Sunday 9th April,2000 G No.10055الطبعة الاولى الأحد 4 ,محرم 1421 العدد 10055



المنظمات الأهلية والتعليم عن بُعد
د, خليل إبراهيم السعادات*

التعليم عن بعد عملية متطورة غايتها حل المشكلات الرئيسية الناجمة عن وجود فئات راغبة في التعليم لكنها محرومة من ذلك، واذا كان التعليم عن بعد مثله مثل التعليم النظامي التقليدي يستهدف توفير معلومات ومعرفة مهارات للمتلقين او الدارسين فان الفارق بين الاثنين يتمثل في اساليب توصيل المعرفة والمعلومات والمهارات, فالتعليم عن بعد يعتمد على وسائط وعلى انشطة تقنية تحقق ذلك دون توفير الاتصال المباشر والاحتكاك اليومي بين طرفي العملية التعليمية بينما التعليم النظامي التقليدي يستند اساساً على اتصال مباشر بين طرفي العملية التعليمية اي الطالب والمدرس، جاء ذلك في ثنايا دراسة بعنوان دور القطاع الاهلي في دعم مجهودات التعليم عن بعد وذكرت ان التعليم عن بعد يستند الى تطور في تكنولوجيا الاتصال والتي تقوم بدور الميسر والمدعم لعملية نقل المعلومات والمعرفة والمهارات, وقد شهد القطاع الاهلي في العقدين الماضيين تطورات متعاظمة كمية وكيفية.
والتطور الذي لحق بالقطاع الاهلي في اغلب الدول العربية قد ارتبط بشكل كبير بمتغيرات دولية واقليمية البعض منها سياسي والبعض الآخر اقتصادي واجتماعي وثقافي, من اهم هذه المتغيرات انهيار الاتحاد السوفييتي ودول اوروبا الشرقية وانتقال العالم الى هيمنة القطب الواحد وما ارتبط بذلك من تغيرات اقتصادية والتحول الى القطاع الخاص في معظم دول العالم, ومن ثم فقد بدأت المنظمات الاهلية او ما يعرف باسم المنظمات غير الحكومية كآلية تسهم في عملية التحول نحو الخاص ونحو التعامل ومع الآثار السلبية للسياسات الاقتصادية, ومن الناحية السياسية فان العولمة قد ادت الى توافق عالمي حول مجموعة من المبادىء الديمقراطية واحترام الحريات وحقوق الانسان، وفي هذا الاطار كانت المنظمات الاهلية آلية العولمة في هذه التوجهات واستفادت كثيراً من مساحة الحرية والفضاء الذي سمح لها بالتحرك فيه, وذكرت الدراسة ان انعقاد مؤتمرات الامم المتحدة العالمية وتنظيم منتديات موازية للمنظمات غير الحكومية قد اسهم في تعميق وعي هذه المنظمات بذاتها وبطبيعة الدور العالمي المسند اليها في نهاية قرن وبداية قرن جديد، وكان ايضاً للمتغير التكنولوجي آثار ايجابية على تفاعلات وعلاقات المنظمات غير الحكومية عبر الحدود التقليدية، وبدا ذلك واضحاً في تشكيل شبكات عالمية قطاعية ونوعية تتسم بأنها عبر قومية وكأنها تسعى لدور مواز لدور الشركات العالمية متعددة الجنسية التي احتكر القلة منهاالعالم اجمع في السنوات الاخيرة, المتغير الآخر كان نضج الحركات الاجتماعية وتنظميم فئات مختلفة من المواطنين في اطار تنظيمي واحد للدفاع عن فكرة أو قضية مثل حقوق الانسان وقضايا المرأة والتعليم وقدرة هذه الحركات على ان تكون عالمية,, ان المتغيرات العالمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية مدعمة بمتغيرات ثقافية تعكس عولمة الثقافة قد انعكست على الاطار الاقليمي العربي لفعاليات القطاع الاهلي في الكثير من الدول العربية, فالتحول الى القطاع الخاص وما ارتبط به من انسحاب كثير من الدول وتراجعها عن دعم السلع والخدمات الاساسية قد ادى الى تقدم القطاع الثالث اي القطاع الاهلي لدعم الفجوة في اداء السياسات العامة ومن ثم كان من الطبيعي ان تتصاعد بعض الادوار والانشطة مثل الخدمات الصحية, كذلك من الطبيعي ظهور انماط جديدة من المنظمات الاهلية تخاطب قضايا ومتغيرات جديدة ولا شك ان القطاع الاهلي العربي قد استفاد من مساحة الحرية التي ارتبطت بعملية التحول الديمقراطي في بعض الدول العربية، كما ارتبط العالم بشبكات اقليمية ودولية فيما يمكن ان يطلق عليه القرية الالكترونية.
في اطار هذه التحولات والمتغيرات من المهم تقييم فرص وامكانات القطاع الاهلي في الدول العربية فيما يتعلق بدعم مجهودات التعليم عن بعد.
وبالنظر الى طبيعة المنظمات الاهلية كمنظمات تطوعيه غير هادفة للربح ومؤسسية مستقلة وبالنظر الى خبرات هذه المنظمات المتراكمة والبنية الاساسية المتاحة لها يمكن ترشيح عدة مجالات للتعليم عن بعد تستطيع المنظمات الاهلية العمل فيها بفعالية وهي على النحو التالي كما ذكرته الدراسة:
محو الامية ومن خلال اساليب تعليمية جدية تتفق مع التطور الحادث في هذا المجال وكذلك مع طبيعة المتلقين.
تدريب المعلمين على المناهج والمقررات المتطورة خاصة فترات الاجازة الصيفية.
الاسهام في التدريب التحويلي، حيث يحدث تحول في طبيعة بعض الصناعات والانشطة خاصة في ضوء السياسات المتخصصة ويكون هناك حاجة لتأهيل وتدريب العاملين على مجالات متطورة او متغيرة.
الاسهام في التعليم والتدريب لدعم الصناعات البيئية خاصة وان المنظمات الاهلية متاح لها الانتشار في كافة البيئات.
الاسهام في جهود الجامعة المفتوحه خاصة في ضوء صعوبات انشاء جامعة تقليدية وتوفير اعضاء هيئة التدريب وفي ضوء ما هو متوقع عام 2000م من تزايد الطلب الاجتماعي على مقاعد التعليم، وحيث يرتفع عدد المقبلين على التعليم الجامعي.
اذن هناك مجالات متنوعة يمكن للمنظمات الاهلية الاضطلاع بأدوار نشطة فيها ولدعم مجهودات التعليم عن بعد المساهمة فيها وتطويرها وتقديم خدمات تعليمية هادفة لافراد المجتمع.
وعلى الله الاتكال.
* كلية التربية جامعة الملك سعود

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تربية وتعليم

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved