|
| العالم اليوم
على اثر فشل قمة جنيف التي جمعت الرئيسين حافظ الاسد وبيل كلينتون قلنا في نفس هذه الزاوية، ان الأيام القادمة ستكشف ·اسرار فشل القمة ولم تمض سوى ايام قليلة الا وكشف وزير خارجية سوريا فاروق الشرع، بعضا من اسرار ذلك الفشل، والذي أعتبره، وهذا ·رأي خاص انه ليس فشلا بل تصويب فات على الدبلوماسية الامريكية ان تفهمه رغم كل خبرائها واساتذة العلوم السياسية الذين تعج بهم الجامعات الامريكية ومراكز البحوث ودبلوماسييها المنتشرين في المنطقة العربية,, فالقمة الامريكية السورية كشفت وبطريقة فاضحة للدبلوماسية الامريكية انهم لم يفهموا بعد فكر الرئيس السوري حافظ الاسد ولا طبيعة وتوجهات الشارع والخطاب السياسي في سوريا بالذات طوال ثلاثة وثلاثين عاما.
فالرئيس الأمريكي اتصل بالرئيس حافظ الاسد من بنجلاديش وابلغه رغبته في الالتقاء به لنقل مقترحات اسرائيلية قد تساعد على استئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية ولان الرئيس الاسد وتوافقا مع المواقف السورية المعلنة والتي اصبحت نهجا منذ مؤتمر مدريد للسلام يعتبر بان السلام خيار استراتيجي فقد لبى دعوة كلينتون وكان ينتظر ان يحصل على ما يبرر هذه الدعوة وعقد لقاء تكون نتائجه بمستوى كلينتون والاسد، يؤسس لسلام عادل.
لم يكن في ذهن الرئيس حافظ الاسد ومن رافقه الى جنيف، ان العرض الذي يحمله الرئيس الامريكي هو عرض مقايضة استبدال احتلال الارض، بامتلاك منابع ومصادر المياه العربية, ولذلك فقد استمع الرئيس الاسد بصمت للرئيس كلينتون وهو ينقل عرض باراك بالموافقة على الانسحاب من هضبة الجولان سوى بضعة كيلومترات تجعل اسرائيل لها كامل السيطرة على بحيرة طبرية بحافتيها الشرقية والغربية ومصادر ينابيع نهر الاردن حتى تضمن أمنها المائي,,!!
الامريكيون الذين يعرفون الرئيس الاسد، كان يفترض ان يكون لهم دراية بفكر الرجل فقد التقوا به كثيرا.
نقول الذين يعرفون الاسد يعون تماما انه لايساوم في مواقفه المبنية على مبادىء ثابتة، ومع هذا استمع بهدوء ليُفهم الرئيس كلينتون انه واي سوري لا يمكن ان يفرطوا بشبر واحد من الارض العربية السورية,, وليس بضعة كيلومترات تتيح السيطرة على المياه العربية التي يستسقي منها السوريون والاردنيون والفلسطينيون.
المهم انتهت القمة الى ما آلت اليه وهو معروف ولكن الذي لا نعرفه هل حاول الامريكيون مجاراة الاسرائيليين الذين يعرفون ان الرئيس الاسد سيرفض مثل تلك العروض وانها قدمت ذلك العرض بغباء توافقا مع نظريه ·تغابَ لتسود ,, ام ان الامريكيين وافقوا على نقل مثل هذا الاقتراح لتوريط سوريا بقبول عرض يتناقض مع ما يتداوله الشارع السوري طوال ثلاثة وثلاثين عاما,,!!
سؤالان ايضا ستكشفهما الايام.
|
|
|
|
|
