كيف تصنع شحاذاً صغيراً؟

إليك عزيزي الأب عزيزتي الأم بعض النصائح الهامة والحيوية والتي تخول صغاركم دخول معترك الحياة بكل يسر وسهولة، دون الخوف من مصاعب العيش وعراقيل الوظيفة، بل النصائح التالية ستغنيهم عن كل هذا ولن يكلفهم سوى الانخراط في قطيع وما يصير الا الخير ، أما مسؤولياتكم كأرباب أسر فتنحصر في اعداد هؤلاء الأبناء وتهيئتهم بالشكل السليم واللائق الذي يجعلهم يفوزون بقصب السبق في هذا المجال دون منافسة، وقد اعددت لكم النصائح التالية بكل حرص وحدب والتي من شأنها خلق الأبناء الذين تحلمون.
1 ابدؤوا بأنفسكم فالوالد هو المدرسة الأولى والنموذج الأول، اذاً فلتكن أحاديثكم دائما عن حظكم التعس ومواردكم القليلة مقارنة بفلان وعلان من الناس، وعن طموحاتكم الهائلة بالبذخ والثراء تلك الطموحات التي لا يقابلها بالتأكيد كفاح ونشاط وعمل والتزام، بل حالة دائمة من التبرم والسخط، مع اختيار دائم لأقرب الطرق للوصول حتى ولو اضطررت الى قطع الاشارات المرورية دائما فالمهم هو الوصول.
2 اختر له مدرسة مرموقة ومن ثم حدد له أسماء معينة ليقوم بانشاء علاقات صداقة معها، ولا يهمك في هذا الأمر خياراته الشخصية أو ميوله تجاه الأصدقاء، بل لابد أن يدرب ويعد جيدا بالشكل الذي يلغي فيه الأنا ليتحول الى نجم صغير باهت يدور في أفلاك النجوم المشعة.
3 حفظه المطولات الشعرية والقصائد المدبجة حتى ولو لم يفقه أبياتها أو مفرداتها، واجعله يزعق بها دائما بشكل يختلس طفولته ويشوهها عل الله يرزقه بمحفل أو مناسبة ليزعق فيها بهذه الأبيات، فتودع أنت وعائلتك حياة الفقر للأبد.
4 واستنادا إلى النقطة السابقة فلا بأس من أن تواليه بقصائد كبار شعراء البلاط في ديوان الشعر العربي من أمثال المتنبي وابي تمام والبحتري وصولا الى أميرهم شوقي, لكي تدربه كيف يصبح اقصى طموحه هو أن يمتلىء فمه دررا في بلاط الاستجداء .
5 دربه على أن يكون في حالة تأهب وترقب دائمين لجميع المحافل والمناسبات العامة والخاصة، حتى لا يفوته شيء منها والحظ لا يطل في وجه الانسان الا مرة واحدة في جل حياته.
فاذا قمت عزيزي الأب ببعض من هذه النصائح وتركت المجال لخيالك ليخترع المزيد منها بحسب الظرف والحالة، فأبشر بأن هناك شحاذا صغيرا يتبلور بين جنبات منزلك.