| محليــات
أفحمت المجموعة العربية في الأمم المتحدة مندوب إسرائيل في المنظمة الدولية عندما فندت كل الأكاذيب والمغالطات التي حفلت بها رسالته للأمين العام للأمم المتحدة والتي اتهم فيها الدول العربية، حكوماتٍ وشعوباً بشن حملة تحريض دولية ضد إسرائيل واليهود!
قال المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة محمد جاسم سمحان بوصفه رئيساً للمجموعة العربية في شهر مارس المنصرم، قال في رده على رسالة المندوب الاسرائيلي: إن إسرائيل اعتمدت أسلوب تشويه الحقائق، وتضليل الرأي العام العالمي بهدف تشويه صورة الدول العربية، وتاريخ نضال شعوبها العادل والمشرف، وذلك للنيل من تضامنها وإنكار حقوقها المشروعة .
وأضاف رئيس المجموعة العربية: (إن إسرائيل تهدف من وراء رسالتها لكوفي عنان إلى التغطية على أعمالها العدوانية المستمرة وممارساتها غير الشرعية والمتمثلة في استمرار الاحتلال والعدوان وبناء المستوطنات ومصادرة الأراضي) انتهى .
والمؤكد أن هذا الرد كافٍ لإفحام إسرائيل ومندوبها في الأمم المتحدة، كما أنه الرد مقنع لمن يريد أن يقتنع بمنطق الحقائق التي يؤيدها الواقع المشاهد في الأراضي العربية المحتلة، كما تؤيدها سياسات إسرائيل التي نجحت حتى الآن في إجهاض كل مبادرة لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وتعويق كل تحرك عربي وأوروبي وأمريكي من أجل دفع مسيرة السلام نحو أهدافها المرسومة.
وما من أحدٍ في العالم يجهل ذلك.
ولكن إسرائيل تريد دائماً أن تقفز فوق الحقائق التي تعارضت دائماً وما زالت تتعارض مع سياساتها ومواقفها ومساعيها الحثيثة وبكل الطرق لتحقيق أهدافها التوسعية في الأراضي العربية عن طريق العدوان بالقوة العسكرية التي تملك منها ما لا تملكه الدول العربية مجتمعةً.
والمؤسف أن بعض وكالات الأمم المتحدة يجاري إسرائيل في مغالطاتها، ومن تلك الوكالات وهذا على سبيل المثال لا الحصر وكالة إدارة نزع السلاح التابعة للأمانة العامة للأمم المتحدة التي تجاهلت ذكر اسم إسرائيل في آخر تقرير لها أول أمس الموجه إلى مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي، وذلك بالرغم من إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تنتج وتخزن وتمتلك الأسلحة النووية، وترفض الانضمام إلى هذه المعاهدة، كما ترفض وضع منشآتها النووية تحت إشراف ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واستناداً إلى هذه القوة العسكرية الضاربة، أصدر وزير الخارجية الاسرائيلي داوود ليفي تهديده الشهير الشهر الماضي أمام الكنيست ومراسلي وكالات الأنباء العالمية الذي أعرب فيه عن : استعداد حكومته لحرق تراب لبنان وقتل أطفاله !!.
وقبل هذا التصريح العدواني من جانب داوود ليفي أيد رئيس الحكومة إيهود باراك وأمام الكنيست أيضاً طلب وزير الأمن الداخلي في الحكومة بحق المحققين الاسرائيليين في استخدام العنف ضمن وسائل التحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين.
كما أن إسرائيل ومنذ قيام عملية السلام من مؤتمر مدريد وعبر كل محطات التفاوض بين أوسلو وواشنطن وشرم الشيخ وداخل إسرائيل نفسها والأراضي الفلسطينية، لم تقدم مبادرة واحدة كتعبير عن حسن النية وعن الرغبة الحقيقية في السلام سواء مع الفلسطينيين أو السوريين أو اللبنانيين,, فما يزال في سجونها داخل مدنها آلاف المعتقلين الفلسطينيين وما يزال في سجن الخيام عشرات المئات من المعتقلين اللبنانيين,, وما زالت تواصل بناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية وفي الجولان السورية وما زالت ترفض الانسحاب من جنوب لبنان تنفيذاً للقرار الدولي 425 وإنما تريد الانسحاب بحسابات أخرى تريد بها إيقاع الفتنة بيل سوريا ولبنان بهدف فصل مسارهما الموحد في المفاوضات.
ومع ذلك كله فإن مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة لم تنقصه الجرأة، بل الصفاقة ليبعث برسالة مليئة بالأكاذيب والمغالطات يتهم فيها الدول العربية بشن حملة ضد بلاده وضد اليهود!!
حقاً إن اللي اختشوا ماتوا !
الجزيرة
|
|
|
|
|