في إصدار لـ الإيسيسكو عن الأسرة في الإسلام عبدالجليل حماد: الأسرة الصالحة هي عماد المجتمع الصالح |
* الرباط الجزيرة
اهتم الإسلام بالأسرة، وأحاطها برعايته وعنايته ورسم لها السبل التي تؤهلها للقيام بمهامها في بناء مجتمع قوي يسوده الصلاح والعدل، وتنتشر فيه روح المودة والمحبة والألفة وترفرف عليه أعلام السعادة والهناء.
حول هذا الاهتمام وسر عناية الإسلام بالأسرة وكيفية بنائها، وضرورة أن يكون الدين هو الأساس الأول في تكوينها، جاء أحد إصدارات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ايسيسكو بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وتحت عنوانالأسرة في الإسلام: أسرة فاطمة ومن تأليف الأستاذ عبدالجليل حماد.
وعلى الرغم من أن الإصدار تضمن كتيباً من 50 صفحة فقط، إلا أن المؤلف استطاع من خلال عرضه لعدد من المواقف الأسرية المدعمة بأدلة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وأقوال بعض الصحابة والتابعين ومواقفهم المشرقة التي يفخر بها كل مسلم، استطاع أن يلقي الضوء على حقوق وواجبات الأبناء والأقارب والأصدقاء والجيران، وإبراز آداب الإسلام ودعوته إلى البر والتراحم وحسن الرعاية بما تنعكس آثاره على المجتمع الإسلامي الكبير.
فقد اختار المؤلف إحدى الأسر المسلمة أطلق عليها أسرة فاطمة ، للتعرف على مسيرة حياتها عبر تلك الجلسات اليومية التي يحرص عليها الوالدان بعد صلاة العشاء وتناول طعام العشاء، للتحدث في بعض المسائل الدينية أو السياسية أو الثقافية، ولمناقشة بعض الأمور التي تتعلق بشؤون حياة الأسرة.
وقد أبرز المؤلف من خلال عشرة مواقف متنوعة تشجيع الوالدين لأبنائهما الثلاثة، على حرية الرأي والحوار والمناقشة في كل ما يتعرضون له من شؤون الحياة دون فرض أو إلزام لرأي من الآراء، تطبيقاً لمبدأ الإسلام في الأخذ بنظام الشورى واحترام الرأي.
ففي الموقف الأول، ومن خلال زيارة قامت بها فاطمة لإحدى صديقاتها حيث فوجئت بحفل زواج عندهم، تطرق المؤلف إلى أهمية مشاركة الجار في أفراحه مشيراً إلى قضية هامة في حياة المجتمع المعاصر وهي المغالاة في المهور ونفقات حفلتي الخطوبة والزفاف وجهاز العروسين، حتى أصبح الوضع أقرب مايكون إلى المساومات التجارية، وأن الله تعالى لا يحب الغلو والمبالغة في المهر كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سن وليمة الزواج أمر بها ولكنه يقول: إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة، مشيراً إلى ماصرنا نراه عند بعض الناس من انحرافهم في الخطبة عن المقاصد السليمة التي شرع الزواج من أجلها، وعدم التزامهم بهدي الدين فيها، كما تطرق المؤلف إلى كيفية اختيار الزوجة الصالحة وأن الإسلام حث على الزواج من ذات الدين.
ثم توالت المواقف ومنها: الإسلام وتربية الأولاد وفيه أبرز المؤلف أهمية التنشئة الدينية للأبناء مع تزويدهم بسلاح العلم عن طريق المدارس والمعاهد والجامعات.
وفي موقف ثالث ومن خلالحفلة في مدرسة أحمد تضمن الحوار الأسري في جلستهم المعتادة أهمية النشاط الثقافي والرياضي والديني بالمدرسة، وكيف أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير .
وتحت عنوان في عيد الأسرة أبرز المؤلف فضل الوالدين وبرهما وكيف أن رعايتهما تحظى بعناية الإسلام الفائقة، وتطرق الكتيب أيضاً إلى حق الجار في الإسلام واهتمام الإسلام بالأهل وذوي القربى من صلة الأرحام والتعاون.
كما تناول الكتاب موضوع الأسرة ودورها في المجتمع مثل: نشر الوعي الصحي بين أبناء الحي، ونشر الوعي المروري والإسهام في تنفيذه، وإعداد الأسر المنتجة ومحو الأمية وخدمة البيئة ومحاربة التلوث.
وفي إحدى الجلسات ناقشت أسرة فاطمة موضوع الإسلام وآداب الزيارة من حيث إكرام الضيف، والاستئذان، وطلب الإذن بالدخول، واختيار الوقت المناسب للزيارة وعدم إطالتها، والحديث خلالها في الخير والنافع من الأمور.
وحول دعوة الإسلام إلى العمل كتب المؤلف عن أهمية أن تكون الأسرة المسلمة عاملة ونشيطة، وأن تحرص على أن تكون عضواً فعالاً في المجتمع، فالأب يعمل ويجد ويكسب الرزق الحلال وينفق على الأسرة والأم ترعى البيت وتعتني بالأبناء، والأولاد يهتمون بدروسهم ويستجيبون لنصائح الوالدين وتعيش الأسرة في حدود دخلها في غير إسراف أو تقتير ولا ترهق عائلها.
أما الموقف الأخير فقد جاء بعنوان الإسلام يدعو إلى العلم وفيه أكدتأسرة فاطم على أن الأسرة المسلمة يجب أن تكون حريصة على تحصيل الثقافة والاستفادة بها إلى أقصى حد ممكن، وذلك من خلال الإلمام بجوانب من المعرفة والعلم والخبرة ينتفع بها الإنسان في شؤون حياته، وأن القراءة والاطلاع هي السبيل للتزود بالثقافة، مشيراً إلى أهمية المكتبة في المنزل وما يجب أن تحظى به من كتب ومراجع دينية وكتب مبسطة عن العلوم والمعرفة وتاريخها عند المسلمين وحياة العلماء.
|
|
|