Sunday 9th April,2000 G No.10055الطبعة الاولى الأحد 4 ,محرم 1421 العدد 10055



الجزيرة تستعرض الدراسة
باحث يطور نموذجاً رياضياً لتدفق الحجاج من عرفات إلى مزدلفة
د, الحبوبي لـ الجزيرة : بإمكان مليوني حاج الانتقال من عرفات إلى مزدلفة خلال ساعتين و50 دقيقة

* حوار: تركي القحطاني
** لا يخفى على الجميع الخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لحجاج بيت الله الحرام وهي جهود جبارة يرفع الحاج يديه دعاء لله بأن يجزي المملكة وقيادتها خيرا ويزيدهم من فضله على ما تقدمه من خدمات كبيرة وجليلة في سبيل التيسير على الحجاج في أداء مناسك حجهم ومن هذه الخدمات انتقال الحجاج بين المشاعر المقدسة فقد قامت الدولة أيدها الله بتعبيد الطرق وشق الانفاق والعمل على انتقال الحجاج بكل يسر وسهولة.
وفي هذا الصدد ونظرا لزيادة تدفق الحجاج عند افاضتهم من عرفات الى مزدلفة وطول مدة الانتقال اجرى الباحث الدكتور محمد بن حسين الحبوبي استاذ هندسة النظم المشارك بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن دراسة علمية بحثية لايجاد الحل الامثل لانتقال الحجاج من عرفات الى مزدلفة في وقت قياسي قصير وبأقل التكاليف مستيعنا في ذلك بتطوير نموذج رياضي ودراسة تطبيقية له متوصلا الى عدة نتائج تخدم وتعمل على تحقيق هدف الدراسة آخذا في عين الاعتبار توفر عدة عوامل الكثير منها متحقق في هاتين المنطقتين المقدستين.
الجزيرة التقت الدكتور الحبوبي لتسليط الضوء على مضمون هذه الدراسة ومنهجيتها وما توصلت اليه فالى تفاصيل الحوار الذي اجريناه معه:
* ماهي حيثيات الدراسة والفكرة الاساسية التي انطلقت منها للقيام بهذه الدراسة؟
نظرا للزحام المعتاد عند تدفق الحجاج وانتقالهم من عرفات الى مزدلفة وما يترتب على ذلك من تأخير ففكرت بحكم تخصصي وبعد مشاركتي في ندوة النقل في الحج التي كانت تنظمها وزارة المواصلات سنويا فخطر ببالي وكمساهمة متواضعة مني والتي يفرضها علي انتمائي لهذا البلد المعطاء الذي تحمل على عاتقه خدمة ضيوف الرحمن وقبل ذلك وبعده كباحث متواضع مسلم يؤدي واجبه تجاه اخوانه المسلمين ففكرت بايجاد افضل السبل واسعى لذلك بدراسة علمية بحثية تطبيقية تعمل على ايجاد افضل السبل لانتقال الحجاج في وقت قياسي قصير.
ومن المعلوم ان هناك 11 طريقا تصل عرفات بمزدلفة 2 منها للمشاة و9 للمركبات والحافلات وفي كل طريق يوجد اكثر من مسار على مسافة 8 كيلومترات تقريبا المسافة بين عرفات ومزدلفة فكانت فكرة البحث فصل مسارات المركبات الصغيرة ذات حمولة 9 اشخاص عن مسارات الحافلات والمشاة في كل طريق ودراسة افضل واقصر الاوقات مع كل وسيلة نقل كذلك انشاء حركة ترددية للحافلات للاستفادة منها اكثر في تنقل الحجاج بالاضافة الى فكرة زيادة طاقة الحافلات لاستيعاب اكبر قدر ممكن من الحجاج وذلك بازالة المقاعد الموجودة فيها وتنظيمهم وقوفاً وقد اعددت بحثا منفصلا بصدد هذا الموضوع وهو في طور الاعداد الآن.
* حبذا لو تطلعوننا على أهم الأهداف التي تسعى الدراسة لتحقيقها؟
أهم أهداف الدراسة هو زيادة تدفق الحجاج بالساعة بطريقة هندسية بحتة هندسة المرور وبأقل التكاليف ومما تجدر اليه الاشارة هو ان هناك اقتراحات بايجاد قطارات او مسارات كهربائية ولكنها باهظة الثمن بعكس الطريقة التي توصلت اليها هذه الدراسة والتي ارى انها اقل تكلفة لنقل الحجاج بحكم وجود الطرق والتكلفة شاملة أماكن استراحات ودورات مياه ومياه شرب للمشاة.
واما بالنسبة للحافلات المطورة سوف تكون تكلفتها في ازالة مقاعدها واعادتها واجور سائقيها ووقودها وصيانتها فقط.
* ماهي أهم مضامين دراستكم وما منهجيتها؟
الدراسة عبارة عن تطوير نموذج رياضي الهدف منه زيادة التدفق في وقت قياسي وبطريقة مثلى وتقليل تكلفة انتقال الحجاج ويتكون هذا النموذج الرياضي من معادلات رياضية لتمزجة تحرك الحجاج عبر الحافلات والمركبات الصغيرة والدراجات الهوائية التي تعتبر اقل تكلفة في وسائل المواصلات الحديثة وكذلك عن طريق المشي.
وقد تم تطبيق النموذج الرياضي بأوقات مختلفة خلال انتقال الحجاج من عرفات الى مزدلفة للتوصل الى الوقت الأمثل والقصير وبالاستعانة ببعض المعلومات عن اعداد وسائل النقل والمشاة تم تطبيق الدراسة على اعتبار ان هناك 10 آلاف حافلة و50 ألف خمسين الف مركبة وأكثر من 400 ألف حاج يستخدمون طرق المشاة وقبل اعتبار ان الحجاج جميعا 2 مليون حاج.
وباستخدام بعض المعلومات من هندسة المرور تبين ان تدفق المشاة عبر طريق واحد هو 2400 شخص بالساعة و1125 باصاً في الساعة و2360 دراجة هوائية في الساعة و1800 مركبة صغيرة في الساعة وتم تقدير التكلفة لنقل الحاج بين عرفات ومزدلفة الى 114 ريال للدراجات الهوائية والسبب في ارتفاع التكلفة هو سعر شراء الدراجة الهوائية.
* اذن ماهي أهم النتائج التي توصلت اليها في هذه الدراسة في سبيل ايجاد الحل الأمثل لانتقال الحجاج من عرفات الى مزدلفة؟
بعد حل النموذج الرياضي بأوقات مختلفة تتراوح ما بين ساعتين وخمسين دقيقة و6 ساعات وبناء على كل وقت تختلف النتائج فتم التوصل الى انه من الممكن تدفق 765 ألف بالساعة من الحجاج بين عرفات ومزدلفة يتم نقلهم خلال ساعتين و50 دقيقة ويتم استخدام 3 طرق للمشاة واربع طرق للحافلات المطورة بمعنى استخدام اربع طرق للذهاب واربع طرق للاياب ومعدل تكلفة نقل الحاج 18 ريال سعودي منهم قرابة 200 ألف حاج في الساعة يستخدمون طرق المشاة بينما الباقي عبر الحافلات المطورة.
كما تم التوصل الى جدوى الدراجات الهوائية بالرغم انها اقل كلفة في وسائل المواصلات الحديثة ولكن السبب ارتفاع تكلفتها في الحج لسعر شرائها.
وكذلك عدم جدوى المركبات الصغيرة ذات حمولة 9 اشخاص لحصر الطرق للمشاة والحافلات المطورة ومن النتائج ان سرعة المشي 6,3 كيلو متر في الساعة مما يعني ان قطع المسافة بين عرفات ومزدلفة يقارب الثلاث ساعات بينما تكون سرعة الحافلات المطورة 64 كلم في الساعة وبذلك يمكن قطع المسافة خلال مدة عشرة دقائق كل هذا يحدث في ظل شروط معينة منها ان الحافلات القادمة ممكن دخولها مزدلفة بدون عوائق مرورية مثل الزحام وكذلك بالنسبة للمشاة ومن ضمن الشروط ان تكون المسارات متشابهة من حيث الطول والرصف والانحدار والهبوط وامكانية التحكم بخروج الحافلات والمشاة وتحديد المسارات لكل منها.
ومن المقترح هو انه يجب اعادة تخطيط منطقة مزدلفة لكي تستوعب الحركة المرورية القادمة من عرفات وهذا مما دعاني ايضا لعمل بحث ودراسة علمية اخرى للتفصيل في هذا الموضوع,.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تربية وتعليم

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved