, لايؤدي غرضاً,, ولايخدم غاية,, ولايحقق أي نتيجة سوى الإساءة لهذه الجهة والاساءة للصحافة والاساءة للكاتب نفسه وغمط جهود الآخرين.
** نعم,, ماذنب المخلصين المجتهدين الناجحين في هذه الجهة عندما نغمط حقوقهم؟
** وماذنب هذه الجهة,, عندما يتم تجاهل جهودها ويتم تصويرها بهذا الشكل البشع؟!
**ثم ماذنب القارىء,, عندما تساق له معلومة مضللة مكذوبة ومبالغات لا أساس لها؟
** أين الموضوعية في الطرح,, وأين الامانة الصحفية,, وأين الصدق؟!.
**نعم ,, للنقد,, ونعم,, لإظهار الحقيقة,, ولكن,, ليكن ذلك موضوعياً,, صادقاً,, هادفاً,, هادئاً,, حتى يحقق الغاية المطلوبة من طرحه.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تربية وتعليم

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved