| الريـاضيـة
المدرب الوطني قصته طويلة ومعاناته اطول ويتضح ذلك من بعض ممارسات انديتنا فهذا المدرب يعمل كضابط مغوار في احد الجيوش حيث يتقدم بفدائية عندما يلغى عقد مدرب اجنبي وحين لايستطيع احد تحمل المسؤولية فينجح وقد يحتل فريقه مرتبة الصدارة أو يقدم مستويات جيدة ثم فجأة يتعاقد ناديه مع مدرب اجنبي يعيد هذا المدرب الوطني الى الظل دون ان يحس به احد.
مستوى الكرة المتطور في المملكة كانت إحدى نتائجه الطبيعية ظهور مواهب تدريبية وطنية متعددة اضاءت لأنها اعطيت الفرصة عبر الاحتكاك بالمدربين الاجانب، ويجب الا ننسى هنا تلك الفرحة الغامرة التي اجتاحتنا عندما نجح منتخب المملكة الأول الذي كان يدربه خليل الزياني في سنغافورة عام 1984م في التأهل لأولمبياد لوس انجلوس كأول تأهل سعودي الى نهائيات دولية في كرة القدم، وكذلك تلك الفرحة التي اجتاحتنا عندما فزنا ببطولة كأس الخليج الثانية عشرة عام 1994م للمرة الاولى بفريق كان يدربه الوطني محمد الخراشي,, الاتحاد السعودي لكرة القدم تعامل مع معادلة المدرب الوطني بجدية فهذا الاتحاد يدير فريقاً كبيراً اسمه المنتخب السعودي الأول ومن اجل ان يستمر هذ المنتخب مضيئاً اهتم بمنتخبات الشباب والناشئين مهتماً في نفس الوقت ببناء خبرة المدربين الوطنيين عبر هذه المنتخبات وبحيث يتعلم المدرب الوطني بتركيز وتدرج، وعندما اعطى الاتحاد السعودي الفرصة لمدربيه الوطنيين محمد الخراشي كمدرب اول وحمود السلوة كمدرب لياقة وحمد الخاتم كمدرب للحراس لتولي مسئولية تدريب منتخب الناشئين ببطولة آسيا التي أقيمت في قطر عام 1404ه وتأهله لنهائيات كأس العالم للناشئين التي اقيمت في الصين عام 1405ه والتي قدم المنتخب خلالها مستويات جيدة رغم كونها من اوائل المشاركات الخارجية على مستوى الناشئين وهي البداية التي فتحت الطريق لكثير من المدربين الوطنيين حالياً للاشتراك مع الاطقم الفنية التدريبية المسؤولة عن المنتخب السعودي بدرجاته الثلاث.
الأندية السعودية بدأت تعي اهمية تطوير كوادرها التدريبية وان كانت هذه البداية لاتزال ضعيفة وتمثل ذلك في السماح لمن يرغب من لاعبيها السابقين المشاركة ضمن اطقم النادي التدريبية دون ان يكون الاختيار نابعاً عن برنامج تدريبي له أساسه العلمي المبرمج، وبالتالي فإن الاسلوب الذي تتبعه ادارات الاندية في تدريب مدربيها هو التدريب السماعي والمرئي الذي يرى فيه المدرب الوطني ويسمع كل ما يقوله او يقوم به المدرب الاجنبي، ولكنه لم يقم بدراسة اساسه النظري عبر الدورات التدريبية المتخصصة وبالتالي فإن الاستفادة تكون ناقصة لان اساسها العلمي النظري مفقود، ولعلى هنا اتمنى ان تقوم ادارات الاندية بالاتجاه الى الاسلوب العلمي لتنمية مدربيها سواء مدربي الحراس او اللياقة او المدرب الاول عبر إلحاقهم بدورات متخصصة في علم التدريب الرياضي على حساب النادي والتي لن تصل تكاليفها الى اكثر من (10%) من تكاليف صفقة لاعب اجنبي، وهذا الامر ميؤوس منه في ظل وضع الاندية السعودية الحالي الذي يخلو من البرمجة والهيكلة والعقليات الادارية القادرة على فعل التغيير ودليل ذلك هو وضع مدربي الاندية الاجانب ومنهم قدرات تدريبية متميزة، فالأندية لاتمتص خبراتهم كما يمتصون دوراتها, فهل المدرب الاجنبي براتبه الضخم اضافة الى مقدم العقد جاء ليعمل ثلاث ساعات يوميا ثم يقضي بقية يومه في البحث عن صحف بلده ليقرأها؟؟ لماذا لاتتضمن عقود الاندية مع مدربيها على بند خاص بالتدريب عبر القاء المحاضرات وبشكل اسبوعي على مدربي النادي السعوديين؟؟ الجواب على كل هذه الاسئلة ينحصر في وضع الاندية الاداري وهو ميؤوس منه ليس في تنمية المدربين الوطنيين فقط بل يمتد الى عجز الاندية عن تنمية استثماراتها، وعجزها عن تنمية مواهبها من اللاعبين وعجزها عن تطوير جهاز النادي ادارياً وتنظيمه وهيكلته وفق الأسس الحديثة.
لعلي اشير هنا الى مثال بسيط عن إشكالية المدرب الوطني فمستوى الحراسة السعودي هو مستوى مشهود منذ زمن احمد عيد وصولاً الى زمن محمد الدعيع، ورغم كل ذلك فإنه لايوجد حتى الآن مدرب حراس سعودي سوى المدرب جاسم الحربي مدرب حراس منتخب الشباب الذي يحمل شهادتي (BLC) التدريبية وهو المدرب السعودي الوحيد الذي يحمل الشهادة الاخيرة وهو مؤهل تدريبياً بشكل جيد عبر التحاقه بدورات تدريبية متعددة ببريطانيا.
خالد الطويل
|
|
|
|
|