تعاني بعض الدول والأفراد من نقص في الموارد مما ادى الى العجز عن تأمين الضروريات للحياة.
فقبل ستين سنة تقريباً كان الرجل يوصف بالثراء إذا كان يملك مقدارا من الطعام يكفيه بعض الوقت كالعيش والتمر والدهن والملبس والقهوة والسكر ونحو ذلك.
ويوصف الرجل بالفقر إذا كان محروما من الطعام، أو عاجزاً عن كسب قوت يومه.
أما اليوم فقد تغيّرت الاحوال واختلفت المقاييس والمفاهيم، فلم يعد هناك فقر مدقع بمعنى انعدام الطعام إلا ماندر والنادر لا حكم له.
ولكن الفقر تحول الى مفهوم آخر أدى الى ظهور مشاكل اجتماعية كثيرة، فقد يعجز المرء عن شراء الدواء الضروري له ولأولاده أو عن شراء الحليب اللازم للأطفال، أو عن الغاز أو سداد فاتورة الماء أو الكهرباء أو الهاتف.
وقد لا يستطيع البعض شراء الملابس والمستلزمات المدرسية له ولأولاده فضلاً عن السيارة التي تنقله الى عمله ومدرسة أولاده وبناته.
لقد أصبحت هذه الأمور ضرورية كضرورة الطعام والشراب.
وليست المرأة معذورة عن مساعدة زوجها في البيت للاستغناء عن ظاهرة الخدم مثلا:
وليس مجرد شراء الآلة كالسيارة والمكيف والثلاجة والفرن والتلفزيون كافياً فهذه الأشياء تحتاج الى صيانة دوريه وإصلاح سنوي.
ولم تعد دخول الأفراد كافية لمواجهة هذه الأمور الضرورية, لهذا اقول إن كلمة فقر قد أصبحت في عالمنا المعاصر تعني شيئاً غير الذي كنا نفهمه قبل عصر الكهرباء والآلة والمستشفى والمدرسة.
ولذلك أقول: ما أحوجنا الى معرفة الواقع والحرص على الاقتصاد والتعاون، وعدم الإسراف والتبذير وتقليد القادرين ومحاولة التوفير وعدم السفر للخارج إلا لحاجة وعدم التوسّع في الولائم وصرف المياه والكهرباء.
وأخيراً من الواجب على الإصلاحيين وأجهزة الإعلام المختلفة وضع برامج توعية، فالوقاية خير من العلاج.
عبدالله بن سعد الحسين