مدافع وإداري ورئيس نادي الشباب السابق المخضرم محمد بن جمعة

لقاء - خالد الدوس
طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف عن نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والاجيال، منهم من كانت له بصمات واضحة وإسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل اسماؤهم محفورة في الذاكرة!!
ومن هذا المنطلق حرصت (الجزيرة) على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والاسماء على صفحات كل جمعة.
ضيفنا هذا الاسبوع مدافع فريق شباب الرياض (الشباب حاليا) السابق محمد بن جمعة الحربي الذي كان يعد احد نجوم الرعيل الاول وممن عاصروا الحركة التأسيسية لشيخ الاندية,,
السيرة الذاتية للضيف:الاسم: محمد بن حامد بن جمعة الحربي.
تاريخ الميلاد: 1356ه.
الحالة الاجتماعية: متزوج واب لحامد 35 سنة وفهد 23 سنة ونواف 15 سنة وخمس بنات.
المهنة: موظف متقاعد.
المؤهل: الكفاءة المتوسطة.
بدأ حياته لاعبا في منتصف الحقبة السبعينية مع فريق الثغر (الاهلي حاليا),, ثم انتقل من المنطقة الغربية عقب انتقال الوزارات للعاصمة الرياض وانضم بعد ذلك لفريق الشباب واستمر في تمثيله حتى منتصف حقبة الثمانينيات الهجرية.
كان يعد اول لاعب شبابي يحمل على (معصمه) شارة الكابتنية وكان ذلك في بطولة المنطقة الوسطى عام 1380ه التي حقق الفريق الشبابي كأسها لأول مرة في تاريخه المديد.
وعقب اعتزاله المبكر اتجه للحقل الاداري سنوات طويلة بلغت اكثر من (3) عقود زمنية الى ان تولى رئاسة هذا الكيان الشبابي الذي دلف في عهد رئاسته عالم البطولات والانجازات التي غاب عنها الليث الابيض ردحا من الزمن,كما يعد اول من اشار الى فكرة تغيير شعار نادي الشباب ليصبح لونه الرسمي (الاسود والابيض) بعد ان كان يحمل شعار فريق النجمة (الازرق والبرتقالي) عقب دمج الفريقين في اواخر عقد الثمانينيات واليوم وعبر الحلقة الثانية,, يواصل الشبابي المخضرم محمد بن جمعة حديثه عن تاريخه الرياضي الذي امتد ل4 عقود زمنية وإليكم ما قاله الضيف عبر هذه السطور:
انضمام ابن أحمد للهلال
في النصف الأول من عقد الثمانينات الهجرية,, انتقل رئيس فريق الشباب الشيخ عبدالله بن أحمد لينضم لفريق الهلال بدعم قوي ومباشر من رئيسه آنذاك الشيخ عبدالرحمن بن سعيد,, ولا ريب أن ابتعاد ابن أحمد كشخصية ذات كفاءة إدارية وقدرة مالية تمثل خسارة لشيخ الأندية خلال تلك الفترة,, وبالمقابل حاول (أبو فهد) ضمي معه للهلال ولكني رفضت طلبه نظراً لحبي وميولي التي ضربت جذورها في أعماق قلبي.
الشباب والنجمة والمريخ!!
عانى فريقنا في أواخر حقبة الثمانينات من المشاكل الإدارية وتدهورت أحواله الفنية بصورة مؤثرة وازاء ذلك تقرر دمجه مع النجمة الذي هو الآخر تم دمجه مع المريخ واضحت جميعها تحت مسمى فريق الشباب حسب القرار الوزاري رقم (3) في 18/6/1388ه.
قرار الدمج
الحقيقة عانينا بعد عملية دمج شباب الرياض مع فريق النجمة من وجود مشاكل وحزازات وتنافر بين لاعبي الفريقين وسبب ذلك أننا أخطأنا كشبابيين في عدم ضم واستقطاب عدد من الإداريين بفريق النجمة في البداية فاضطررت بعد أن توليت منصب سكرتير النادي بطلب من الشيخ عبدالحميد مشخص الذي رأس النادي بعد دمجه ,, اضطررت أن أصادق لاعبي النجمة ومنهم فهد بن بريك وعمر حامد (يرحمه الله) وابنا آل الشيخ (عبدالله وعبداللطيف) وسعدا او غيرهم من أجل تقريب النفوس ونبذ الخلاف والحزازات بين اللاعبين لأنهم يمثلون نادياً واحداً وهذه مسؤوليتنا كإداريين!!
نقلة نوعية
من المؤكد بأن رئاسة الشيخ عبدالحميد مشخص لنادي الشباب بعد الدمج كما أشرت أيضاً,, أحدثت نقلة نوعية في المسيرة الشبابية,, ففي أول موسم يخوض الفريق منافساته في عهد تلك الإدارة المثالية وصل لنهائي كأس جلالة الملك لموسم عام 1389ه الذي تأجل وتقرر اقامته في مطلع الحقبة التسعينية ابان افتتاح استاد الملز أمام فريق الأهلي من جدة وخسرنا النتيجة فقط (0/1) والهدف أحرزه مهاجمه سليمان مطر الشهير بالكبش !!
وبالمقابل شكل انضمام عدد من لاعبي النجمة وأبرزهم ابن بريك وسعدا وابنا آل الشيخ وعمر حامد وابن سالم دعماً قوياً لكافة خطوط الفريق الشبابي نظراً لقدراتهم الفنية وامكاناتهم الجيدة.
كأس جلالة الملك
في مشوار الشباب بمسابقة كأس جلالة الملك حققنا أفضل المستويات والنتائج إذ استطعنا أن نهزم منافسنا وعقدتنا فريق الهلال وفي الدور قبل النهائي لعبنا أمام بطل الشرقية (,,,)!! وتمكنا من اجتيازه لنصل لنهائي الكأس في لقاء جمعنا بفريق الأهلي من جدة وفاز علينا بالحظ وبسبب أخطاء المدرب (حسن سلطان).
وأتذكر جيداً أنني قلت للمدرب وقبل المباراة إذا كان وسط الأهلي خلال الربع ساعة الأولى,, بدون فاعلية نهاجمه,, لكنه ظل متمسكاً بقناعته وأصر على اللعب مدافعاً طوال المباراة,, رغم تواضع خطي هجوم ووسط الفريق الأهلاوي وظهر بأسوأ حالاته الفنية في ذلك اللقاء الذي كان بالامكان تحقيق الانتصار وانتزاع الكأس الذهبية لولا أخطاء مدربنا واصراره على طريقة لعبة العقيمة!!
استبدال الشعار!
من الأساب التي دعت لاستبدال شعار الشاب الذي حمل شعار ولون النجمة بعد دمجه (الأزرق والبرتقالي) صعوبة الحصول عليه,, وأتذكر أنني مرة كنت في لندن,, وسعيت لاحضار هذا الشعار فجبت شوارع وميادين المدينة ولم أجده واضطررت أن أذهب لأحد مصانع الأقمشة وتفصيله هناك,, وأمام هذا اقترحت على مجلس الإدارة في عهد الأمير فهد بن ناصر ( يرحمه الله) أوائل التسعينات الهجرية أن يصبح شعار الشباب الأسود والأبيض فظهرت في طريقنا مشكلة تتمثل في أن فريق هجر من الاحساء كان يحمل هذا الشعار (الأسود والأبيض) فحصل في البداية جدل ونقاش ووصل الأمر لمقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب واقترحت أن نضيف اللون الرصاصي بصورة مؤقتة ولم نضعه بصفة رسمية,!!.
الشيخ صالح ظفران!
الشيخ صالح ظفران (يرحمه الله),, أحد رجال الحركة التأسيسية الفاعلين وأبرز الشخصيات الشبابية وممن دعموا مسيرة شيخ الأندية بصورة أكثر اخلاصاً ووفاء وأول من اختار واقترح شعار الفريق في بدايته التأسيسية (الأبيض والأخضر) الذي يمثل شعار الوطن,, بلا شك اعتبره والد الجميع والأب الحاني لنا كلاعبين فمواقفه (يرحمه الله) الأبوية المتعددة تجاه ابنائه اللاعبين تدل على ذلك وأتذكر جيداً أننا إذا عسكرنا في البر كان ومن شدة حرصه على اللاعبين يقوم في منتصف الليل ويتفقد أحوال اللاعبين وهم نائمون فهذا يغطيه بالرداء في ذروة البرد والآخر يسهر على راحته,, باختصار إنه نموذج للإداري الناجح في تعامله واخلاصه وتأدية رسالته الإدارية على أكمل وجه.
دخل السينما
مر شيخ الأندية في فترة من الفترات بظروف مادية حرجة فاقترحت أن نستفيد من دخل السينما ابان ما كان مقر الفريق بشارع العصارات ولا شك أن هذه الفكرة ساهمت وبصورة مباشرة في حل هذه الأزمة المالية التي مر بها الشباب حيث وصل دخله حوالي من (50 - 100) ألف ريال سنوياً حتى إن بقية الأندية في المنطقة الوسطى وبعد نجاح هذه الفكرة حذت حذو نادي الشباب في هذا المضمار.
أبو عبدالله الصايغ
من المواقف التي لا تزال عالقة في ذهني,, اقترحنا في أوائل الثمانينات اقامة مباراة بين الاخوة السعوديين والاخوة السودانيين يوم الجمعة المهم كلفني أبو عبدالله الصايغ (يرحمه الله) بمسؤولية تجميع واختيار اللاعبين طبعاً وضعت كل من زيد مطرف وعبود الرويجح في المقدمة وعندما سألت عنهما قالوا إنهما في (النظيم) أقصى شرق العاصمة!! وقتها لم تكن الطرق معبدة وقبل صلاة الجمعة بساعات قليلة ذهبت للعم صالح ظفران وطلبت منه (يرحمه الله) أن يرافقني فذهبنا بسيارته وأثناء رحلتنا غرزنا في أحد المناطق (الوعرة) المؤدية لحي النظيم,, فنزلنا من السيارة وواصلنا البحث عنهما ونحن نسأل كل من يقابلنا,, المهم قابلنا (حضرميا عجوزا) وسألناه عنهما ولم يعرف شيئاً فقال خذوني معكم,, وسرنا نحن الثلاثة إلى أن أوقفنا صاحب لوري محمل (بالتبن) وركبنا معه إلى أن وصلنا لقهوة العويد (بشارع انكاس) نزل صاحب اللوري ورأى الرجل العجوز يشرب سيجارة ونحن بجواره في الصندوق فشك في أمرنا وإزاء ذلك رفض إيصالنا,, فاضطررنا أن نستوقف (وايت) وانحشرنا فيه حتى وصلنا لحديقة الحيوان بالملز وبعد رحلة مليئة بالتعب والمشقة والمرارة وصلنا لمكان تجمع اللاعبين ووجدتهم ذهبوا لملعب الصايغ وتركوا (فانيلتي) فأخذتها وعلى طول ذهبت للملعب,, ولا فطور ولا غداء وتعب ومشقة ومعاناة لعبت وفزنا باللقاء وهذا الموقف حقيقة لا يمكن نسيانه من شدة معاناته.
حقبة النجوم
تعد الحقبة التسعينية,, حقبة النجوم بالنسبة لشيخ الأندية حيث كان نصف نجوم المنتخب السعودي هم من فريق الشباب أمثال خالد سرور والصاروخ والصومالي وغيرهم,, غير أن المشكلة التي ساهمت في غيابنا عن البطولات تتمثل في انعدام ميول هؤلاء اللاعبين وغياب الانتماء الصادق للشعار الشبابي فهذا اللاعب هلالي وذاك نصراوي وهلم جرة,, ولا أخفيك سراً أننا عانينا كثيراً من تلك الاشكال ولكن ومع مرور الوقت عرفنا كيف نصهر الميول والانتماء في البوتقة الشبابية ونبني جيلا استطاع أن يعيدنا لمنصات التتويج والذهب بشعار الحب والولاء الذي بسببه ابتعدنا عن البطولات.
مشاركة إعلامية!
كانت لدي مشاركة طيبة ومتواضعة على الصعيد الإعلامي حيث مارست العمل الصحفي في فترة من الفترات وكنت مندوباً رياضياً لمنطقة الوسطى لجريدة الخليج العربي التي كانت تصدر من المنطقة الشرقية آنذاك,, كما أشرفت على الصفحات الرياضية في إحدى الصحف التي كانت تصدر من القصيم عندما انتقلت هناك.
رئاسة النادي
توليت رئاسة نادي الشباب لموسم عام 1411ه نظراً لظروف الأمير خالد بن سعد الذي طلب مني تولي رئاسته ريثما تزول الظروف وتقبلت ذلك بعد أن وجدت الدعم والتشجيع من سمو الأمير خالد بن سلطان والأمير خالد بن سعد وبقية الأعضاء ومحبي هذا النادي العريق.
دعم واهتمام
بلا شك حصول فريق الشباب على أول بطولة (كأس دوري خادم الحرمين الشريفين) بعد غياب امتد لأكثر من (3) عقود زمنية ودخوله لعالم الذهب والانجازات ابان رئاستي أثلج صدري وأسعدني كثيراً فقد كانت أمنية وتحققت بفضل الله ثم بفضل الدعم والاهتمام ووقوف أعضاء الشرف مع الإدارة.
لاعب الأمس
لاعب الأمس كان يمارس الرياضة بدافع الحب والانتماء الصادق رغم محدودية الامكانات وقلة الملاعب فضلاً عن تواضع قدرات المدربين آنذاك وفي المقابل نجد أن لاعب اليوم الذي توفرت له كل سبل النجاح والفلاح التي من شأنها الارتقاء بمستوى اللاعب للافضل نجد أنه وللاسف لم يستثمر هذه الامكانات المتاحة بسبب النظرة المادية التي طغت على كل شيء.
لم أبتعد عن الشباب
أبداً لم أبتعد عن الشباب فأنا معهم قلباً وروحاً ولكن لظروف العملية والعائلية بعدت جسدياً,, فحب شيخ الأندية الذي عشت فيه أجمل أيامي وقضيت فيه أحسن أوقاتي لا يزال ساري المفعول ومازلت متابعاً لشؤونة وأحواله عن قرب.
الاستفادة من اللاعبين القدامى
أتمنى بطبيعة الحال من الأندية المحلية أن تستفيد من خبرة وكفاءة بعض اللاعبين السابقين,, فلاعب قضى سنوات طويلة في الملاعب ثم اعتزل يجب الاستفادة من تلك النوعية المدججة بالخبرة والقدرة الفنية,, أرجو أن تنظر تلك الأندية لهذا الاقتراح بعين الاعتبار.
شخصيات شبابية
في ذاكرتي أسماء فذة لها دور في مسيرتي الرياضية أما أبرز الشخصيات التي ساهمت في بناء شخصيتي الرياضية فهناك الشيخ عبدالحميد مشخص والشيح عبدالله بن أحمد والشيح الراحل صالح ظفران (يرحمه الله) والأستاذ ابراهيم مدني وعبدالله التويجري.
أما أبرز الشخصيات الشبابية المرموقة التي دعمتني مادياً ومعنوياً إبان مسيرتي الإدارية فهم سمو الأمير خالد بن سلطان والأمير فهد بن ناصر والأمير خالد بن سعد والأمير خالد بن فيصل.