2
ومواصلة لحديث المطلقين والمطلقات ليوم الأربعاء الماضي,,, أورد شيئاً مما قالوه للباحثين والباحثات قبل أن أبسط الرأي الخاص فيه:
نشأت في أسرتي يتيماً بعد أن تُوفي أبي وعمري سبع سنوات، عكفت أمي على تربيتي هي وأبوها وليس لدي إخوة، ثم تزوجت أمي وتركتني عند جدي، بعد أن أتممت دراستي في المرحلة الثانوية توظفت، وانتسبت للدراسة الجامعية تخصص شرعي، وتُوفي جدِّي,,,، كانت هناك صديقة لأمي لها ابنة أصغر مني بثماني سنوات، عرضت فكرة الزواج منها عليَّ، فطلبت إليها أن ترجىء الموضوع حتى تصبح الفتاة في سن تؤهلها للزواج,,, قبل سنتين حصلت على الماجستير وتخرجت الفتاة من الثانوية هذا العام 1419ه، وتمت الخطبة والزواج,,, عام كامل وأنا أحاول أن أهيىء الحياة بيننا لكنني لم أستطع، وجدتها مستهترة، لا تدرك مسؤولية الزواج، كثيرة الخروج بإذني وبدون إذني، تهتم كثيراً بالمظاهر، والأدهى من كل ذلك أنها لا تصلي وتتساهل في صيامها، حتى في رمضان أجدها تصوم فقط عن الأكل والشرب، لكنها تكثر من النميمة، لا تؤدي واجباتي كزوج,,, أحضرت حكما من أهلها، وأمي حكما من أهلي؛ إنفاذا لتوجيهات الرب سبحانه وتعالى، لكن أمي لم تقف معي، واتهمتني بالتَّزَمُّت ، وطلبت إليَّ إعطاءها حريتها، وجدت أنها جلبت لي المتاعب، وكره الجيران، وأقاويل الناس فطلقتها,, .
أما الآخر فيقول: بعد زواجي بسنة جاءني عمل في مدينة أخرى، رفضت زوجتي الذهاب معي، وبعد مناقشات جاءت، وبعد ذلك اكتشفت أن كل المشاكل التي واجهتني في المكان الذي عشت فيه منذ ولادتي حتى كرهت البقاء فيه وحرصت على النقل الذي كانت هي السبب فيه، فقد أوشت بيني وبين أمي وأخواتي، ولحرصهن عليَّ لم يخبرنني بذلك، وكنت كلما عاتبت واحدة منهن على عدم اندماجها مع زوجتي لا تجيب فأخذت منهن موقفاً صارماً أدركت بعدها أنني المخطىء، أما هن فكن يشرين راحتي بالصمت، تمادت حتى أنها وصلت إلى أن تُوغِر صدور أهلها عليَّ، تدَّعي أنني أقصِّر معها في واجباتي كزوج، وأنني بخيل لا أعطيها، وأنني أؤذيها بالشتائم والضرب,,,، ولما بحثت وراء ذلك وجدت أنها لم تكن مستقيمة وأنها على صلة بغيري فطلقتها .
أما المطلقة الثالثة فتقول: منذ أن تزوجت وزوجي يجلس في البيت، أبوه الذي يصرف عليه، ولا عمل له سوى مشاهدة الأفلام، وهو مريض، وعندما طلبت إليه العمل، والذهاب إلى الطبيب رفض، يأخذني فقط للجامعة، ولا يعود إليَّ إلا وقت يشاء، لم أنجب منه، وأسقطت ثلاث مرات الأولى كانت بسبب ضربه لي ضرباً مبرِّحاً عندما سألته أن يتقي الله في نفسه، وأن لا يضيِّع أوقاته فيما يجلب له تعاسة الدنيا والآخرة، وأن يستغني بالحلال، ,,, ثم بعد إجهاضي الثالث أكد لي الأطباء أنني لا أنجب بسببين الأول يرتبط به، والثاني بتكويني الخاص,,,، ولأنني أود طفلاً يملأ حياتي ويغنيني عنه وعن التفكير فيه طلبت إليه أن أتبنى طفلاً يتيماً أقوم على تربيته,, لكنه رفض فتحولت حياتي إلى جحيم لا يطاق، بعد رفضي المستمر لنمطية حياته ضربني وأخذني إلى بيت أهلي، ورفض الطلاق، واليوم لي سنة ونصف لم يحاول حل الأمر، لا بالطلاق ولا بالعودة، ولا بحل أموره الخاصة .
أما المطلق الثاني فيقول: عندما تقدمت من خطبتها أعلم أن ليس هناك ما يمكن أن يقلق حياتي إلا الجانب المادي فأسرتها ثريَّة جداً، لكنني رجل أعمل ولي دخلي الجيد وهي وأهلها رغبوا فيَّ لصفات كثيرة أحسبها من نعم الله تعالى عليَّ، ولم ألمس منها ولا منهم مايرتبط بالجانب المادي، لكن بعد الزواج بأشهر بدأ الوجه الحقيقي لها ولأهلها، فالمعاملة بدأت بالمفارقات المادية، والطلبات الجائرة والسَّحب - كما يقولون - على جلدة الوجه، دخلت في ديون من أجل تحقيق رغباتها حرصاً على سلامة الحياة، وحاولت أن أوفي لها بوعدي أن أسعدها، لكنني فوجئت بأنني أواجه الديَّانة، وبأنني سأقف مواقف نظامية إما التسديد وإما السجن، ولما طلبت منها أن تسدد نيابة عني ويصبح الدين لها وليس لغيرها رفضت وتركتني وذهبت لأهلها، وبدأ أهلها يواجهونني بشكل لم أصدقه، وطال الأمر إلى التطاول الشخصي، وأخيراً طلبوا ورقة طلاق ابنتهم مع مؤخر الصداق الذي يفوق قدرتي,,, لأنني كنت أتوقع حياة سعيدة مع زوجتي التي يبدو أن اسم العائلة والمستوى المادي والاجتماعي ليسوا كفيلين بنزاهة الإنسان من العيوب التي تصل إلى هدم البيوت,, طلقتها وسجنت حتى أتمم تسديد ما عليَّ، وبالفعل تضافر أصدقائي وقضوا عني الدَّين,,, وأنا الآن أعيد شريط زواجي فأجده أسود مظلماً ولا أفكر في زواج آخر لأنني فقدت الثقة في الناس .
غداً نواصل