| متابعة
* بروكسل د,ب,أ دمحمد شومان ريم الحسيني الوكالات:
يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي ومنظمة الوحدة الأفريقية في القاهرة اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء لصياغة أطر جديدة لشراكة تربط بين واحد من أغنى التكتلات العالمية بقارة ترزح في مستنقع الفقر والصراعات الأهلية.
ويأمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي في أن تعمل أول قمة على الاطلاق بين الشريكين غير المتكافئين على زيادة الوعي الدولي بما لدى افريقيا من امكانات غير مستغلة.
يقول مايكل كيرتيس متحدث المفوضية الأوروبية لشؤون التنمية:إنها قمة تستهدف ادخال علاقتنا بافريقيا في القرن الجديد ,وعلى أية حال، سيتناول اجتماع القاهرة حتما الأنباء غير السارة الواردة من افريقيا كخطر المجاعة الوشيك الذي يحدق بالقرن الافريقي، والصراع في الكونغو واثيوبيا، وسجل العديد من الحكومات الأفريقية فيما يتعلق بحقوق الانسان.
وفيما يعد خطوة من المحتمل ان تصيب الدول الأفريقية المضيفة بخيبة الأمل، لن يقدم زعماء الاتحاد الأوروبي أية تعهدات أو وعود بشطب الديون الأفريقية خلال الاجتماع.
وسوف تغطي خطة العمل التي سيتم تبنيها في اليوم الأخير للقمة قائمة طويلة ومفصلة من المجالات التي يمكن ان تتعاون فيها القارتين، وتشمل تلك القائمة محاربة مرض الايدز واجراءات النهوض بالظروف المعيشية للمرأة وزيادة فرص التعليم.
غير أنه على حد قول الاتحاد الأوروبي:لا ينبغي أن يتحول الاجتماع الى منتدى من التعهدات .
ومع عدم وجود نية لتخصيص اعتمادات مالية لمثل تلك المبادرات فإن النقاد يرون أن هناك مخاطرة حقيقية بأن تظل خطة عمل القاهرة بدون تنفيذ في معظمها
*****
يقول دبلوماسي أفريقي:إننا نرغب في أكثر من مجرد خطابة ونوايا حسنة .
5,5 مليارات يورو
مساعدات أوروبية
ومن ناحية أخرى يقول الاتحاد الأوروبي انه ليس هناك نقص في الاعتمادات المالية الموجهة لأفريقيا, فقد أبرم الاتحاد الأوروبي مؤخرا اتفاقية شراكة جديدة تتعلق بالتجارة والمعونات مع 71 دولة من افريقيا والكاريبي والباسيفيك تتضمن تقديم مساعدات قدرها 13,5 مليار يورو لتلك المجموعة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد خصص مبلغا اجماليا قدره 5,5 مليارات يورو كمساعدات لدول افريقيا الشمالية في الفترة من 1995 2000.
وقال مسؤول انه بين برنامجي المعونات السابقين, تحصل افريقيا على مساعدات ضخمة من أوروبا
وأضاف المسؤول ان تطبيق اعلان القاهرة لن يتوقف على حصول أفريقيا على المزيد من الأموال، بل سيتوقف على الارادة السياسية التي سيبديها الجانبان.
ولكن موافقة الاتحاد الأوروبي على منح مساعدات تبلغ عدة مليارات يورو لدول افريقيا والكاريبي والباسيفيك ما زالت تفتقر بوضوح الى قرار يتعلق باستغلال المعونات بشكل فعال.
أموال المساعدات الأوروبية
لأفريقيا مازالت في الخزائن
فهناك تسعة مليارات يورو لا تزال مودعة في خزائن الاتحاد الأوروبي دون الاستفادة منها على الرغم من المجهودات الرامية الى توجيه هذه الأموال لمساعدة الدول المذكورة آنفا.
كما أن عملية توزيع المعونات في شمال افريقيا لا زالت بطيئة, ونتيجة لذلك فإن الاتحاد الأوروبي قد يقوم بتوجيه بعض الأموال المخصصة للمنطقة الى المتطلبات العاجلة لاعادة تعمير منطقة البلقان التي دمرتها الحرب.
وسوف توضع المجهودات الرامية الى تعزيز العلاقات التجارية الواهنة بين الاتحاد الأوروبي والدول الافريقية ضمن أولويات قمة القاهرة.
ويقول خبراء تجاريون أوروبيون ان اهتمام القمة سينصب على اسراع عملية دمج افريقيا في الاقتصاد العالمي، وسيحث زعماء الاتحاد الدول الافريقية على القيام بدور أكثر ايجابية في منظمة التجارة الدولية والعمل بجد للنهوض بالتجارة مع جيرانها.
وتجدر الاشارة الى ان خطط عقد قمة بين الاتحاد الأوروبي والبلدان الافريقية نوقشت للمرة الأولى بين زعماء أوروبا منذ عامين تقريبا.
بيد ان الدبلوماسيين يرون أن تنظيم الاجتماع تعثر بسبب النزاع بين المغرب والجزائر على الصحراء الغربية.
وبعد شهور من المناقشات اصبح هناك اتفاق على أنه لن تتم دعوة ممثلين عن سكان الصحراء الغربية الذين يحاربون من أجل استقلالها مما سمح للمغرب بقبول حضور القمة.
ويقول دبلوماسي أوروبي في هذا الصدد:بالنسبة لنا، لم يكن هناك سبيل لحضور الاجتماع الذي سيعقد في افريقيا في حالة عدم حضور المغرب .
ويختلف مسؤولو الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في الوقت الحالي على ما اذا كان ينبغي ان تكون القمة احدى السمات الدائمة في العلاقات بين القارتين.
فقد أبدى الأفارقة رغبتهم في عقد المزيد من اللقاءات على غرار القمة التي يعقدها الاتحاد الأوروبي كل عامين مع دول آسيا وأمريكا اللاتينية.
ومن جانبه يتفق الاتحاد الأوروبي على أنه ينبغي ان يكون هناك قمة ثانية، غير أنه لا يزال معارضا لعقد اجتماعات على مستوى الوزراء بصفة دورية بين الجانبين.
ويرجح أن تشهد القمة التي ستستغرق يومين سلسلة من الاجتماعات الثنائية المهمة بين القادة، ومن بينهم الرئيس الليبي معمر القذافي.
ويقول المسؤولون في بروكسل أنه لم يتقرر حتى الآن عقد اجتماع بين رومانو برودي رئيس المفوضية الأوروبية والعقيد القذافي.
ويشار الى ان المجهودات التي بذلها برودي في وقت سابق من أجل دعوة القذافي الى مقر الاتحاد الأوروبي قوبلت بالمعارضة من قبل البرلمان الأوروبي وبعض الحكومات الأوروبية.
ولكن متحدثا بلسان برودي قال ان ليبيا اصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانضمام الى الشراكة الأوروبية المتوسطية.
واضاف المتحدث:إن ليبيا تتبنى حاليا موقفا أكثر انفتاحا تجاه التعاون مع أوروبا .
الأفريقيون يأملون في الغاء جزء من
الديون ومزيد من الاستثمارات الأوروبية
وتعول الدوائر الأفريقية على أن تكون قمة القاهرة بمثابة المتندى الاقليمي الدولي الأول في بداية الألفية الجديدة الذي يهتم ببحث مشاكلها وأن يظهر لأول مرة التزاما حقيقيا من جانب أوروبا التي تدين بجانب كبير من تقدمها وازدهارها الحالي الى مستعمراتها السابقة في افريقيا.
ويطالب الأفارقة شركاءهم في الاتحاد الأوروبي بالموافقة على الغاء جزء من الديون الأفريقية الخارجية التي يبلغ اجمالها في الوقت الراهن 350 مليار دولار التي تعرقل جهود الحكومات الأفريقية في التنمية بسبب أعبائها الكبيرة.
كما يأمل الأفارقة ان تسعى أوروبا الى مساعدة التنمية في أفريقيا بضخ المزيد من الاستثمارات الخارجية المباشرة التي لا تزال يستأثر بها العالم المتقدم حتى الآن دون غيره من العالم النامي.
وتشير احصائيات منظمة التجارة العالمية في هذا الشأن الى أن حجم الاستثمارات الخارجية المباشرة على مستوى العالم زاد العام الحالي الى 464 مليار دولار لم تأخذ افريقيا منها سوى نسبة 3 في المائة فقط ويذهب ثلثا هذا الرقم الى الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي وحدها.
كما يطالب الأفارقة بالمساعدة في حل ومنع النزاعات المسلحة في القارة السوداء والتي تزيد على 12 نزاعا من خلال دعم حقيقي للجهود الاقليمية الأفريقية والمساعدة في حل محنة اللاجئين والمشردين داخليا والتي تؤدي الى عرقلة التنمية وتفشي الفقر والمرض بين شعوب القارة.
فعلى صعيد محنة اللاجئين في افريقيا تأتي القارة في المرتبة الأولى من حيث عدد اللاجئين والمشردين داخليا على مستوى العالم حيث يبلغ عدد اللاجئين في افريقيا طبقا لاحصائيات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين نحو 7 ملايين لاجىء و15 مليون مشرد داخليا من اجمالي نحو 21 مليون لاجىء على مستوى العالم.
كما يتعين على أوروبا ان تساعد أفريقيا في حل بعض المشاكل الصحية ومكافحة بعض الأمراض مثل الأيدز والملاريا والسل الرئوي التي تؤثر سلبا على التنمية بسبب انتشار هذه الأمراض بين الشرائح العمرية للشباب وهي الفئات القادرة على العمل.
ولا تزال هناك بعض القضايا مثار نقاش قوي بين الأوساط الأفريقية والأوروبية التي يرغب الأفارقة في أن تنكب عليها القمة,, ومن بينها قضية الأفارقة المقيمين في أوروبا وضرورة تحسين أوضاعهم ووقف أشكال التمييز العنصري التي تواجههم هناك.
وتحذر الدوائر السياسية الأفريقية من أنه مالم تسفر قمة القاهرة عن موافقة الجانب الأوروبي على تشكيل آلية لمتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التي ستصدر عنها وكذلك الاتفاق على ألا تكون قمة القاهرة الأخيرة من نوعها بين الجانبين بل يتعين ان تتصف هذه اللقاءات بصفة الدورية أسوة بقمة الاتحاد الأوروبي مع كل من آسيا وأمريكا اللاتينية.
وفي باريس أوضحت الناطقة باسم قصر الأليزيه كاترين كولونا أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك يعتبر ان من شأن اربعة عناصر رئيسية السماح بالتقدم في هذا الاتجاه وهي: التكامل الاقليمي والابقاء على مستوى كاف من المساعدات الرسمية للتنمية وتشجيع الاستثمارات وتخفيض الدين.
وسيدعو شيراك الى مقاربة متنوعة وكريمة لمعالجة الديون بغية كسر حلقة الدين المفرغة في اطار تضامن دولي قوي لا غنى عنه .
وسيشدد على أن فرنسا تعهدت شخصيا بالغاء كامل للدين الرسمي المخصص للتنمية المستحق على أفقر دول العالم.
ويعتبر الرئيس الفرنسي أنه بغية تشجيع الاستثمارات، ولاسيما الخاصة منها، على الدول الافريقية اعتماد اصلاحات اقتصادية وأنظمة وقوانين لتحسين الادارة.
وتشدد مصادر الاليزيه على ان الاتحاد الأوروبي مرتبط مع أفريقيا باتفاقات كثيرة ولاسيما اتفاقات مالية، تساهم فيها فرنسا بنسبة الربع, ويعتبر الاتحاد الأوروبي الطرف الدائن الرئيسي لافريقيا.
وبمبادرة من البرتغال رأت أوروبا وأفريقيا على حد سواء الحاجة الى التفكير بشكل مشترك لتعميق هذه العلاقة القديمة والصلبة وتحديثها.
ومن المفترض اعتماد اعلان وخطة عمل في ختام قمة القاهرة التي يشارك فيها قادة ورؤساء حكومات أو ممثلون عنهم الدول ال15 في الاتحاد الأوروبي و52 دولة افريقية من أصل 53 الصومال لا تتمتع بسلطة تمثيلية .
وبمناسبة هذه القمة سيعقد شيراك لقاء ثنائيا واحدا مع الرئيس المصري حسني مبارك, وأوضحت كولونا ان برنامج عمل القمة لا يسمح بلقاءات ثنائية أخرى .
ويعتزم الزعماء المشاركون في القمة تبني نصين هدفهما استئصال الفقر في أفريقيا قبل العام 2015، بحسب مشروعي النصين اللذين وزعا يوم السبت على البعثات.
واشار مشروعا البيان الختامي وخطة العمل اللذان من المفترض تبنيهما في ختام قمة رؤساء الدول والحكومات الأوروبية والأفريقية غدا الى التزام الدول هدفا شاملا يقضي بخفض معدل الفقر الى النصف قبل عام 2015 .
واعتبر النصان ان احدى أبرز الوسائل الكفيلة بتحقيق هذا الهدف تتمثل باعفاء الدول الأفريقية من ديونها من دون ان تتعهد أوروبا في شكل ملموس القيام بمبادرات جديدة في هذا الصدد.
وتعهد الاتحاد الأوروبي تخصيص مليار يورو من أموال الصندوق الأوروبي للتنمية لتخفيف ديون البلدان الفقيرة الأكثر مديونية.
وأقر النصان ان الاتجاه الحالي لتحرير الأسواق وعولمتها يطرح مشكلات كبيرة للدول الأفريقية في حين ان حصة افريقيا من التجارة الدولية تتناقص باستمرار .
واضافا ان على القمة أن تؤكد أهمية المعالجة الخاصة والمختلفة للأوضاع في أفريقيا في اطار منظمة التجارة العالمية .
واشارا الى ان مكافحة الفقر في افريقيا تتطلب ايضا تنمية القطاع الخاص في البلدان الأفريقية .
واكدا اتفاق الطرفين الأفريقي والأوروبي على اقامة برامج تأهيل أجنبية مباشرة في افريقيا على المستويين الوطني والاقليمي .
وركز النصان على حسن ادارة الشؤون العامة وضرورة القيام بجهد فاعل من أجل الوقاية من الفساد والمحاباة ومكافحتهما .
وعلى المستوى السياسي، ركز المشروعان على أهمية الوقاية من النزاعات اذ اعتبرا ان السلام والأمن والاستقرار والعدل تمثل شروطا مسبقة أساسية في التنمية الاجتماعية الاقتصادية .
ومن الأولويات التي من المفترض أن تتبناها القمة احترام حقوق الانسان والديموقراطية والمساواة بين الجنسين ومكافحة جميع أشكال استغلال الأطفال .
تباين في المواقف الأوربية والأفريقية
عشية انعقاد قمة القاهرة
وأفادت مصادر أوروبية أمس الاحد ان ثمة تباينا في وجهات النظر لا يزال قائما بين الاتحاد الأوروبي والدول الافريقية، عشية انعقاد القمة الأولى من نوعها.
وأضافت ان اكثر النقاط اثارة للجدل هي الديون الافريقية التي يطالب المسؤولون الافارقة بالغائها أو ان تقدم أوروبا على الأقل مبادرة ملموسة في هذا الصدد, في حين يعتبر الأوروبيون ان قمة القاهرة ليست المنتدى المناسب للبحث في هذه القضية.
ولن يشارك في القمة ممثلو المنظمات المالية العالمية مثل البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي كما لن يشارك فيها وزراء مالية الدول.
ودعا أول أمس السبت المسؤولون الافارقة والأوروبيون الى الغاء كامل لديون دولهم خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الافريقية عقد في القاهرة.
ولا تزال مسألة متابعة قمة القاهرة عالقة اذ يطالب الافارقة بعقد قمم واجتماعات وزارية منتظمة على مثال تلك التي يعقدها الاتحاد الأوروبي مع دول آسيا كل ثلاثة أعوام في حين لا يرغب الأوروبيون التعهد بذلك مكتفين بالموافقة مبدئيا على عقد قمة ثانية في بلد أوروبي.
وثمة تباينات اخرى في مواقف الطرفين تتعلق بمكافحة الفساد واسترجاع الممتلكات الثقافية المنهوبة على يد العديد من البلدان الأوروبية خلال عهود الاستعمار وخلق مناطق جديدة منزوعة السلاح خصوصا في الشرق الأوسط والتأثير السلبي للنفقات العسكرية الافريقية الضخمة على عملية التنمية.
وعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ال15 صباح أمس الاحد اجتماعا في القاهرة من المفترض ان يستتبع بعقد اجتماع آخر على الفور مع نظرائهم الأفارقة.
ومن المفترض ان يوصي وزراء الخارجية الأوروبيون والأفارقة موظفيهم بتجاوز العقبات القائمة قبل افتتاح القمة.
وزراء أفارقة: القمة الآفرو أوروبية
تحمل الأمل لأفريقيا
وأكد عدد من وزراء خارجية الدول الافريقية على أهمية قمة القاهرة الأفرو أوروبية لوضع استراتيجية مشتركة تتبنى القضايا الافريقية الملحة مثل مكافحة الفقر وتحسين التعليم وجذب الاستثمارات واسقاط الديون.
ووصف الوزراء القمة بأنها حدث مهم تكتسب أهمية خاصة حيث تحمل الأمل لافريقيا في الخروج من مشكلاتها التي تعترض مسيرتها فضلا عن ان افريقيا يمكنها ان تصبح مستقبل العالم كله,, خاصة بعد الاكتشافات البترولية الاخيرة والدراسات التي تؤكد ان أراضيها بها ثاني أكبر احتياطي بترولي عالمي.
وأشاروا الى ان القمة سوف تساهم في تمكين افريقيا من مواجهة تحدي العولمة والاندماج في الاقتصاد العالمي, وان القمة ستعطي أولوية قصوى لمسألة التنمية.
اقتصاديات الدول الآفريقية تحقق نمواً متزايداً
ويحقق اقتصاديات الدول الافريقية حاليا نموا يصل الى اكثر من 3 بالمائة سنويا وهو ما يعد افضل بكثير من عقد مضى غير انه لا يزال أمامها طريق طويل.
ويرى المراقبون ان كل طرف له وجهة نظر مغايرة تماما حول كيفية مخاطبة التباينات بين أكثر القارات ثراء وأكثرها فقرا ففي الوقت الذي تسعى فيه أوروبا الى دفع الدول الافريقية الى تطبيق المزيد من الاصلاحات السياسية,, تحاول افريقيا الحصول على المزيد من الأموال لتطوير امكاناتها.
وأضافت الشبكة ان من الامور الأكثر الحاحا بالنسبة لافريقيا الحاجة الى تقليل أو الغاء الديون الخارجية الثقيلة لدول القارة التي تصل الى نحو 300 مليار دولار أو بمعنى آخر ان كل رجل وسيدة وطفل في افريقيا مثقل بما يوازي 375 دولار من هذه الديون في قارة يتجاوز فيها الدخل السنوي لكل فرد فيها بالكاد 700 دولار.
ومن غير المتوقع ان تسفر قمة القاهرة عن حلول عاجلة لتقليل الفجوة بين أوروبا وافريقيا غير ان الجانبين يأملان في ان تكون القمة بمثابة خطوة اولى باتجاه ايجاد علاقة أكثر مساواة بين الطرفين.
الأفارقة مستعدون لبدء
صفحة جديدة مع أوروبا
وأعرب سالم أحمد سالم الأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية عن استعداد افريقيا لبدء صفحة جديدة من العلاقات مع اوروبا,, مشيرا الى ان القارة الاوروبية ما زالت الشريك الرئيسي لافريقيا وان كانت هناك بعض الاختلافات في وجهات النظر بين الجانبين.
وقال سالم في تصريحات له أمس ان افريقيا تأمل ونحن نبدأ قرنا جديدا وألفية جديدة في بدء حوار بناء يستند الى أسس جديدة من التعاون والمصالح المتبادلة التي تأخذ في الاعتبار المخاوف المشتركة,وأشار الى انه ما زالت هناك فجوات في مواقف الطرفين مؤكدا على ان افريقيا لديها بعض المخاوف الرئيسية بشأن قضايا الديون.
وأضاف انه ما لم تعالج قضية الديون الافريقية بجدية وبالشكل الكافي فان جهود القارة الرامية لاحداث اصلاحات اقتصادية وسياسية ستظل متعثرة.
وأضاف ان افريقيا تود ان يدرك شركاؤها الاوروبيون الذين يصرون دائما على اثارة قضايا الديموقراطية وحقوق الانسان ان القارة بلورت موقفا موحدا حيال هذه القضايا وان مواصلة الجهود لاحراز تقدم في المجالين تتطلب احداث تغير نحو الافضل بالنسبة لقضايا الفقر والتخلف وهي قضايا قائمة بالفعل وتهدد الجهود التي تبذلها الدول الافريقية.
وأعرب سالم أحمد سالم عن أمل افريقيا في ان تبدي الدول الاوروبية تفهما وتقديرا أفضل للمشاكل التي تواجه القارة,, مشيرا الى ان هناك اتفاقا بين الدول الافريقية حول كافة القضايا التي ستتناولها القمة.
وردا على سؤال حول ما اذا كان اصرار الاوروبيين على طرح قضايا حقوق الانسان والتحرر السياسي يشكل نوعا من انواع التدخل في الشؤون الداخلية للقارة قال الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية ان الامر يتوقف على الاسلوب الذي تتبعه الدول الافريقية في تناولها هذه القضايا.
وأكد سالم ان قضايا حقوق الانسان والديمقراطية امتداد منطقي لنضال افريقيا من اجل الحرية والاستقلال وهو النضال الذي اردنا من خلاله ان نعطي لشعوبنا الفرصة لكي تحدد الاسلوب الذي نود ان تحكم به,وقال ان افريقيا تشهد بالفعل تحولا كبيرا نحو الديمقراطية ولا ينبغي لأي امرىء من خارج القارة ان يملي علينا ما ينبغي ان نفعله لاحداث تحول في هذا الصدد.
|
|
|
|
|