العلامة ابن باز,, والإنترنت

نعيش الآن عصر المعلوماتية، وعصر التقدم والعلوم التكنولوجية المتطورة والحديثة، وكذلك فإن وسائل الاتصال والتواصل قد تيسرت، وأصبح العالم بالعقل كالقرية الصغيرة، إن الانترنت أو شبكة المعلومات العالمية، تعتبر بحق إنجازاً كبيراً في سجل التطور الحضاري للبشر، وهي سلاح ذو حدين بالتأكيد، ولها وجهان: وجه أبيض منير مشرق، ووجه أسود قاتم وداكن شديد الظلمة، وكلما ازدادت المواقع التي تمثل الوجه الأبيض الساطع ازداد إشراق تلك الشبكة، وتألقها، وفائدتها لعموم البشر، إننا بدأنا نجد الآن العديد من المواقع التي تقدم الاسلام على تلك الشبكة والحمد لله ولكن ما يزال هناك الكثير مما يجب فعله، خصوصا أن بعض المواقع التي تدعي الاسلام هي بعيدة عنه، وبعضها الآخر قد ينقصه الشمولية.
لقد جاءت فكرة مشرقة وخيرة قام بها أبناء علامة الأمة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تلك الفكرة هي إنشاء موقع متميز يحمل اسم ابن باز في شبكة الإنترنت.
فالموقع بعنوانه الحالي: http: II www. Ibnbaz. org: وسيتكون هذا المشروع القيم - ان شاء الله تعالى من حوالي 10000 صفحة، وسيضم في جوانحه حوالي 3000 ساعة صوتية تحمل فكر الشيخ الجليل رحمه الله الذي ينبع من الاسلام، ويعتمد على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل شيء، وسيكون موقعه ذا فائدة لعموم المسلمين في أرجاء الأرض شرقها وغربها، وشمالها وجنوبها.
ولتعميم الفائدة فقد تقرر ان تتم ترجمة الموقع الى اللغتين الشائعتين في هذا العصر، وهما اللغة الانجليزية، واللغة الفرنسية، ومن ذلك من الخير ما لا يخفي على احد.
إن الموقع وبكل حيثياته وجوانبه يعد مساهمة كبيرة في نشر الاسلام في العالم، وعلى هذا فإن العمل به، ومعه هو بمثابة الصدقة الجارية لصاحبها، إننا لندعو الجميع وكل حسب مقدرته واقتداره للمساهمة في هذه الفرصة الثمينة للاشتراك في اجر نشر دروسه، وفتاواه في أرجاء العالم وذلك بدعم إنشاء الموقع المذكور الذي يحمل اسم سماحته.
وللعلم فإن المساهمات والتبرعات تقبل على الصندوق الخيري للموقع الحساب رقم 11 في شركة الراجحي المصرفية للاستثمار فرع (185) الخزان الرياض.
يقول الله تعالى: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم), كما يقول الله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون), تلك هي دعوة نوجهها، وليس لها من هدف إلا إعلاء كلمة الحق، ورفع راية الدين الحنيف، وتطبيق شرع الله والمنهاج القويم في الأرض، إنها دعوة الخير كل الخير، فيا فاعل الخير هيا لفعل الخير.
لقد نذر الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله حياته وعلمه للاسلام والمسلمين، وكانت علومه في حياته تنير الطريق لجموع المسلمين، لقد كان مدرسة بأخلاقه، ومدرسة بحماسته للدعوة الى دين الله، ومدرسة بحب الخير، والمساعدة للقاصي والداني في كل شؤونهم من دون تمييز، كما كان والحق يقال مدرسة في التواضع النادر مثله في زماننا هذا إنه لم يكن يطلب منه رأي او عون أو إسهام في مجال خير ينفع الناس، ويسهم بربطهم بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا وكان مستجيبا بما يستطيع، ناصحاً مخلصاً.
والآن يأتي عملنا لإحياء علومه التي اسهمت في تربية جيل، لا بل أجيال على الطريق الصحيح، ونحمد الله تعالى ان يسر لنا سبل نشر الحضارة والدين القويم، ولم يعد الأمر يحتاج الا الى اجتماع الهمم العالية والنوايا الطيبة وأيدي الخير، وهذا كله والحمد لله موجود، وبغزارة في مجتمعنا، وفي ابناء امتنا الذين تعودنا منهم محبتهم الخالصة لدين الله، وبذل الجهد في سبيل خدمته، وعدم بخلهم بشيء في سبيل ذلك.
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله هو احد رجالات العصر الكبار، وهو الذي يعتبر رمزاً من الرموز الكبيرة التي يُفتخر بها في بلادنا الحبيبة وسيكون موقعه موقعاً يرفع اسم المملكة الغالية، واسم شعبها في سماء الفضيلة، وفي عالم اليوم.
انه موقع لعلم ديني حضاري يرتكز على فكر عالم جليل وكبير عرفناه حيا، وسنبقى نذكره ميتاً بالذكرى الطيبة، كما سيبقى التاريخ يذكره، فالأثر الطيب يخلد صاحبه.
والله من وراء القصد.