كلمات معدودة تمورنا ثروتنا الوطنية د, محمد بن سليمان الأحمد |
تنتج بلادنا ذهباً أسود ولكنه غير البترول انه التمور حيث ان مجموع ما تنتجه بلادنا سنوياً أكثر من ستمائة ألف طن وهذه الأطنان هي ما تنتجه حوالي خمسة عشر مليون نخلة ومع ازدياد عدد النخلات عن طريق زراعة الأنسجة فان المتوقع أن يتضاعف عدد الأطنان التي تنتجها بلادنا من التمور.
بين يدي كتاب للأستاذ الدكتور سالم بن شويمان الشويمان من قسم الكيمياء بكلية العلوم بجامعة الملك سعود وهذا الكتاب بعنوان التمر غذاء وصحة ودرس المؤلف من خلال كتابه المكونات الكيميائية للتمر طبيعتها وطرق التقدير والفوائد.
وذكر المؤلف تلخيصاً شاملاً لأهم فوائد التمر وهي فوائد كبيرة وكثيرة منها أنه يحتوي على جميع ما يحتاجه الجسم من المعادن والأملاح وأنه مانع للالتهابات ويحتوي على مضادات السرطان وعلى بروتينات نباتية وزيوت والعديد من الفيتامينات، كما أن التمور تساعد في تخليص الجسم من الفضلات، وهو مفيد في حالات فقر الدم لاحتوائه على الحديد، ويحتوي على نسبة عالية من السكريات وخاصة سكر الفاكهة.
وتحدث المؤلف في جدول خاص عن بعض أنواع التمور في المملكة حيث ذكر أكثر من أربعين نوعاً وقال: إن للتمر خمس أطوار للنمو هي: الطلع والخلال والبسر والرطب وأخيراً التمر.
وأوضح المؤلف أن الله سبحانه وتعالى قد اختص النخيل بفضائل كثيرة وقد اشارت آيات القرآن الكريم في أكثر من موضع الى منزلة النخيل بين الأشحار وقال المؤلف ان النخيل ورد ذكره في ستة عشر سورة من خلال ست وعشرين آية.
كما تحدث المؤلف عن مكانة التمر والنخيل في الحديث النبوي الشريف فأوضح ان الرسول صلى الله عليه وسلم نصح الأمة بالتمر غذاء ودواء وأكدت الاحاديث النبوية ان التمر غذاء متكامل يمكن الاعتماد عليه لمدة طويلة.
وحسب ما أورده المؤلف فان هناك العديد من الصناعات القائمة على التمر نذكر منها صناعة مربى التمر وتمر الدين ومشروبات أو عصيرات التمر والدبس وهو كما يذكر المؤلف عصير التمر المركز وسكر التمر السائل وصناعة الكحول للأغراض المعملية والطبية والصناعية والخل والخميرة.
لقد أوضح الأستاذ الدكتور سالم الشويمان الكثير من الحقائق العلمية حول التمر, وأكد الكتاب ومافيه من حقائق كيف استطاع الآباء والأجداد الاقامة في جزيرة العرب رغم الظروف الطبيعية القاسية فقد كان اعتمادهم بعد الله على التمر غذاءاً دواء.
بقيت دعوة إلى جامعاتنا والى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والى وكالة وزارة الزراعة للبحوث والى رجال الأعمال وهذه الدعوة تتلخص في تكثيف البحوث والدراسات في مجالات النخيل ومجالات التمور والمطلوب من رجالات الأعمال دعم هذه الدراسات وتلك البحوث.
اذا لم تكن الأجيال الحالية في حاجة إلى التمور حيث يعتمد على البترول فمن يعلم كيف سيكون مصير الأجيال القادمة بعد أن ينضب الذهب الأسود النفط ان الاحتمال الوارد هنا هو العودة إلى ما كان يعتمد عليه الآباء والأجيال العودة إلى الذهب الأسود التمر .
|
|
|