Sunday 9th April,2000 G No.10055الطبعة الاولى الأحد 4 ,محرم 1421 العدد 10055



شدو
ثقافة الأقطاب وثنائية التنافر!
د, فارس الغزي

لماذا تبدو الحياة مقسمة، في الغالب، على ثنائيات متضادة ومتنافرة؟ ، لماذا نغفل ما يقبع بين تلك الثنائيات، أو بالأصح ماذا أبقينا في الوسط؟ حسناً، دعونا أولاً نستعرض أمثلة من بعض تلك الثنائيات ومن ثم نرى مدى خسارتنا لما يقبع في ذلك الوسط : بياض أو سواد ,, جمال أو قبح ,, غباء أو ذكاء ,, كرم أو بخل ,, حب أو كراهية ,, وعلى ذلك فقس، حيث إن القائمة تطول وتطول وتطول,, الآن دعونا وبسبب ضيق الحيز ننتقي عددا من هذه الثنائيات ونحلل، بعجالة، بعضا من حيثياتها:
أما ثنائية البياض والسواد فقد أغفلت أثر بيئتنا برمته، ولم تعط شمسنا الساطعة ما تستحقه من قدرة تلوينية! مما أدى بنا إلى فتح باب استيراد منتجات تبييض البشرة على مصراعيه، إلى درجة أننا نستورد منهم الألوان,, الجسدية طبعا! .
بخصوص ثنائية الجمال والقبح فقد جعلتنا تلك الثنائية نركز على الجمال الخارجي وعلى حساب الجمال الداخلي الذي طالما تغنينا به شعراً ونثراً، بل إن تلك الثنائية قتلت المملوح وخفيف الدم! لدينا مما أدى إلى زيادة حدة الاستهلاك الماسخ جسديا وثقافيا.
وحدّث ولا حرج عن ثنائية الذكاء والغباء والتي حدت! الجميع على التذاكي بغض النظر عن القدرة البيولوجية الحقيقية، فأصبحنا من جرائها مجتمع أذكياء! ، وأغفلنا أن الذكاء عبقرية، والعبقرية جنون، فكثروا مجانينا ، ناسين أو متناسين، أن جلَّ مخترعي العالم كانوا من ضمن متوسطي الذكاء! بل إن ثنائية الذكاء والغباء تلك هي في الحقيقة السبب الرئيس إلى إغفالنا لشريحة اجتماعية مهمة ألا وهي تلك المكونة من بطيئي الفهم ,.
أما ثنائية فوق أو تحت فيكفينا سبر غور أبعادها الإدارية لنرى كيف ركزنا على مركز المدير فأغفلنا الأعمال المهنية وتركناها لقمة سائغة للعمالة الأجنبية!
في الحقيقة، حتى حيواناتنا لم تسلم من أمراض الثنائية، ولنا في ناقة عريمان! التي إن ثارت نارت، وإن بركت ما قامت ، خير مثال على ذلك,, وبالمناسبة: ماذا خسر عريمان من جراء ثنائية ناقته تلك؟!,, طبعا: التأخر عن الوصول إلى المكان المحدد في الوقت المحدد في حال رفضها الانطلاق ، أو الوصول إلى المكان المحدد قبل الموعد المحدد في حال أنها ثارت ونارت! به، وكلا الأمرين في الحقيقة متساويان في السلبية!,, في الختام: ما السر في كوننا دائما ما نبدأ لفظياً بما نعتقد أنه الأفضل : كرم,, ذكاء,, أبيض,, جميل,, فقط لاحظوا الغرابة والنشاز في حال قلنا القبيح والجميل، الأسود، والأبيض، البخيل والكريم,, ووو,,! ، مما يدل طبعا على تأصل الثنائيات في كياناتنا نفسياً! ,, مسكين يا عريمان! .
* للتواصل: ص,ب 4206 رمز 11491 الرياض

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تربية وتعليم

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved