| ملحق الجوازات
أقدامُنا وقمرُهم
* بعد الصعود إلى القمر قبل اكثر من ثلاثين عاماً كنت تتجول محاضراً عن الصخور والصعود والكواكب,, رغم شك بعض الناس وقتها في الأمر,, ما الذي دفعك الى ذلك؟ وما هي المردودات علينا من هبوطهم على سطح القمر ما دمنا لم نتجاوز مواقع أقدامنا,,؟
عندما كنت أحاضر عن الصخور والصعود الى القمر والكواكب الأخرى كنت أنطلق من منطلق علمي، فهذا تخصصي وأنا أدرسه لطلابي وأنا متأكد من أن هذه الرحلات قطعا ستصل وتهبط على سطح القمر وعلى سطح الكواكب الاخرى لأننا من وجهة نظر علمية متأكدون من وجود هذه الكواكب، متأكدون من المسافات التي بينها وبين الارض وان لها طبيعة مشتركة مع الارض بحكم ان الجميع قد انفصل من اصل واحد في الانفجار الاول الذي تكونت على إثره كل هذه المجموعات الشمسية وبالتالي الكواكب والكويكبات المحيطة بها حسب نظرية الكون، فعندما كنت اتحدث كنت انطلق من واقع عملي ولم يكن لديّ شك لا في ذلك الوقت ولا الآن بل اصبحنا نشعر الآن بأن هناك امكانية ان نتصل بعالم ما على هذه الكواكب ومخلوقات من مخلوقات الله التي لا نعلم كنهها اليوم ولكن الله يعلمها، لكننا نحس بأننا لسنا وحدنا في هذا الكون الفسيح، والحقيقة ان الشيء الذي دفعني الى طرح هذه الموضوعات ومناقشتها في محاضرات هو الناحية العلمية والبحث العلمي بالدرجة الأولى وان من واجبنا ان نطلع الناس على هذه المعلومات حتى يكونوا على صلة بما استجد في هذا المجال ناهيك عن ان اجدادنا لهم ادوار مشرفة في مجال هذه الدراسة وكانت لهم مراصد في طليطلة وسمرقند وبغداد وساهموا في رصد آلاف النجوم وحددوا مساراتها وحددوا مواقعها فكان من واجبنا ان نواصل المسيرة ولو على الاقل بدراسة المعلومات المتوفرة وتيسير اطلاع الناس عليها وربط طلابنا بها.
خسارة
* جيولوجي ,, ومؤلفاته وكتاباته في غير تخصصه,, ألم نخسر العالم الذي يقل أمثاله لنكسب متحدثاً يضاف إلى العشرات,,؟
نعم أنا جيولوجي وتخصصاتي تخصصات جيولوجية وأنا اقوم بتدريس علوم الارض وخاصة علم الثروات المعدنية والجيولوجيا الاقتصادية في جامعة الملك عبدالعزيز وكنت أدرسه في جامعة الملك سعود سابقا ولكن لي مجالاتي الاخرى التي أنا مولع بها منذ الصغر وقد استمرت معي ولذلك أنا اكتب في غير التخصص في كثير من الاحيان وبالذات في مجال السيرة النبوية والحضارة الإسلامية، فهذه من الموضوعات التي أنا مولع بها الى درجة كبيرة ولعلها نشأت معي منذ دراستنا الاولى في الحرم المكي الشريف.
شهرة
* وهل كنت تسعى وراء الشهرة وأنت تطرق أبواباً يأنس لها الأغلبية وتدع أخرى لا تهمُّ إلا القلة ؟
أبداً، يعلم الله اني لا اسعى وراء الشهرة ولكني اسعى وراء البحث العلمي واحرص على اداء واجبي كإنسان متعلم من واجبه ان يناقش هذه الموضوعات العلمية ويطلع طلابه عليها وان يكتب هنا وهناك فيها والمساهمة في ثقافة الامة، أما الموضوعات الحضارية الأخرى، فبطبيعة الحال يشعر اي إنسان ان من واجبه ان يكتب وان يقرأ وأن يناقش وان يحاور في المجالات الثقافية التي من واجبنا جميعا ان نتعاون فيها لزيادة ثقافة الأمة والتعاون بكل شكل ممكن لدفع المسيرة الثقافية ما استطعنا الى ذلك سبيلا، ولاشك اني افرح بالسمعة الحسنة والسيرة الطيبة فألسنة الخلق أقلام الرب.
شخصية
* تركز كثيراً في كتاباتك على شخصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وبدون أي اختلاف على أهمية الموضوع,, ألا تشعر أن في إطار شخصيته عليه الصلاة والسلام ما يدفعك الى كتابات فكرية أخرى أكثر قرباً من المشكلات المعاصرة التي يعاني منها العالم الإسلامي,,؟
نعم، أنا اكتب في شخصية المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي سيرته، لأنني اشعر بالتوجيه الرباني الذي يؤكد علينا ان هذا الرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة وهو الاسوة لهذه الأمة منذ اللحظة الاولى التي نبهنا الله فيها الى هذه الحقيقة لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ومن اللحظة التي أمرنا فيها بطاعته وأكد عليها من يطع الرسول فقد أطاع الله ثم أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وجعله القدوة والاسوة لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر هذه الامور تجعلني اشعر بأن من واجبنا بين وقت وآخر ان نقدم صورا وجوانب من سيرة هذا النبي الكريم والرسول العظيم عليه افضل الصلاة والتسليم حتى تسير الأمة على هدي هذه الشخصية وأنا اناقشها من زوايا كثيرة من زوايا حياته صلى الله عليه وسلم ومن زوايا تربيته لصحابته رضوان الله عليهم ومن زوايا حياته الأسرية ومن زوايا توجهاته النبوية من جوانب الحديث النبوي الشريف وأهميته وأهمية التصدي له وطرح القضايا المختلفة التي تثار حول الحديث والمحدثين فمن هنا أركز على هذه الكتابات ولكني دون شك متى ما وجدت الوقت الكافي اكتب في بعض قضايا حضارية أخرى او بعض قضايا العالم الإسلامي التي من واجبنا ان نعرف الأمة الإسلامية على بعضها وأنا اقوم بفضل الله بجولات في افريقيا وفي آسيا وأشعر بأن من واجبنا ان نربط هؤلاء الناس بنا وأن نشعر بقضاياهم وبواقعهم التعليمي على وجه الخصوص والحياة في بلادهم، ومن يزور هؤلاء الناس ويعيش معهم يشعر بأن هناك الكثير مما نستطيع تقديمه لهم في حالة السلم فضلا عن حالة الحروب والكوارث التي يصابون بها ولكنهم حتى في اطار حياتهم العادية هناك الكثير الذي يمكن ان نقدمه لهم ونتعاون معهم وبالذات من شبابنا وشاباتنا الذين يستطيعون الذهاب الى هؤلاء الناس وتعليمهم كتاب الله عز وجل بالدرجة الاولى ثم جوانب من الحديث النبوي وتيسير تعليمهم الإسلام وربطهم بالإسلام لأن هؤلاء يعانون معاناة شديدة من الحملات التنصيرية المختلفة التي تستهدفهم وتستهدف اولادهم وبعضهم يعاني من الجهل ويعاني من الضعف ويعاني من الفقر والفاقة فكلما زرنا هؤلاء الاخوة وكتبنا عنهم وساهمنا في اطلاع الناس على احوالهم هذه فإن هذه في حد ذاتها جوانب من جوانب الدعوة المطلوبة منا كإخوة مسلمين لهؤلاء الناس ولهذا أنا اكتب فيها وكما قلت أنا أسهم ما استطعت الى ذلك سبيلا كما اني احرص على التنبيه على حملات لقيتها في آسيا على وجه الخصوص وفي بعض جوانب افريقيا وهي الحملات القاديانية والبهائية التي تشوه الإسلام الحنيف وتدّعي ادعاءات باطلة وخبيثة وتتسلل من خلال الإسلام وتحاول ان تشعر الناس هناك بأنها تجديد للإسلام وما هي بالإسلام ولا علاقة لها بالإسلام وهذا ما دفعني الى كتابة عدة مقالات وبعض الكتب في مجال فضح هذه المذاهب الهدامة التي تسعى الى هدم الإسلام الحنيف.
تأثر
* بمن تأثرت من المفكرين الإسلاميين؟ ولمن قرأت في البداية؟
في الحقيقة تأثرنا الأول كان بدراستنا في الحرم المكي الشريف وحياتنا في جوانب الأروقة في الحرم ندرس على يد اساتذة وعلماء أمثال السيد علوي المالكي والسيد محمد العربي والسيد حسن يماني والسيد محمد العربي التبعاني والشيخ محمد نور سيف والشيخ حسن مشاط والسيد اسحاق عزوز,, كل هؤلاء وغيرهم ساهموا في تربيتنا وتأثرنا بهم وكان لهم الفضل في إعدادنا الأولي ثم عندما انفتحنا على العالم وأخذنا بصورة أوسع معلومات وعلماً على يد علماء اجلاء امثال الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ مصطفى الزرقاء والشيخ عبدالحميد محمود والشيخ علي الطنطاوي ومجموعة من العلماء الذين فعلا نقول إننا تربّينا على علمهم وعلى فقههم وبطبيعة الحال اخذنا ننهل من هنا وهناك, ومن الرجال الذين تعجبني كتاباتهم وكنت اتابعها كثيرا الاستاذ مصطفى السباعي والأستاذ خالد محمد خالد في كتاباته رجال حول الرسول وخلفاء الرسول وغير ذلك من الكتابات الناضجة والتي تشعر بجرس جميل فيها يأخذك الى عمق السيرة بصورة جذابة وغنية وثرية فكريا ولغويا.
بيروقراطي
* هل هجرت رحلات البحث عن الصخور والطبقات والأزمنة منذ انضممت لنادي البيروقراطيين ؟
أولاً، عفا الله عنك، أنا لم انضم الى النادي البيروقراطي وإنما شاءت ارادة الله ان امتحن بالعمل في مجال الإعلام وان أتولى وزارة الإعلام فإن كنت تعتبر هذا بيروقراطية فهذا امر يرجع لك ولتقديراتك وتصنيفاتك ولكني ما زلت حتى اليوم ادرّس في الجامعة وألتقي بطلابي في الجامعة وأقوم برحلات معهم لأن علم الجيولوجيا علم تخصصت فيه وقضيت في دراسته ما يزيد على عشرين عاما.
عملي نمطي
* كنت وكيلاً لوزارة المعارف للشؤون الفنية,, ما الذي قدمته خلال تلك الفترة؟
الحقيقة أن الإنسان لا يسأل ماذا قدمت وإنما الآخرون هم الذين يحكمون على ما قدم وعلى أي حال عملي في وزارة المعارف كوكيل وزارة للشؤون الفنية كان عامة نمطيا في بداية الأمر وكان يتصل بأمور محددة في وزارة المعارف ثم اراد الله قبل ان اترك ان يوكل اليَّ تمثيل الوزارة في الجامعات وفي جامعات المملكة وفي المؤسسات الثقافية وهذا مما وسع نطاق العمل ولكن الظروف لم تسمح لي بمواصلة العمل، فقد انتقلت خلال اقل من عام للعمل في جامعة الملك عبدالعزيز فلم استطع اكمال مشواري ولكن بلاشك كانت متعة العمل مع معالي الشيخ حسن آل الشيخ رحمة الله عليه وفضل هذا الإنسان وأدبه الجم وخلقه يعتبر المكسب الحقيقي الذي كسبته في وجودي معه.
مناهج
* مناهجنا حيث هي قبل ان تكون وكيلاً وحتى الآن ورغم مرور سنوات طويلة في هذا العالم المتغير,, ما هو سر جمودها,,؟ وما هو المرجو لها من اجل ان تتحرك؟
موضوع مناهجنا هو موضوع الساعة وهو القضية الأساسية في حياتنا كأمة وقد كتبت عدة مقالات وألقيت محاضرات في أنحاء مختلفة من المملكة بوجود رجال وزارة المعارف وعلى رأسهم معالي الوزير وقلت ان العملية التعليمية عندنا لن تستطيع ان تحقق كل الاهداف التي نرجوها منها ما لم تتغير هذه المناهج الدراسية فلقد اصبحت المناهج الدراسية عبئا على الطالب وعبئا على المدرس وعبئا على المجتمع ولا تحقق النتائج المرجوة ومن الصعب ان ننظر جميعا ونقف مكتوفي الايدي وكلنا ينادي ويصرخ فلابد من تغيير المناهج ولابد من عمل جاد، لكن ما طمأنني هو حديث اخي معالي وزير المعارف الدكتور محمد الرشيد الذي اوضح في اكثر من مناسبة ان هناك جهات متخصصة بدأت في دراسة المناهج وأنها على وشك ان تنتهي من هذه الدراسة ونحن نركز على اهمية التركيز في هذه المناهج والعناية بالجوانب الأساسية في التربية والانفتاح على التقنية وعلى العلوم الحديثة في العالم وإلا فسنكون في وضع مؤسف في المرحلة القادمة وقد لا يقبل طلابنا في جامعات خارجية اذا لم يكن لديهم تأهيل في قضايا الكمبيوتر وقضايا الإنترنت وقضايا العلوم والنظريات التي استجدت ومدى مقدرتهم على القراءة بصورة إلكترونية سريعة ومدى قدرتهم على الكتابة بهذه اللغة، فهذه قضايا جوهرية في مناهجنا لابد ان نتحرك وأن نغيرها بسرعة وفي الاتجاه الصحيح وبالطريقة الصحيحة لأن هذا الامر يحكم كل نهضة ولأن التعليم هو رأس الحربة في النهضة القادمة وهو الأساس والأساس في هذا التعليم هو المناهج الدراسية فلابد من خطوات موفقة وجادة وفاعلة وأنا سعيد باهتمام معالي وزير المعارف واسرة الوزارة فقد لقيتهم في اكثر من مناسبة وفي يوم من الايام كنت في مدينة الطائف وفوجئت بأنهم اجتمعوا جميعا هناك في فندق في الطائف بعيدا عن الضوضاء وبعيدا عن الناس ويتدارسون لعدة أيام كيف يمكن تغيير المناهج في الاتجاه الصحيح وهذا امر يطمئن بلاشك ولكن لابد ان نعين الوزير ولابد ان نعين الوزارة ولابد ان نتكلم جميعا ونسمع أولي الامر أصواتنا ونعينهم بالاقتراحات وبالآراء فهذه قضية أمة وليست قضية وزارة.
إنجازات
* في جامعة الملك عبدالعزيز,, ما هي أبرز إنجازاتك؟
جامعة الملك عبدالعزيز جامعة لها في نفسي أشياء كثيرة فهي الجامعة التي بدأت معها من اليوم الاول بعد انتقالها من جامعة أهلية الى جامعة حكومية وتسلمت الزمام في هذه الجامعة وشعرت بعظم التحدي، لأن الجامعة الناجحة هي التي تحاول ان تكون في خدمة المجتمع فأكرمني الله سبحانه وتعالى بمجموعة من الرجال من رجال الإدارة ومن اساتذة الجامعة ومن أستاذاتها وحرصنا على ان نربط الجامعة بالمجتمع وان نغير من مناهجنا ومن كلياتنا وسرّني ذلك الانفتاح الذي تم بين الجامعة والمجتمع وحقق نتائج كنت اشعر بمدى نجاحها وافرح بهذا الفريق الذي يعمل معي ويؤمن كما اؤمن بأهداف الجامعة وأهمية ربطها بالمجتمع وعندما ألغت جميع الجامعات في المملكة الانتساب أصررت على بقاء الانتساب ولكن مع تطويره وبالتالي فتحنا نوافذ علمية صحية وصحيحة للمجتمع ليكمل تعليمه بشكل أو بآخر كما انفتحنا على ابحاث البحر الاحمر وانشئت لذلك مراكز خاصة لعلوم البحار وتم في اطار الجامعة المؤتمر الاول للتعليم وحرصنا على اجراء تغييرات اساسية في مناهج التعليم ثم عقدنا المؤتمر الاول للأدباء وكانت فرصة للجامعة ان تلتحم بالمجتمع وكانت رعاية خاصة من كل الجهات الحكومية والأهلية لرعاية الادباء والمفكرين واحترامهم كما عقدت عدة ندوات لربط الهندسة بكليات المهندسين وأنشأنا كلية الطب وبدأنا من الاساس نفكر في اسس تقوم عليها عملية التعاون بين الجامعة والمجتمع، فهذا هو اكثر ما اسعدني وقد عدت اليوم الى الجامعة أدرّس فيها فأنا أدرّس في كلية علوم الأرض وأشعر بسعادة قد لا يشعر بها اي إنسان عادي لكن لا أخفيك ان السبب الأساسي والعامل الأساسي وراء نجاحنا في ربط الجامعة بالمجتمع هو مرونة وزير التعليم في ذلك الوقت الشيخ حسن آل الشيخ رحمه الله ثم احتضان ولي العهد في ذلك الوقت سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز للجامعة وحرصه على زيارتها اكثر من مرة ودعمها بصورة خاصة ماديا ومعنويا مما ساهم فيما تحقق من نجاح والحمد لله.
نسبة وتناسب
* كثر الدكاترة وقلّ العلماء تناسب عكسي,, هل تراه صحيحاً في هذا الوقت؟ وإلى من نحتاج أكثر,, لذوي الشهادات والألقاب أم المثقفين المنقطعين للبحث والتأليف,,؟
هذا صحيح، ولكن المناخ مهم، المناخ في الجامعات لابد ان يتغير، ومن السهل ان تصنع آلاف الدكاترة وان تمنح آلاف الماجستير والدكتوراه ولكن من الصعب ان تصنع علماء، فهذا الامر يختلف عن التخريج العابر لعدد من الاساتذة او من الدكاترة فالعلم يحتاج الى اسس صحيحة ويحتاج الى مناخ مناسب ويحتاج الى امكانات مناسبة والى خطط والى دعم والى مرونة في العطاء وحرية في التعامل وتشجيع حتى تستطيع ان تصنع العلماء وتكتشف المبدعين وتشجع البحث العلمي في الجامعة وانا سعيد اليوم ان هناك ابحاثا على مستوى راقٍ في بعض جامعاتنا وبعضها قد بدؤوا في تطبيقه ولكنها اقل مما ينبغي واتمنى مزيداً من الدعم للجامعات في هذا المجال ومن المهم ان نعي ان الدولة والأمة لا تحتاج الى حملة شهادات وقد يحمل هذه الشهادات أعداد كبيرة ولكنهم لا يفيدون البلاد وقد لا يفيدون حتى انفسهم لكن الرجل المثقف العالم هو الذي يواصل البحث,, والدراسة والتحصيل ويفيد وهناك من الناس من يظن ان شهادة الدكتوراه هي في حد ذاتها مفخرة او في حد ذاتها قيمة مع ان الحقيقة هي ليست الا شهادة على ان هذا الإنسان اصبح قادرا على البحث وقيمته تبدأ بعد حصوله على الدكتوراه فيما ينتج من ابحاث وما يؤلف من أعمال ناجحة وهكذا يستمر العطاء وتستمر وتستثمر الدولة في أبنائها هذه القدرات من البحث والعلم وهؤلاء من نحتاج اليهم فعلا.
وزير أم باحث
* هل نخسر الباحث بتوظيفه وزيراً أم تكسب الوزارة بقيادة باحث,,؟
لا اعتقد أننا نستطيع ان نقول إننا نخسر الباحث بتوظيفه وزيرا أم تكسب الوزارة بقيادة باحث بل ان الامر يختلف ففي كثير من الاحيان هذا الباحث قد يكون رجلا على قدرات إدارية جيدة وعلى تصورات علمية يقظة فيفيد المركز الذي يلتحق به لأن الوزير شخص يختلف عن الباحث وهو شخص يختلف عن استاذ الجامعة, الوزير له مواصفات خاصة وفي بعض الأحيان نخطئ عندما نركز على أن يكون الوزير من حملة الدكتوراه لأن الدكتوراه لا تؤهل أي انسان لكي يكون وزيرا إنما العمل في الوزارة بصورة خاصة يحتاج الى قدرة قيادية وقدرة إدارية ووعي ومرونة وادراك لأبعاد عمل الوزارة التي يقودها، فهو في المحصلة إنسان وفي بعض الاحيان يكون من الخسارة أن تفقد باحثا ثم لا نستفيد منه في عمل وزاري لأننا اخترنا الإنسان الذي لا يصلح للوزارة وكان من الافضل ان نتركه حيث هو يبحث ويواصل البحث ويواصل الإنتاج، انما ليس هناك ما يمنع من الاستفادة من الباحث كوزير متى ما توفرت فيه الشخصية القيادية والقدرة على اداء هذا العمل، فخدمته هنا تكون في اطار اوسع.
ندم
* في الإعلام ما الذي ندمت على عمله,,؟
والله لا اشعر بأني ندمت على شيء فهي تجربة وخاصة وثقة من ولي الامر وحاولت بكل جهدي خلال عملي في الوزارة أن اقدم ما استطعت من جهود وان اكون قريبا من رجال الصحافة وان أعطيهم بعض الثقة في التعامل مع الوزارة وحرصت على تعليم رجال الوزارة ان يثقوا في رجال الصحافة ورجال الإعلام وان يحترموهم ويكرموهم ولهذا فأنا في غاية السعادة اليوم عندما ألقى رجال الإعلام ورجال الصحافة على وجه الخصوص وأشعر بهم هاشين باشين فلا اندم على الايام التي عملت فيها معهم بل كسبت الكثير من الاصدقاء والكثير من الرجال الذين تعلمت منهم وعفا الله سبحانه وتعالى عما سلف وجلَّ من لا يخطئ ولكنها فترة لم أندم عليها، فقد أديت ما أستطيع وكانت ثقة أعتز بها وأحمد الله على ما وفقني اليه ولا أملك الا ان اعتذر عما يكون قد صدر مني هنا او هناك فكلنا بشر وكلنا يخطىء وجلَّ من لا ينسى,, وعلى اي حال,, فإن عدنا فإنا ظالمون ,؟
سمعة
* قيل الكثير عن تواضعك وقربك لموظفي الوزارة وفنييها,, فما هي رؤيتك؟
أحمد الله على هذه السمعة الطيبة والتواضع الذي يشهد به الناس، هذه نعمة لأن ألسنة الخلق أقلام الرب فأسأل الله أن يكتبني في المتواضعين لكني اؤمن بأن من واجب الوزير او مدير الجامعة او مدير المؤسسة ان يعمل بروح الأسرة وان يُشعر الذين يعلمون معه بأنهم فريق واحد ولذلك كنت دائم الاتصال بالموظفين والعاملين معي وسواء صغر الموظف او كبر سيّان ولكن أشعر الجميع بأننا لا بد ان نعمل كفريق واحد وأننا في حاجة الى التعاون وأيضاً كنت دائما احاول ما استطعت ان اكون على مقربة منهم وخاصة أولئك الرجال الكبار فقد كنت دائما اسعى لأن أكون على اتصال بهم واستفدت من خبرات رجال خارج الوزارة ولكن من الرجال الذين أعتز بهم بصورة خاصة وكلاء الوزارة الذين عملوا معي ومديرو الإذاعة والتلفزيون والصحافة والإعلام ثم اولئك الصفوة من الرجال الذين أعانوني على ذلك العمل الذي وفقني الله سبحانه وتعالى به.
أخبار
* نشرات الأخبار هي منطلق نجاح الإذاعات المرئية والمسموعة أو فشلها,, ما الذي عملته لها,,؟
والله هذا صحيح، نشرات الأخبار مهمة فالناس في بلادنا تهتم أكثر ما تهتم بالأخبار وقد حرصنا على تطوير هذه الاخبار خاصة المحلية وطورنا قضية المندوبين ولكن الامكانات بطبيعة الحال التي كانت عندنا كانت امكانات طيبة وكبيرة ولهذا نجحنا في تطوير الاخبار وخاصة اخبار مجلس الوزراء التي جعلناها في متناول الناس عامة.
تقاعد
* هل يتقاعد المذيع المتمكن المخضرم صاحب الصوت والتجربة والصيت مثل أي موظف عادي,,؟
نعم كل إنسان لابد ان يتقاعد ولابد ان يعطي الفرصة لمن خلفه ولكن اذا بلغ الإنسان سن التقاعد ويستطيع ان يواصل العطاء فلا بأس ان يستفاد منه ولكن من المهم ان يتيح الفرصة للجيل الذي يليه ويستفاد منه في مجال التجربة وفي مجال التدريب وبالتالي ينتقل من كادر المذيع العادي الى المذيع المدرب والمشرف الذي يساهم في تعليم الجيل الذي يليه وفي الوقت نفسه لا بأس في رأيي ان نستفيد من مذيعين نطرب لأصواتهم ونرتاح لأدائهم.
دفاع
* لأساتذة الجامعات من يدافع عنهم بأمل تمديد سنوات عقودهم,, ثم التعاقد معهم مع انهم لو تفرغوا لأضافوا أبحاثاً بدلاً من متابعة تعليم الصبية فلِم لَم يجد الإعلاميون من يدافع عنهم؟
قضية اساتذة الجامعة أنا والله من الرجال الذين ارى انه من العار ان نحيل اساتذة جامعات على التقاعد وهم في قمة عطائهم لأن استاذ الجامعة يختلف تماما عن الموظف هذا الرجل الذي وصل في هذه السن الى قمة البحث العلمي وأصبح عالما وباحثا لابد ان اعطيه الفرصة لمواصلة العطاء العالم حتى يستفيد من مثل هؤلاء الناس ولكن ليس كل أستاذ جامعة يستفاد منه هناك من اساتذة من لا يكاد يصل سن التقاعد حتى يرغب الجميع في تقاعده لأنه ليس بمنتج ولا فاعل او ليس باحثا او ليس قادرا على العطاء لكن الاستاذ الفاعل القادر على العطاء تشعر بألم عندما يتقاعد وتخسره الجامعة والله كم وقفت كثيرا وأنا اشاهد اساتذة قمما في الجامعات يحالون الى التقاعد وهم في قمة العطاء، أما قضية الإعلاميين فالأمر ينطبق عليهم كذلك فهناك كثير من رجال الإعلام الذين يمكن ان يستفاد منهم متى ما بلغوا سن التقاعد واصبحوا اكثر نضجا وأعمق عطاءً ولا اجد مبررا لإحالتهم على التقاعد وعدم الاستفادة منهم لأنهم كأساتذة الجامعة ايضا هناك صفوة من رجال الإعلام الذين نجد ان من واجبنا ان نعنى بهم وان نكرمهم ونكرمهم بعد ان كانوا أدوات فاعلة في هذا المجتمع وهذا الامر ينطبق على اساتذة المدارس الثانوية وينطبق على بعض رجال الهندسة وعلى بعض رجال الطب وعلى بعض رجال السياسة صحيح ان سنة الحياة ان يتقاعد الإنسان حتى يتيح الفرصة لمن يخلفه من الشباب ولكن هناك قمما في العطاء، هناك رجال يعتبرون كالجواهر في هذا المجتمع فهؤلاء لابد ان نلتقطهم وان نعنى بهم وان نستفيد منهم وان نفيد ايضا أمما أخرى، فنستطيع ان نضمن برامج المساعدات التي تنشأ بين المملكة وبين الدول العربية والإسلامية تقديم صفوة من هؤلاء الاساتذة الاجلاء ليكونوا معهم وليعينوهم في برامجهم وفي مشروعاتهم وفي تنمية بلادهم.
تواصل
* كيف هي صلتك بالوسط الإعلامي الآن,,؟
صلتي بهم طيبة وصلتهم ايضاً بي طيبة وأنا أشعر باعتزاز كبير وتقدير لما ألمحه عند لقائهم من محبة واحترام متبادل وقد كانت بعض الظروف التي مرت بي في وفاة الوالد رحمة الله عليه ونحو ذلك اشعرتني بهذا الحب والتقدير المتبادل وقدرت لهم مشاعرهم وعجزت ان اوفيهم حقوقهم ولكن أسأل الله ان يجزي الجميع خيرا وهذه بلاشك طبيعة في هذه البلاد دائما هناك وفاء وهناك احترام متبادل ومتى ما احترم الإنسان نفسه يحترمه الآخرون ونسأل الله ان يجعلنا عند حسن الظن دائما.
رقم في دلة
* انضممت مستشارا ورقما فاعلا في مجموعة تجارية كبرى وبصراحة متناهية,, هل توجه قنواتها المرئية المنفتح يتلاءم مع توجهك المحافظ ,, وما دورك,,؟
أنت في هذا السؤال تقصد شركة دلة والART على وجه الخصوص وأجد لك العذر في هذا السؤال بلاشك لكن صلتي بدلة هي صلة رحم وصلة اخاء قبل ان تكون صلة تجارية فهذا الرجل الاخ صالح كامل من الرجال الذين اعتز بهم وكما يقال رب اخ لك لم تلده أمك ومن هنا فما اقدم من جهد في مجال هذه المؤسسة التجارية ينطلق من احترامي لهذا الرجل ولفكره ولدوره في المجتمع هذا الرجل نموذج في رأيي للمواطن المخلص الذي يسعى الى تسخير كل ما اعطاه الله في سبيل ان يؤدي خدمة لبلاده ووطنه وأمته وتجد ان في قلبه الكثير من الرغبة في العطاء وهذا ما شجعني لأنني وهو تربينا على يد رجل واحد هو الوالد الشيخ عبدالله كامل اطال الله في عمره ومن هنا فأنا أعمل في اطار الاسرة الواحدة والART ساهمت مع أخي صالح كامل فيها منذ نشأتها ومنذ ان تركنا الMBC فنحن الذين أنشأنا الMBC في بداياتها وكانت فكرة القنوات الأهلية اول من انطلق بها صالح كامل وقادها وساهمت معه في ذلك فلما انتهى دورنا في الMBC فكرنا في انشاء هذه القنوات وشجعته في الحقيقة على المضي فيها ولكن شاء الله بعد ذلك ان يتوسع بصورة كبيرة فبدل ان تكون قناة واحدة اصبحت ما يزيد عن اربع عشرة قناة وعبؤها كبير ووضعها الإعلامي ليس وضعا عاديا والاستثمارات فيها كبيرة ولهذا لم استطع مواصلة المشوار بصورة كاملة في كل هذه القنوات فهو يتولى واسرة الART إدارة هذه القنوات لكني اساهم بقدر ما استطيع وبين وقت وآخر فيما يوكل الي في هذا المجال.
شهادة
* ما رأيك بصراحة في الاستاذ صالح كامل؟
أشهد الله ان الرجل إنما يريد إعلاما فعالا وناضجا ومحترما ولكنه مكافح لأن العملية الإعلامية في هذا العصر ليست عملية سهلة والاهداف التي يسعى الى تحقيقها لا تتم بين يوم وليلة ولكنه يحاول وهناك الكثير من القنوات التي لا يرضى عنها كل الرضا ويسعى من خلالها الى جذب المشاهد الى كثير من الفضائل ولكن نحن نعلم ان الحديث الذي ورد في البخاري يقول إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقه على ما ينويه من أعمال وأن يأخذ بيده لتحقيق الأهداف الأساسية التي من اجلها أنشأ الART ولاشك ان قناة إقرأ اليوم نموذج للعمل الإعلامي السامي الذي نعتز به.
تجارة
* ما رؤيتك للعمل التجاري في القطاع الأهلي,,؟
بكل اسف ليس لي خبرة في مجال العمل التجاري لا الأهلي ولا غيره ولذلك لا استطيع ان اجيب على هذا السؤال بما قد يفيد القارئ.
مستقبل
* أين مستقبل الشباب,, في العمل الحكومي, أو الأهلي؟
مستقبل الشباب لاشك انه سواء كان في العمل الحكومي ام الاهلي يتوقف على مدى جدية الشباب وحرصهم على اداء العمل واحترامهم للعمل فهذه هي القضية الاساسية القضية الاساسية، هي الشباب مدى تعليمه من ناحية مدى احترامه وتقديره وانضباطه هذا الذي يحدد مستقبله ومستقبل نجاحه ولكن ايضا من واجب القطاع الاهلي اتاحة الفرصة لتدريب الشباب الذين تخرجوا للتو في الجامعة ويحتاجون الى تأهيل في مجالات العمل المختلفة فلابد ان تقتطع المؤسسات الأهلية القادرة جزءا من دخلها وامكاناتها لتدريب الشباب السعودي والمساهمة في تأهيلهم وعندها يستطيع ان يشق طريقه وكذلك لا بد ان نمنحه الثقة ونعينه على مواصلة العمل ومن ناحية الشباب لا بد من الانضباط ومن ناحية رجال الأعمال لا بد ان يفتحوا صدورهم لهم.
مخرجات وتحديات
* كيف ترى مخرجات التعليم العالي ومدى مقدرتها على مواجهة التحديات؟
مخرجات التعليم العالي اليوم في بعض الكليات مخرجات جيدة وعلى مستوى رفيع ولكن في مجمل مخرجات التعليم العالي نجد انها مخرجات لا تتفق ومتطلبات الوطن وحاجة الوطن الى قوى بشرية تسد الحاجة وتغني البلاد في مجالات أساسية في التنمية وتكون لها القدرة على مواجهة التحديات التي تحيط بنا فأنا في رأيي ان مخرجات التعليم العالي تحتاج الى مراجعة نعم نحمد الله على ما تحقق وهو مفخرة لنا جميعا ولكن هذه الأعداد الكبيرة التي اصبحت تتخرج ولا تجد لها مكانا وليست قادرة على العمل ولا منتجة ولا تتفق مع متطلبات وحاجات الوطن في مجالات التنمية المختلفة وحتى القطاع الخاص لم يعد قادرا على استيعابها والقطاع الحكومي عاجز عن توفير الامكانات اللازمة لتوظيفها فهذا الامر يؤكد اهمية مراجعة مخرجات التعليم العالي.
لغات
* من أين تقترح البدء بتدريس اللغة الإنجليزية؟
ليس المهم من أين نبدأ ولكن كيف نبدأ؟ وبماذا نبدأ؟ فكلما كانت البداية مبكرة فهو افضل ولكن طريقة التدريس والاستفادة من وسائل التعليم الحديثة وتيسير تعليم اللغة الإنجليزية هذه هي الامور الاساسية فقد أصبحت لغة عالمية وأصبحنا في امس الحاجة الى تعليم اولادنا اللغات الانجليزية والفرنسية وبعض اللغات الحية فلابد ان نعد برامج جيدة في التعليم ونبدأ من وقت مبكر.
حاسوب
* والحاسب الآلي,,؟
أنا أرى ان الحاسب الآلي يجب أن يبدأ من المرحلة الابتدائية.
غضب
* متى تغضب؟
اغضب كأي إنسان عندما يكون هناك ما يُغضب وما يدعو للغضب ولكني احاول ان اتماسك وأتذكر امر الرسول صلى الله عليه وسلم ونصيحته عليه الصلاة والسلام لا تغضب لا تغضب .
بكاء
* هل بكيت في حياتك,, متى؟
بكيت كثيرا في حياتي وكانت وفاة الوالدة صدمة كبيرة بالنسبة لي رحمة الله عليها ثم وفاة الوالد وبكيت هناك بكاءً شديدا وتألمت كثيرا وشعرت بمرارة اليتم وقد كنت اظن ان الذي يشعر بمرارة اليتم هم الاطفال فقط ولكني شعرت فعلا باليتم ومن الغريب اني بكيت يوم عقدت لابنتي الكبرى عقد قرانها وكنت في غاية الفرح ولكن ما ان جلست الى نفسي في المساء وأدركت انها ستغادرنا حتى انخرطت في بكاء عميق وخجلت من نفسي وتواريت حتى لا اقلق الابنة الحبيبة ولا أمها ولا اخواتها ولكني بكيت كثيرا وقد شعرت بأنها فعلا ستغادرنا الى بيت زوجها وأسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقهما ويخرج منهما الكثير الطيب.
جدل
* أحمد سعيد، إبراهيم الذهبي، بدر كريم، رشاد المحتسب، وغيرهم,, دلالات على مرحلة معينة من الجدل العربي الكلامي,, كيف ترى تلك المرحلة,,؟
تلك أمة قد مضت ومرحلة من المراحل ذات دلالات خاصة وهؤلاء الرجال منهم من عملت على مقربة منه ومنهم من لم اره قط ولم اسمعه قط ولكن تلك فترة لها ما لها وعليها ما عليها ولكل زمان قول وإعلام يختلف من زمان إلى زمان.
الآن
* وماذا عن هذه المرحلة الحالية؟
هذه المرحلة التي نمر فيها مرحلة مختلفة لا بد ان نعيها وأن نفهمها وأن ندرك اننا لا نستطيع ان نعالج امورنا بطريقة إعلامية عصرية لا بطريقة المرحلة السابقة ولا بمثلها فقد اصبح العالم قرية صغيرة والناس اتجهت الى كثرة العمل وقلة الكلام.
إلى الخلف
* لو عادت بك الأيام الى الخلف، ما الذي ستغيره في مسيرتك العلمية والعملية,,؟
أولا احمد الله سبحانه وتعالى على ما تحقق وكل ما نظرت الى الخلف شكرت الله على ما وفقني اليه وأسفت على ما ارتكبته من اخطاء ولكن مسيرتي العلمية والعملية كانت ولله الحمد مسيرة طيبة وموفقة ولذلك كلما رأيتها حمدت الله وسألته ان يحسن الخاتمة على خير إنه على كل شيء قدير.
مكتبة
* ما آخر كتاب انضم إلى مكتبتك؟
هناك اكثر من كتاب جاء الى مكتبتي منها كتاب يحمل قصيدة الشاعر عبدالعزيز خوجة لو انهم جاؤوك وكتاب عن العولمة,, وكتاب عن تصنيف الحديث النبوي.
أبو هريرة
* ما الذي سعيت لقوله في كتابك عن ابي هريرة ؟ ولم الجدل حوله؟
ما اردت ان اقوله في بحثي عن الصحابي الجليل ابي هريرة هو ان هذا الرجل صادق في كل ما رواه وأنه كان على مقربة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه الاحاديث وأن هذه الضجة التي تقام حوله وحول احاديثه ما هي الا ضجة مفتعلة وخبث يقصد منه الاساءة الى الحديث النبوي والى سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
انفراد
* كيف,,؟
لو رجع الناس بدقة وبمسوؤلية وبعلمية الى أحاديث ابي هريرة لأدركوا ان هذا الصحابي الجليل لم ينفرد الا بالقليل من الاحاديث النبوية اما بقية الاحاديث فقد رواها معه الصحابي والصحابيان والثلاثة من الصحابة وأيضا هو لم يرو كل هذه الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما روى بعضها عن سيدنا ابي بكر وعن سيدنا عمر فالكتاب في مجمله دفاع علمي عن ابي هريرة فقد ادخلنا الاحاديث كلها في الكمبيوتر ثم استدعينا جميع الاحاديث وعزلنا المكرر ثم فصلنا الاحاديث التي اشترك مع ابي هريرة صحابة آخرون في روايتها ثم اخرجنا العدد الذي انفرد به ولم يروه احد آخر وهكذا اظهرنا صدق هذا الصحابي الجليل ودقته فيما رواه فإن نفس الحديث الذي تسمعه من أبي هريرة تقرؤه لأبي هريرة تجد صحابيا او اكثر قد رواه عنه هذه هي الرسالة التي اردت ان اقولها عن ابي هريرة.
كلمة
* ومتى نصل الى كلمة سواء,,؟
عندما نتعلم أدب الحوار وقول الحق ولو كان مراً.
سعادة
* هل أنت سعيد دائما,,؟
نعم وأنا احمد الله على كل ما اكرمني به وأسأله عز وجل ان يوفقني الى شكر النعم والحياة اخذ وعطاء وصعود ونزول وصحة ومرض وعافية.
إيجابيات
* ما الآثار الإيجابية لانضمامنا لمنظمة التجارة العالمية ؟
لا شك ان لعملية انضمامنا لمنظمة التجارة العالمية سلبيات وإيجابيات ولكنها قضية لا بد منها فليس لنا خيار في الانضمام لمنظمة التجارة العالمية من عدمه لأن واقع الاقتصاد في المرحلة القادمة سيفرض عملية الانضمام لأن العالم سيتصل ببعضه البعض والتجارة الدولية ستحكمها قوانين جديدة ولهذا لا نستطيع ان نكون خارج اللعبة بكل اسف ولكن هناك إيجابيات وسلبيات وهذا الى حد كبير يعتمد على مقدرتنا عند دخولنا وإمكاناتنا وقدرتنا على التفاعل مع هذه القوانين الجديدة في حالة انضمامنا.
سلبيات
* وماذا عن السلبيات؟
هناك ايضا سلبيات لأن هذه المنظمة رغم انها تبدو في طابعها قضية تجارية الا ان لها آثارها الاجتماعية والثقافية لأن هناك شروطا لفتح الابواب والجمارك وإتاحة الفرصة لتنقل الافراد والمؤسسات وكذلك هناك متطلبات لإتاحة الفرصة لكل من يريد ان يعمل في أي بلد شاء متى ما حقق الحد المطلوب من الضمان والموارد والاسس التي سيعمل عليها فلا بد من اتاحة الفرصة له مهما كانت جنسيته وهذه الامور سيترتب عليها الكثير من القضايا كذلك انتقال العمالة ووضع العمالة ولهذا فلا بد ان نعي ابعاد هذا الانضمام وأنه ضرورة لا بد منها ونتحسب لذلك ونعمل من اجل حصول الحد الأعلى من الإيجابيات وتجنب الحد الأكبر من السلبيات.
بلا حدود
* ألا يخيفك تلاشي الحدود التجارية والإعلامية والثقافية؟
طبعا انه امر يخيف دون شك وهذه تغيرات جذرية وأساسية وتوجهات مختلفة وقد تأتينا في شكل عملية تجارية وقد تأتينا في شكل عملية ثقافية ولا بد ان نكون على استعداد وإلا فإنها في مجملها قضايا لا يستهان بها.
ART
* ما محطتك الفضائية المفضلة؟
أنا في الحقيقة اشاهد عددا من المحطات ولكن الهوى بطبيعة الحال للART.
متابعة
* أين تتابع الأخبار العالمية؟
أنا اتابع الاخبار العالمية في بعض مصادرها الأصلية.
نادي الوحدة
* ما حكاية مشكلات نادي الوحدة؟
الحقيقة ان نادي الوحدة مشكلته الأساسية هي ضعف الموارد وانعدامها في بعض الاحيان ولهذا فكل رئيس نادٍ يأتي او مجلس إدارة يواجه بهذه المشكلة، وكل المشاكل الاخرى تعد جانبية بالنسبة للمشكلات المتمثلة في النواحي المادية.
ولكن الآن بدأت تتكاتف جهات مختلفة وتتعاون في سبيل دعم النادي فلعله يخرج من ازمته ويحقق ما يصبو اليه ابناء مكة من تفوق وعودة الى ماضيه العريق.
شيخ رياضي
* أليس تناقضا ان تكون شيخا، دكتورا، مؤلفا، وزيرا، وتهتم بالرياضة؟
لا أرى تناقضا بين كوني استاذا في الجامعة او مؤلفا او وزيرا واهتمامي بالرياضة فأنا منذ الصغر اهتم بالرياضة وأمارسها وكنت امارسها في السابق بصورة اكبر من الآن والرياضة قضية مهمة بالنسبة للإنسان وحبي للرياضة والرياضيين كبير جدا منذ ان كنا في ريعان الشباب ونحن نتعلق بنادي الوحدة ونفرح عندما كان يحقق مكاسب وبطولات ولذلك حتى اليوم فأنا أتابع النشاطات الرياضية، وبعض النشاطات وأحرص على حضورها.
بيع
* ما رأيك في سوق بيع اللاعبين؟
كل شيء اصبح يباع ويشترى في هذه الدنيا وتحولت الرياضة الى ميزانيات تتصارع في الملاعب وصفقات ولهذا لا استغرب عملية بيع اللاعبين، فكل انسان من حقه ان يبحث عن ممول يوظف فيه طاقاته سواء أكانت الكروية او التدريب، او القدرة على التهديف او غير ذلك.
وشراء
* عقبال المفكرين ليجدوا من يشتريهم,,! ما رأيك؟
لا اعتقد ان المفكر يباع ويشترى فليس سلعة، ولا اتمنى ان تصل به الحال الى هذا المستوى فرجال الفكر لا بد ان يكرموا ويدعموا وأن يقدروا وأن يعطوا الفرصة للتفرغ والانتاج ليثروا الواقع الأدبي والثقافي في بلادهم، ومن العار ان نجعلهم سلعة تباع وتشترى.
الندوة
* ماذا عن صحيفة الندوة؟
صحيفة الندوة اتمنى لها كل نجاح، وهناك رجال أسسوا هذه الجريدة ورجال تابعوا المسيرة وسهروا وعملوا من اجل ان تصل إلى ما وصلت اليه ولكن مرت بها فترات من الضعف والتدهور المادي اثرت عليها ولاشك ان من واجبنا ان نصلح ما نستطيع من اوضاع الندوة ونقدر كل الذين ساهموا فيها في السابق بسهم خير، وأملنا ان تكون جريدة تصدر من مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية وأن يكون لها قراؤها في انحاء مختلفة من العالم خاصة انها تصدر من اطهر البقاع وتنقل الى الناس صورا من جوار الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
ساعات
* كم ساعة تعمل في اليوم؟
يختلف عملي في أثناء النهار ففي بعض الأحيان قد استمر في العمل لما يزيد عن عشر ساعات وبعض الاحيان اقل من ذلك ثم اخلد الى الراحة وأبدأ في ممارسة نشاطات رياضية واجتماعية الى حد كبير.
نوم
* متى تنام؟
كنت انام في السابق مبكرا,, ولكني الآن اخذت اتأخر في النوم وأستفيد من ساعات المساء لإكمال بعض ابحاثي ودراساتي وبعض القراءات الخاصة التي اريد ان اقرأها.
بين بديلين
* أيهما أهم: عمرة في رمضان والحج كل عام أم التبرع بقيمة تكاليفهما للفقراء والأيتام ومقاومة حركات التنصير في بقاع الإسلام,,؟
لاشك ان الحج قضية اساسية فهو ركن من اركان الإسلام خاصة لمن لم يحج فمن واجبه ان يبذل الغالي والرخيص في سبيل تحقيق الحج الى بيت الله الحرام واستكمال هذا الركن، أما العمرة فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العمرة في رمضان تعدل حجة معه صلى الله عليه وسلم من هنا فالعمرة مهمة والحج مهم ولكن ايضا قضية التبرع لمن استطاع ان يدخر بعض المبالغ ان يقدمها للفقراء والأيتام والمساكين في مناطق من افريقيا وآسيا وأنحاء متفرقة من العالم والحق ان من يزور هؤلاء يشعر بعمق المأساة وشدة الكارثة التي يواجهونها من فقر مدقع وهم ومرض وتنصير فمن واجبنا ان نقتطع من اموالنا ما نستطيع لمساعدة هؤلاء الناس، والوصول اليهم والوقوف معهم ومساعدتهم على تجاوز هذه المحن التي تلم بهم فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا ان المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
أنا
* من أنت؟
أنا دكتور محمد عبده يماني ابن من ابناء هذه البلاد استاذ لعلوم الثروات المعدنية والجيولوجيا الاقتصادية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ورئيس لجمعية إقرأ الخيرية التي هي فرع من مؤسسة دلة ورئيس جمعية اصدقاء القلب وجمعيات مرضى السكر والاطفال المعاقين احاول جاهدا ما استطعت الى ذلك سبيلا ان اكون عضوا نافعا في المجتمع ومواطنا صالحا ما امكنني ذلك والله من وراء القصد.
ملل
* هل مللت من الأسئلة؟
لا أخفيك انني مللت فعلا.
النهاية
* هل بقي شيء؟
حتى لو بقي شيء فأرجو إعفائي فإنني قد تعبت من كثرة الأسئلة.
|
|
|
|
|