Sunday 9th April,2000 G No.10055الطبعة الاولى الأحد 4 ,محرم 1421 العدد 10055



بدء اجتماعات المجلس الوزاري بدول مجلس التعاون
الأمير سعود الفيصل يدعو إلى تحقيق غايات وطموحات قادة وشعوب المجلس وفق التصور المطروح

* جدة واس
عقد المجلس الوزاري لوزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد ظهر أمس أعمال دورته الرابعة والسبعين بقصر المؤتمرات في جدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وحضور الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جميل بن ابراهيم الحجيلان.
وقد رحب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بوزراء الخارجية في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية
وقال سموه :يطيب لي ونحن نستهل أعمال الدورة الرابعة والسبعين لمجلسنا الوزاري أن أرحب بكم أجمل ترحيب في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية واتطلع معكم الى تناول المواضيع المطروحة على جدول أعمالنا آملاً ان تتكلل جهودنا بما يسهم في دفع مسيرة التعاون والتعاضد فيما بين دولنا وشعوبنا ازاء مختلف القضايا والمشكلات التي نواجهها.
وانتهز فرصة حلول العام الهجري الجديد لارفع باسمي واسمكم جميعاً أسمى آيات التهاني وأطيب التمنيات لاصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس داعياً المولى العلي القدير ان يجعله عام خير وبركة على بلداننا وشعوبنا والأمة العربية والاسلامية جمعاء.
أيها الأخوة,.
يكتسب اجتماعنا الحالي أهمية خاصة لكونه اللقاء الوزاري الأول الذي يعقب اجتماع قادتنا في قمة الرياض الأخيرة وبالتالي تقع علينا مسؤولية وضع قرارات القمة موضع التطبيق وكما هو معلوم فقد أسفرت الدورة العشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن قرارات مهمة ونتائج مثمرة فيما يتعلق بالعديد من القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية على النحو الذي يعكس تصميم قادتنا ويكرس رغبتهم الصادقة في تعزيز مسيرة مجلس التعاون ويؤكد عزمهم الأكيد على مواكبة المتغيرات والمستجدات الاقليمية والدولية.
وفي هذا الاطار فقد أولى قادتنا اهتماماً خاصاً بالشأن الاقتصادي حيث استعرضوا الخطوات التي تم اتخاذها بشأن اقامة الاتحاد الجمركي لدول مجلس التعاون كما توصلوا إلى قرارات مهمة حول البدء في التحرك لتحقيق هذا الهدف وحددوا الاسلوب الذي يتعين اتباعه فيما يتعلق بتعديل الرسوم الجمركية بغية الوصول إلى تعرفة جمركية موحدة.
كما تضمن البيان الختامي للقمة العشرين جملة من الخطوات المحددة الكفيلة بتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري اضافة إلى العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة الاقتصادية الخليجية.
وأبرزت القمة كذلك أهمية بلوغ مرحلة الصوت الخليجي الموحد في مواجهة التكتلات والتجمعات الاقتصادية العالمية.
وأما هذه الرؤى والتطلعات فان علينا بذل الكثير في سبيل تحقيق غايات وطموحات قادتنا وشعوبنا وفق التصور المطروح أضف إلى ذلك فان أي انجاز نحققه في اطار توحيد انظمتنا الاقتصادية وزيادة تعاوننا التجاري لابد وأن يترتب عليه تعزيز موقفنا التفاوضي مع التجمعات الدولية وعلى سبيل المثال الاتحاد الأوروبي حيث ما زالت المفاوضات مع هذه الكتلة الاقتصادية المهمة تراوح مكانها منذ سنوات ويحدونا الأمل في أن نصل مع الأوروبيين خلال اللقاء الوزاري المقبل في بروكسل الى تفاهم يحدد الخطوات العملية والفعلية نحو التوصل إلى اتفاق انشاء منطقة للتجارة الحرة.
الأخوة الكرام,.
ما زالت عملية السلام في الشرق الأوسط تواجه صعوبات وتحديات تعيق مسيرتها وتحول دون بلوغها هدف السلام العادل والشامل المستند على قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام.
ان الفشل الذي منيت به اجتماعات جنيف الأخيرة بين الرئيسين الأمريكي والسوري ليس له أي تفسير سوى استمرار تعنت الموقف الاسرائيلي وعدم استجابة اسرائيل لمتطلبات العملية السلمية في الوقت الذي يواصل العرب فيه تمسكهم بهدف السلام كخيار استراتيجي لا رجعة عنه باذلين في سبيل تحقيق هذا الهدف كل ما يستدعيه من مرونة ومبادرات وعليه فان ما نتوقعه ونأمله من الأطراف المؤثرة والفاعلة في المجتمع الدولي التحرك لوضع الأمور في نصابها خاصة لجهة اشعار اسرائيل ان علاقاتها مع الاطراف الدولية لابد وان تتأثر سلباً من جراء هذا المسلك وان اسرائيل اذا ما ارادت اثبات جديتها ومصداقيتها تجاه عملية السلام فانها مطالبة بالتوقف عن شن أي اعتداءات على لبنان والانسحاب غير المشروط من جنوبه وبقاعه الغربي وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 425 واذا ما مضت اسرائيل قدما في تنفيذ قرارها المعلن بالانسحاب من جنوب لبنان في يوليو القادم فان عليها ان تدرك ان مثل هذا الانسحاب يجب ألا يترتب عليه تحميل لبنان ما يسمى بأمن شمال اسرائيل فاذا كان هدف اسرائيل تحقيق الأمن الشامل لها فان هذا الهدف لا يمكن ان يتأتى إلا في اطار السلام الشامل المستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام والذي يستلزم في حالة الجولان السوري الانسحاب الكامل حتى حدود الرابع من حزيران 1967م.
ومن ناحية أخرى فان اسرائيل مطالبة بالتوقف عن اتخاذ أي اجراءات وسياسات احادية الجانب فيما يتعلق بمدينة القدس الشريف بغية تغيير هويتها والاخلال بالتركيبة الديمغرافية لهذه المدينة المقدسة.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتقدم عملية السلام في ظل استمرار الاستيطان الاسرائيلي الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لاحكام القانون الدولي ونصوص اتفاقيات جنيف فالسلام في صيغته العادلة والشاملة يتطلب الكف الفوري عن بناء أي مستوطنات جديدة وازالة ما هو قائم منها اضافة إلى القرار الصريح بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني خاصة حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم.
ايها الاخوة,.
ان هدف تحقيق الامن والاستقرار في منطقتنا مازال مرتبطا بوفاء الحكومة العراقية بالتزاماتها كاملة ازاء قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة والتي هي في نفس الوقت السبيل الامثل لتخفيف المعاناة عن شعب العراق الشقيق والاسلوب الاجدى للحفاظ على استقلال العراق ووحدة اراضيه وسلامته الاقليمية وهو الامر الذي نوليه كل اهتمام وحرص فالعراق مطالب اليوم كما طالبناه بالامس باثبات نواياه السليمة عن طريق التجاوب الدقيق والامين مع القرارات والمبادرات العربية والدولية والتعاون التام مع الامم المتحدة ولجانها المعنية بالشأن العراقي والآثار المترتبة على العدوان على دولة الكويت الشقيقة.
ايها الاخوة,.
تشكل علاقات دول المجلس مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ركيزة اساسية في امن واستقرار منطقة الخليج ومن هذا المنطلق فقد حرصت دولنا جميعا على ان تكون هذه العلاقات مستندة على مبادىء حسن الجوار والاخوة الاسلامية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية والاخذ بالطرق السلمية كأسلوب لحل المنازعات بين الجانبين وقد جاء تشكيل اللجنة الثلاثية المعنية بتهيئة الاجواء المناسبة لبدء المباحثات المباشرة بين ايران ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة لتجسيد هذا التوجه.
واننا نتطلع في هذا الصدد الى تعاون مثمر من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية مع اللجنة وزيادة فرص نجاحها ولوصولها الى الهدف المأمول من وراء انشائها.
وفي الختام لا يسعني الا ان اكرر ترحيبي البالغ بكم وتمنياتي الخالصة بأن نوفق في معالجة المواضيع المطروحة امامنا في هذه الدورة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك عقدت الجلسة المغلقة.
كان اصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد وصلوا امس الى جدة لحضور اجتماعات المجلس الوزاري الدوري الرابع والسبعين.
فقد وصل كل من معالي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الكويت ومعالي الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وزير الخارجية في دولة البحرين ومعالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية في سلطنة عمان ومعالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير خارجية دولة قطر ومعالي وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة راشد بن عبدالله النعيمي.
وكان في استقبالهم بمطار الملك عبدالعزيز الدولي صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جميل بن ابراهيم الحجيلان ومدير عام المراسم بوزارة الخارجية السفير عبدالرحمن النويصر ومدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة السفير احمد محمد مؤمنة وسفراء دول مجلس التعاون لدى المملكة وعدد من المسؤولين.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تربية وتعليم

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved