في القمة الأوروبية الأفريقية تدشين تعاون سياسي واقتصادي |
* القاهرة مكتب الجزيرة د, محمد شومان ريم الحسيني
دون الشراكة كان التعاون بين اوروبا وافريقيا في القمة إعلان القاهرة الصادر عن القمة الافريقية الاوروبية وان تجاهل مطالب الافارقة في التكامل الجدي مع همهم الاكبر وهو دين يبلغ 350 مليار دولار إلا أن الأوروبيين نوهوا بقوة على انهم استمعوا بتفهم وحرص الى الافارقة وانهم سوف يعاملون مشكلة الدين بمنهج يحافظ اولا واخيرا على الإنسان كما قال انطونيو جوانترس رئيس وزراء البرتغال ورئيس وفد المفاوضين الاوروبيين في القمة والحرص على الإنسان هو ذات الدافع الذي جعل سكرتير عام منظمة الوحدة الافريقية في الجلسة الختامية للقمة يعرب عن عدم رضاه من طرف خفي بمنهج الاوروبيين قائلا: انه دون التعامل المجدي مع مشكلة الديون في افريقيا لحلها كوحدة واحدة فلا امل للقارة في الاندماج في الاقتصاد الدولي.
واعلان القاهرة الصادر عن القمة رحب بقرار صندوق التنمية الافرواوروبية السابق على عقد القمة بتخصيص مليار وحدة يورو لتخفيف عبء الديون الافريقية، ولكنه دعا الدول المانحة للقروض والمشاركة في مبادرة الدول الفقيرة بالديون لتخفيف عبئها وربما تكون اكبر انجازات القمة في هذا المجال اعلان فرنسا عن اسقاط ديونها التجارية عن الدول الأشد فقراً في أفريقيا وإسقاط كل الديون نهائيا في غضون ثلاث سنوات، اما ألمانيا فلم تزد عن خطوتها السابقة في اسقاط 700 مليار مارك الماني عن كاهل الدول الفقيرة في العالم بينما اقدمت المغرب كأول دولة افريقية متوسطة النمو عن اسقاط ديونها عن زميلاتها في القارة بمقدار 90 مليون دولار طبقا لما قاله لالجزيرة محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي.
اما شروط الشراكة مع افريقيا التي وضعها الأوروبيون فتتلخص في اقرار السلام ومنع النزاعات وكذلك الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان اضافة لتدعيم دولة القانون الافريقية وتعهد الاوروبيون انه في سبيل تحقيق السلام والاستقرار الافريقي فاقتصرت حسب خطة العمل الصادرة عن القمة ايضا في دعم آلية فض المنازعات التابعة لمنظمة الوحدة الافريقية وكذلك التعاون بين الجانبين في إدارة هذه الآلية وتشغيل نظام الانذار المبكر التابع للمنظمة ايضا.
وطبقا لعمرو موسى وزير الخارجية المصري فقد احرزت القمة نجاحاتها في اقرار آلية للتعاون والحوار الاوروبي الافريقي على ثلاثة مستويات رئاسية ووزارية واخرى على مستوى الخبراء، حيث ستعقد قمة جديدة في اوروبا عام 2003 وبينها اجتماعات للوزراء والخبراء ستمثل قمة اجندتها مسألة الديون.
ولم تتجاهل قمة القاهرة قضية الارهاب حول العالم باعتبارها هما مشتركا للجميع حيث اكد إعلان القاهرة على تصميم الدول منع تحقيق الارهابيين اي مكاسب من وراء هذه الاعمال.
واذا كانت القمة الأوروبية الافريقية لم تحقق كامل اهدافها على مستوى التعاون الثنائي فإنها قد نجحت نحو تعاون افريقي افريقي وتلطيف الاجواء في اكثر من قضية شائكة حيث بدأ تطبيع أوروبي ليبي في العلاقات بعد فترة قطيعة طويلة في لقاء بين القذافي ورمارنو برواي رئيس المفوضية الاوروبية وكذلك بدت قمة القاهرة قد ساهمت في تلطيف الاجواء بين المغرب والجزائر قد ينتج عنه حل المشاكل العالقة بين البلدين في الفترة القادمة حسب قول محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي لالجزيرة وربما تكون القمة الرباعية بين دول شمال افريقيا خطوة مهمة بدورها لحل مشاكل الاتحاد المغاربي وتفعيل دوره.
اما القمة الثلاثية بين الرؤساء مبارك والقذافي والبشير فرغم الاعداد لها منذ اكثر من اسبوعين إلا ان مشاكل السودان الشائكة تسببت في تأخير عقد الجلسة الختامية للقمة الاوروبية الافريقية لأكثر من ساعة.
|
|
|