| الاقتصادية
* فريمونت أ,ف,ب:
يملك صابر باتيا وهو في الحادية والثلاثين من العمر كل ما يمكن ان يحلم به اي رجل اعمال مجد بعد ابتكاره لبريد هوتمايل الالكتروني والثروة بعد أن باع الاختراع الى عملاق الكمبيوتر مايكروسوفت لكنه لا يزال مغامرا في الصميم يتصيد الافكار الجديدة ويطورها.
وينكب باتيا في مكتبه المتواضع في فريمونت (100 كلم جنوب سان فرانسيسكو) حاليا على مشروع سري اطلق عليه اسم ارزو يأمل ان يغزو به مجددا عالم الانترنت.
واحدث بريد هوتمايل في العام 1996 ثورة في الانترنت فقد كان البريد الالكتروني المجاني الأول وسرعان ما انتشر الاختراع في العالم وبعد ثلاث سنوات ونصف السنة يملك 65 مليون شخص في العالم عنوان بريد لدى هوتمايل .
وكان باتيا وجاك سميث خريجا جامعة ستنافورد العريقة يبحثان آنذاك عن فكرة لتأسيس شركة صغيرة ليلحقا بركب الانترنت المزدهر.
وكانا يفكران في طريقة لتبادل الرسائل عبر الانترنت من دون لفت انظار المديرين في الشركة, صحيح ان لكل منهما عنواناً بريدياً على امريكا اون لاين (اي او ايل) الا ان استخدام ذلك البريد غير ممكن خارج المكتب.
وفي احد الايام خطرت لهما فكرة ابتكار نظام بريد على الانترنت يمكن الوصول اليه من اي جهاز كمبيوتر وفي الوقت نفسه يتمتع بسرعة كاملة.
وصرح باتيا وهو من اصل هندي كان اتى الى الولايات المتحدة لتحصيل العلم في العام 1988 ان (Hotmail) لبى حاجة معينة وقلنا لانفسنا ان اشخاصا آخرين سيجدون فائدة فيه .
واضاف التوصل الى فكرة فريدة من نوعها ضروري للنجاح لكنه غير كاف اذ يجب اقتراح ما يفيد مشيرا الى ان العديد من الشركات تبدأ بأفكار متميزة الا انها لا تنجح ابدا .
ويستعد باتيا لاطلاق ارزو كوم في اواخر ابريل المقبل لكنه يلتزم الصمت المطبق حتى ذلك الحين كما جرت العادة في مايكروسوفت الرائدة في مجال المعلوماتية والانترنت.
فالصناديق الفارغة لاجهزة الكمبيوتر المتراكمة في الممرات ووجوه المبرمجين القلقة وحدها هي التي تكشف القلق والحماس في الشركة قبيل اطلاق المشروع.
واشار باتيا الى انه من اصل مائة شخص يزورون موقعا معينا على الانترنت، 1,6 فقط يقدمون على الشراء وذلك ناجم اما عن تخوفهم من الشراء وإما لانهم لا يعثرون على ضالتهم .
واضاف سيكون بوسع المستهلك قريبا بواسطة أرزو (معناه شغف بالهندية) تحميل برنامج بسيط يساعدهم على اتخاذ قرارات شرائية افضل اينما كان .
وكانت مايكروسوفت بدأت في خريف 1997 تبدي اهتمامها ب هوتمايل الا ان باتيا عرف كيف يخوض المفاوضات ووافق في النهاية على بيع اختراعه لقاء 400 مليون دولار بعد شهرين من المفاوضات وكان عرض مايكروسوفت الاول خمسين مليونا.
وبات باتيا اليوم شخصية عالمية يستقبله الرئيس الامريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي, كما انه قدوة لملايين الهنود وهو يساهم في تمويل شركات في بلاده ويساعد الاطفال المحرومين.
ولماذا اذن كل هذا التعب والسهر مع مشروع ارزو في الوقت الذي تقارب فيه ثروة باتيا المائة مليون دولار او اكثر؟ وكان جوابه ضاحكا اعتقد انني مجنون الى حد ما .
وقال ان الانترنت في اوج ازدهارها الان واذا انتظرت اكثر فان الافكار الجيدة ستنضب .
وختم بالقول بالطبع لا اقوم بذلك من اجل المال فما املكه يكفيني حتى بعد الممات وهو يملك سيارتي بورش وفراري لكن التحدي لا يقاوم بكل بساطة .
|
|
|
|
|