الجزيرة تسلط الضوء على تراث المنطقة الجنوبية!

تأتي الزاوية الاسبوعية باتجاه الجنوب والتي يحررها الشاعر/ علي بن مسفر الشمراني كمثال حي على اهتمام صحافتنا المحلية ممثلة في صفحة مدارات شعبية بجريدة الجزيرة وعنايتها بالموروث الشعبي في المنطقة الجنوبية، وتفاعلاً مع ما يكتب في هذه الزاوية وما يبديه محررها مشكوراً من جهد واضح في تسليط الضوء على شعر العرضة الجنوبية لاسيما وهو احد فرسانها المميزين وحباً في ان تستمر هذه الزاوية في تواصلها الاسبوعي احببت ان اشارك بهذه المقالة كمحاولة متواضعة للمساهمة في ابراز هذا الموروث بالصورة الصحيحة خصوصاً اذا علمنا ان شعر العرضة يحتوي على مضامين بلاغية وصور خيالية راقية ينسجها الشاعر في قصيدته بكل براعة واتقان.
ولا ابالغ اذا قلت ان شعر العرضة يشتمل على علم البديع بما فيه من جناس وسجع وتورية,, الخ، بالاضافة الى ما يتضمنه هذا الشعر من تشبيهات ومجازات رائعة فيا حبذا لو يشير كاتبنا العزيز الى شيء من ذلك ويتناوله بموضوعية تامة وحيادية مطلقة بعيداً عن الذاتية ويستخرج لنا ما خفي من المعاني والمفردات الغامضة وموضحاً تلك الصور البديعة التي وردت في قصائد بعض شعراء المنطقة البارزين والذين يتميزون بالبراعة في ايراد المعاني الراقية والمعبرة، فعندما يتم تسليط الضوء على مثل هذه القصائد وتحليلها فان ذلك ولاشك سيساهم في زيادة المعرفة لدى جمهور القراء بهذا الموروث وتفهمه بطريقة صحيحة.
ونحن كقراء نتوق ونتشوق الى قراءة مثل هذه التحليلات خصوصاً اذا كانت صادرة عن شاعر له باع طويل في مجال شعر العرضة ويمتلك القدرة على معرفة خفايا واسرار هذا الفن كمحرر هذه الزاوية.
ومع جمال هذا الموروث واصالته الا انه بدأت ساحات العرضة تشهد ظهور مجموعة من الشعراء الشباب الذين قاموا بادخال الوان جديدة من الالحان وصياغة القصائد لتتوافق معها بداعي التجديد مع ان اغلب هذه الالحان لا تتناسب مع طبيعة العرضة والتي هي عبارة عن رقصات حماسية كانت تؤدى في اوقات الحروب والاصلاح بين القبائل وحفلات الزواج بل ان الاستمرار في القاء مثل هذه القصائد الملحنة قد يساهم في اضاعة جمال هذا الفلكلور وبالتالي التأثير على كيفية ادائه مستقبلاً، ولاشك ان الكاتب قد تطرق الى شيء من هذه المواضيع في اعداد سابقة الا ان بروز هذه الظاهرة بشكل لافت في الآونة الاخيرة يحتاج الى اعادة طرح مرة اخرى.
وفي الختام اتمنى لكاتب زاوية باتجاه الجنوب كل التوفيق كما اشكر القائمين على تحرير صفحة مدارات شعبية لاهتمامهم المتواصل بشعر العرضة, واتمنى من جريدة الجزيرة ان تخصص يوماً من ايام الاسبوع لشعر العرضة ليتمكن عشاق هذا الفن من متابعة ما يستجد على ساحة العرضة من ابداعات الشعراء ومحاوراتهم.
** المحرر
شكراً لمشاعرك يا اخ حسن,, وسترى ما يسرك من خلال هذه الزاوية وملحق التراث بشكل عام ان شاء الله.