لاشك أن كل نفس ذائقة الموت طال الزمن أو قصر، رضينا أم أبينا، وهذه سنة الحياة فلا رادّ لقضاء الله وقدره، ومن عرف الله حق المعرفة هانت مصيبته, فمع إيماننا بالله وقضائه وقدره، إلا أن الانسان مهما كان إيمانه لا يمكن أن يسيطر على أحاسيسه ومشاعره تجاه صدمة أو فاجعة هكذا الحال بالنسبة لي عند فقد أحبتي.
فزلزال من الحزن هزَّ قلبي,, وفجّر دمعي,, فكلها صاحت عليك حزنا يا يوسف بن علي السعوي رحمك الله رحمة واسعة ، فقد كنت نعم الاخ ونعم الصديق، ففي علاقتي بك منذ أكثر من ثماني سنوات تقريبا لم أر او اسمع منك كلمة واحدة إلا وتدل على خلقك وعذوبة حديثك.
فقد عهدتك طاهر القلب طيب المعشر باراً بوالدتك محترماً لكبار اخوتك رحيماً بصغيرهم,, وقد وفقك الله وتخرجت من جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية بالقصيم ووافتك المنية قبل ان يحالفك الحظ ويتحقق حلمك بالتعيين والعمل على تعليم ما تعلمته لأبناء وطنك.
فقد خطفك الموت وأنت في زهرة شبابك، فاللهم لا اعتراض على قدرك فحقا انه لحزن تتفطر له القلوب,, وتذوب منه الاكباد ولكننا بقضاء ربنا راضون.
فلقد أتاك أمر الله قبل ايام وجيزة إثر حادث مروري أليم فكنت ضحية هذا الحادث، ومعك ابن عمك الذي يرقد في العناية المركزة، أسأل الله له الشفاء العاجل، وقد سمعت نبأ وفاتك إثر الحادث عن طريق أحد أقاربي، وكان غير متأكد من الخبر عندها دعوت الله من كل قلبي وبكل ما آتاني الله من طمأنينة قلب أن يكون هذا الخبر غير صحيح وان كان قد حصل فعلا أرجو ان يكون لا مكروه اصابك فما كان مني إلا ان سارعت بالاتصال بأخيك سليمان حفظه الله.
فقلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, فرد علي السلام بنبرات حزينة وبصوت اجش فعرفت ان ما سمعته صحيح قبل ان يؤكد لي ذلك.
فما كان مني بعدها إلا ان توضأت وصليت ركعتين حمداً لله على قضائه وقدره وجثوت على ركبتي أدعو لك بالرحمة والمغفرة.
فرحمك الله رحمة واسعة أيها الصديق الصدوق وجعل ما أصابك تكفيراً لسيئاتك وتمحيصاً لذنوبك ورفعة لدرجاتك.
وأسأله سبحانه وتعالى ان يربط على قلب والدتك وأن يجمعك الله بها ومن تحب ومن نحب في جنات الفردوس الأعلى,وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين على قضائه وقدره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ناصر بن عبدالله الناصر
القصيم بريدة