| عزيزتـي الجزيرة
** يا بني آدم أنفق ينفق الله عليك,, انها قاعدة ايمانية أصيلة لا تتغير ولا تتبدل أبدا فما ينفقه المسلم في سبيل الله يعوضه الله في الدنيا ويعظم أجره في الآخرة قال تعالى:(من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له).
وذكر الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ·,,,اللهم أعط منفقا خلفا وحتى لو كان العطاء قليلا بمقدار نصف تمرة من كسب طيب كما جاء في الحديث ·فإن الله يقبلها بيمينه ويربيها لأحدكم كما يربي أحدكم فلوة حتى تكون مثل الجبل انها علاقة روحية بين العبد وربه فينفق الله عليه وعلى مقدار ثقته وحسن ظنه بالله يعطيه الله سبحانه وتعالى العطايا وهو يملك خزائن السموات والأرض هذا هو الدرس الذي علمه عبدالله بن جعفر للحسن والحسين رضوان الله عليهم عندما لاحظا عليه كثرة الانفاق فقالا له: انك أسرفت في بذل المال, فقال: بأبي أنتما وأمي ان الله عودني أن يتفضل عليّ وعودته أن أتفضل على عباده وأخاف أن أقطع العادة فيقطع عني عادته ·حدائق الأزهر ص86 .
فياله من تعامل رائع مع الله الله يحتاجه المؤمن لتدعيم علاقته الايمانية برب العالمين.
قال أحمد شوقي:
أخا الدنيا أرى دنياك أفعى تبدل كل آونة أهابا ومن عجب تشيب عاشقيها وتغنيهم وما برحت كعابا ومن يغتر بالدنيا فإني لبست بها فأبليت الثيابا جنيت بروضها وردا وشوكا وذقت بكأسها شهدا وصابا فلم أر غير حكم الله حكما ولم أر دون باب الله بابا |
** سُئل أعرابي عن الهوى, فقال: هو أظهر من أن يخفى, وأخفى من أن يرى, كامن كمون النار في الحجر ان قدحته أورى وان تركته توارى.
** لقد قامت في العصور الوسطى عدة سفارات بين ملوك أوروبا من جهة وخلفاء وأمراء العرب من جهة أخرى وقد خلف أولئك السفراء وصفا لرحلاتهم عن أوروبا أكثر وضوحا من الصورة التي يرسمها لنا الجغرافيون العرب أنفسهم, وسفارة يحيى بن حكم الملقب بالغزال من أشهر السفارات الى بلاط ملوك أوروبا, وقد أرسلت هذه السفارة في عهد الأمير عبدالرحمن الثاني عام 845م على رأس وفد الى ملك النرويجيين, ولابد من الاشارة بشكل سريع الى اشهر السفارات التي تبودلت بين العرب والأوروبيين, فهناك السفارة المشهورة بين ·شارلمان الملك الفرنسي والخليفة العباسي هارون الرشيد, وقد ذكر هذه السفارة المؤرخون الأوروبيون ولكن المؤرخين العرب سكتوا عنها لسبب لا ندريه!
وهناك سفارة من ملكة روما ·برتا الى الخليفة المتوكل في بغداد عام 906م وقد عرضت السفارة على الخليفة صداقة الملكة وحتى الزواج منها.
وفي العقد الثالث من القرن العاشر الميلادي بعث الخليفة المقتدر بالله ابن فضلان على رأس سفارة الى أحد أمراء الصقالبة على أطراف ·الفولغا ردا على سفارة هذا الأمير الى الخليفة العباسي المقتدر بالله يطلب منه العون على أعدائه اليهود.
** رحل مفضي بن ولمان الأحمدي الى جماعته حرب قرب الحناكية ونزل العليان أخوال عياله بعد ان عاش معهم وعاشرهم مدة طويلة سكن مع قبيلته ولكن لم يطب له العيش بين اقاربه وجماعته, وتذكر العليان ومجالسهم وكرمهم وتقديرهم له فقال:
الله على يا حمود من فارق القوم نحر عربنا يم ضلعان رمّان لا جيتهم كني مثل باشة الروم متحركي ما بين نزل العليان الله نشد يا حمود عن معرفة يوم وحنا ثمان سنين يا حمود جيران يا حمود يظهر لك صديق من القوم ويظهر من الربع الموالين عدوان |
** (إياء أعني واسمعي يا جارة) ذكر الميداني في مجمع الأمثال أن أول من قال ذلك سهل بن مالك الفزاري, وذلك أنه خرج يريد النعمان فمر ببعض أحياء طيء, فسأل عن سيد الحي, فقيل له:
حارثة بن لأم, فأم رحله فلم يصبه شاهدا, فقالت له أخته: أنزل في الرحب والسعة, فنزل فأكرمته ولاطفته, ثم خرج من خبائها فرأى أجمل أهل دهرها وأكملهم, وكانت عقيلة قومها وسيدة نسائها فوقع في نفسه منها شيء فجعل لا يدري كيف يرسل اليها ولا ما يوافقها من ذلك, فجلس بفناء الخباء يوما وهي تسمع كلامه فجعل ينشد ويقول:
يا أخت خير البدو والحضارة
كيف ترين في فتى فزاره؟
أصبح يهوى حرة معطاره
إياك أعني واسمعي يا جاره
فلما سمعت قوله عرفت أنه اياها يعني, فقالت: ما هذا بقول ذي عقل أريب, ولا رأي مصيب, فأقم ما أقمت مكرما ثم ارتحل متى شئت مسلما, فاستحيا الفتى وقال: ما أردت منكرا واسوأتاه, قالت: صدقت فكأنها استحيت من تسرعها الى تهمته فارتحل فأتى النعمان فحياه وأكرمه, فلما رجع نزل على أخيها فبينما هو مقيم عندهم تطلعت اليه نفسها وكان جميلا فأرسلت اليه أن اخطبني ان كان لك اليّ حاجة يوما من الدهر فإني سريعة الى ما تريد, فخطبها وتزوجها وسار بها الى قومه, ولمثل يضرب لمن يتكلم بكلام يريد به شيئا غيره.
** قالوا:
ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر تنزو الحوادث عنه وهو ملموم الى الماء يسعى من يغص بلقمة الى أين يسعى من يغص بماء؟ |
** جاء رجل الى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وكان الوقت ليلا فسأله عمر ما جاء بك؟ قال: ركبني الدين حتى أذهب نومي قال له: كم دينك؟ قال: اربعمائة درهم فأخرج عمر كيسا به المبلغ واعطاه له, وانصرف الرجل ثم بكى عمر حتى تسللت دموع الى لحيته, فقال له أهله: ما يبكيك وقد قضيت حاجته, قال: بكائي على أنني لم أبحث عنه وأعرف حاله لأكفيه مذلة السؤال,, هكذا النبل يا قومي.
** عيَّن الخليفة أبوبكر رضي الله عنه: عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضيا على المدينة, فمكث سنة لم يفتتح جلسة ولم يختصم اليه اثنان, فطلب عمر من أبي بكر اعفاءه من القضاء فقال أبوبكر: أمن مشقة القضاء تطلب الاعفاء يا عمر؟ فقال عمر: لا يا خليفة رسول الله ولكن لا حاجة بي عند قوم مؤمنين, عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه وما عليه من واجب فلم يقصر في ادائه, أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه اذا غاب أحدهم تفقدوه, واذا مرض عادوه واذا افتقر أعانوه, واذا احتاج ساعدوه واذا أصيب واسوه, دينهم النصيحة, وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ففيم يختصمون؟
مساعد بن سعدون ابو غازي
|
|
|
|
|